يعشقون الشقراء ويتغزلون فى السمراء!

الدار البيضاء اليوم  -

يعشقون الشقراء ويتغزلون فى السمراء

بقلم:طارق الشناوي

(قالوا البياض أحلى ولا السمار أحلى؟/ قلت اللى شارينى جوه العيون يحلى)، نظرة (برجماتية) نفعية عبرت عنها كلمات أبو السعود الإبيارى وموسيقى محمد عبد الوهاب بصوت سعاد مكاوى، وقفت الأغنية على الحياد، فى انتظار أن ترمى المرأة أولًا (بياضها)، المقصود هذه المرة ليس لون بشرتها، ولكن تُفصح عن مشاعرها، تُشكل هذه الأغنية الاستثناء، لأننا فى أغلب أغانينا نتغزل فى السمراء، وكأننا ننفى عن أنفسنا التعلق بالشقراء، مثلًا غنى عبد الحليم حافظ قصيدة (سمراء يا حلم الطفولة)، ثم (أسمر يا اسمرانى) التى غنتها أيضًا فايزة أحمد.. وقالت نجاة (سمارة سمارة)، وصباح الشقراء دافعت عن الرجل قائلة (أسمر أسمر طيب ماله)، ومحمد قنديل تغزل فى (أبو سمرة السكرة)، ولم يكتف بهذا القدر.   

  بل وجه أيضًا هذا النداء (جميل وأسمر/ بيتمخطر)، وشادية (آه يا أسمرانى اللون) قال مؤلف الأغنية عبد الرحمن الأبنودى إنه كان يقصد التغزل فى الأسمر جمال عبد الناصر، بينما شريفة فاضل ذكرت أنها كانت تقصد أنور السادات عندما قالت (أسمر يا سمارة يا أبو دم خفيف)، هذه الأغنيات وغيرها تحمل فى عمقها اعتذارًا، لأنها تعبر عن إحساس كامن بالذنب تجاه السمر، دائمًا النجمات الأكثر بريقًا وإشعاعًا واللائى تتهافت عليهن السينما هن أصحاب البشرة البيضاء، يبدو وكأننا نحب البيضاء ونهيم عشقًا بها سرًا، ثم نغنى للسمراء علنا قبل أن تفضحنا عيوننا، أحيانًا نطلق على من يميلون للون القمحى لقب أسمر، هكذا قالوا عن مديحة يسرى فى الأربعينيات (النجمة السمراء).    كان لقب الأسمر محببًا للفنانين وأطلقوه أيضًا على عبد الحليم حافظ (العندليب الأسمر) لا مديحة ولا عبد الحليم لهما علاقة قربى أو نسب باللون الأسمر!!.    نتذكر مثلًا كيف أن أحمد زكى- أول نجم أسمر حقيقى فى السينما- لاقى صعوبات فى أن يجد لنفسه مساحة على الخريطة السينمائية، تم استبداله فى اللحظات الأخيرة بنور الشريف فى فيلم (الكرنك) بسبب لون بشرته لأن أحد كبار المنتجين (رمسيس نجيب) قال كيف يحب هذا الأسمر سعاد حسنى وتبادله سعاد الحب؟، إنه لا يصلح إلا لأداء دور الجرسون!!.. وحكى لى المخرج عاطف سالم كيف أنه فرض اسم أحمد زكى على الموزعين فى فيلمه (النمر الأسود)، لأنه كان من المستحيل أن يسند البطولة لنجم أبيض وعنوان الفيلم (النمر الأسود)!!. ولادة أحمد زكى الفنية تعانقت مع جيل من المخرجين أمثال عاطف الطيب ومحمد خان وخيرى بشارة وداود عبد السيد هؤلاء أرادوا أن يتمردوا على الملامح التقليدية للنجم، فكان رهانهم على أحمد زكى.  

  أما على الشاشة الصغيرة، ستكتشف أن حظ المذيعة السمراء قليل جدًا، بل جدًا جدًا، وأضف ما شئت من جدًا، المذيعة أوبرا وينفرى لو تواجدت عندنا لواجهت تعنتًا وتجاهلًا، ربما فى الغناء وجدنا توازنًا لونيًا حققه محمد منير، ثم شيرين، محمد منير على مدى يتجاوز 40 عامًا يواصل نجاحه الأسطورى، ولا أحد يستطيع أن يلاحقه من جيله ولا من الأجيال التالية، شيرين هى الأغلى فى السوق الغنائية، فهى الأقرب لقلوب الناس فى مصر والعالم العربى.    علينا أن ندرك أن هناك من ينحاز إلى اللون الأبيض فى العالم كله، ونجمات هوليوود أمثال السمراء هال بيرى- الحاصلة على الأوسكار- صرحت بتلك العنصرية، ولو قارنت مساحة تواجدها بما حققته مثلًا الشقراء نيكول كيدمان لاكتشفت الفارق الشاسع بينهما، وهو بالمناسبة لا يعبر عن فارق فى الموهبة، ولكن فى تقبل الجمهور لهما، وقانا الله وإياكم شر عنصرية اللون!!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يعشقون الشقراء ويتغزلون فى السمراء يعشقون الشقراء ويتغزلون فى السمراء



GMT 19:04 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

الكتابات القديمة في المملكة العربية السعودية

GMT 18:58 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

كيف غيّر «كوفيد» ثقافة العمل؟

GMT 18:52 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

ليس بينها وبين النار إلاّ (ذراع)

GMT 18:21 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

لا تقودوا البوسطة مرّةً أخرى

GMT 12:18 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 19:14 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

يبدأ الشهر بالتخلص من بعض الحساسيات والنعرات

GMT 11:40 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 17:27 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 20:11 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تجنب الخيبات والارتباك وحافظ على رباطة جأشك

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 17:59 2019 الثلاثاء ,23 تموز / يوليو

تستاء من عدم تجاوب شخص تصبو إليه

GMT 11:31 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

منع جمهور الرجاء من رفع "تيفو" أمام الترجي

GMT 08:41 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة وصادمة في حادث قتل الطفلة "إخلاص" في ميضار

GMT 06:39 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"بيكوربونات الصودا" حل طبيعي للتخفيف من كابوس الشعر الدهني

GMT 00:42 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

تعرف على أبرز صفات "أهل النار"

GMT 15:58 2018 الأحد ,08 إبريل / نيسان

"القرفة" لشعر صحي بلا مشاكل ولعلاج الصلع

GMT 11:49 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

توقيف صاحب ملهى ليلي معروف لإهانته رجل أمن

GMT 11:52 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

"زيت الخردل" لشعر صحي ناعم بلا مشاكل
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca