ولكننا ننسى!

الدار البيضاء اليوم  -

ولكننا ننسى

سليمان جودة
بقلم - سليمان جودة

ما جرى مع الرئيس الأمريكى جو بايدن في مطار بن جوريون الإسرائيلى سوف يظل استثناءً في استقبالات رؤساء الدول في المطارات!.. فالعادة بين الدول تجرى على أن الرئيس يستقبله رئيس في المطار، ورئيس الوزراء يستقبله رئيس وزراء.. وهكذا وهكذا إلى باقى المناصب والدرجات!.

وهى نظرية بروتوكولية أقرب إلى المبدأ الدبلوماسى الذي يتحدث عن «المعاملة بالمثل» بين الحكومات.. وقد رأينا التطبيق العملى لهذا المبدأ في الحرب الروسية على أوكرانيا، فكانت روسيا إذا طردت أربعة من الدبلوماسيين العاملين في سفارة أي دولة أوروبية لديها، فإن هذه الدولة ترد بطرد أربعة دبلوماسيين روس في الحال، حتى ولو كانت دولة صغيرة لا تُقاس قوتها بقوة دولة في حجم روسيا!.

وكان الطبيعى أن يذهب الرئيس الإسرائيلى إسحاق هرتسوج إلى المطار لاستقبال بايدن، الذي بدأ جولته في المنطقة بزيارة إسرائيل أمس الأول!.

ولكن ما حدث أن هرتسوج اصطحب معه يائير لبيد رئيس الحكومة، ونفتالى بينيت رئيس الحكومة المناوب، وبينى جانتس وزير الدفاع، وبنيامين نتنياهو زعيم المعارضة.. ومع هؤلاء الخمسة الكبار ذهب جميع أعضاء الحكومة، وفى المطار أخذوا صورة تذكارية مع الرئيس الأمريكى، وقد بدت الصورة وكأن سيد البيت الأبيض قد استدعى السلطة في البلد بكامل هيئتها إلى اجتماع طارئ!.

وربما فكر الخمسة في دعوة آحاد الإسرائيليين إلى استقبال الضيف الأمريكى!.. ومن قبل كانت النكتة السياسية تقول إن رئيس دولة صغيرة زار الصين فسأله الرئيس الصينى عن شعبه ولماذا لم يُحضره معه على الطائرة؟!.

هذا عن الشكل في زيارة بايدن.. أما المضمون فتستطيع أن تجده في عبارته التي قالها بمجرد هبوط طائرته. لقد وصف علاقة بلاده مع إسرائيل بأنها: أعمق وأقوى من أي وقت مضى!.. ولم تكن عبارته سوى رد على عبارة قالها لبيد قبل الزيارة.. قال: إن بايدن خير صديق للدولة العبرية منذ تأسيسها!.

وهذا كله ليس جديدًا في حقيقة الأمر.. ففى ١٥ مايو ١٩٩٨ أصدرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية ملحقًا بمناسبة مرور نصف القرن على قيام إسرائيل، وعندما ذهبت الصحيفة تتقصى في الملحق مواقف الرؤساء الأمريكان من إسرائيل طوال نصف القرن، لم يختلف موقف أي واحد فيهم عن موقف بايدن وهو يطلق هذه العبارة في المطار!.. ولكننا ننسى!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ولكننا ننسى ولكننا ننسى



GMT 05:57 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

ما حاجتنا إلى مثل هذا القانون!

GMT 05:52 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

الوحش الذي ربّته إسرائيل ينقلب عليها

GMT 13:01 2023 الإثنين ,22 أيار / مايو

منطق ويستفاليا

GMT 09:32 2023 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

"المثقف والسلطة" أو "مثقف السلطة" !!

GMT 04:57 2022 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

‎"فتح الفكرة التي تحوّلت ثورة وخلقت كينونة متجدّدة"

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 15:38 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

انفراجات ومصالحات خلال هذا الشهر

GMT 04:11 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

تقنية جديدة تظهر النصِّ المخفي في المخطوطات القديمة

GMT 13:52 2016 الأحد ,20 آذار/ مارس

كريم طبيعي مزيل لرائحة العرق

GMT 08:47 2016 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

البامية للوقاية من الأمراض المستعصية والاكتئاب
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca