مع من ينحاز الناس؟

الدار البيضاء اليوم  -

مع من ينحاز الناس

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

هل يجوز عرض هذه المشاهد فى رمضان؟، سؤال يتردد كثيرًا فى الشارع المصرى، ويضع الجميع تحت مرمى المصادرة، ليس الأمر جديدًا، ولكن هل ما لا يجوز عرضه فى رمضان ممكن عرضه مثلًا فى شوال؟، لو كان المقياس هو الحلال والحرام، فعلينا أن نقر جميعًا بأن الممنوع ممنوع فى كل شهور العام.  مؤخرًا تابعنا غضب أحد أعضاء مجلس النواب ضد مسلسل (انحراف)، بطولة روجينا، والذى اعتبره ممثل الشعب بعد حلقة واحدة يشكل إهانة بالغة لقيم المجتمع المصرى، وقبل ذلك احتج المجلس الأعلى للإعلام على الحلقة الأولى من مسلسل (دنيا جديدة)، لأنها تضمنت مشهدًا أشار مجرد إشارة إلى (زنى المحارم)، وعلى (السوشيال ميديا) كان الموعد مع محمد رمضان ودينا الشربينى، فى مسلسل (المشوار)، صارا لوحة تنشين للتنفيس عن مشاعر الغضب، أوحى، أكرر أوحى المخرج محمد ياسين بأن رمضان كان يطلب حقه الشرعى من زوجته دينا، بات هذا المشهد فى وجهة نظر قطاع من الجمهور ذروة الخلاعة.  كل ما ذكرته قطعًا ليس جديدًا، فى منتصف السبعينيات مثلًا فى عز قوة البث الإذاعى، حيث كانت الأسرة المصرية تتجمع للإفطار على مسلسل كوميدى بطولة فؤاد المهندس وشويكار، ارتفعت الأصوات الغاضبة ضد (سها هانم رقصت ع السلالم) تأليف لينين الرملى، ووقتها كان الوزير عبد المنعم الصاوى صاحب نظرة أخلاقية مباشرة، وهو ما دفعه لإيقاف الحلقات على الهواء، أظن فى الحلقة الحادية عشرة، والغريب أن التى وقعت قرار المنع الإذاعية صفية المهندس، شقيقة فؤاد، وكان عليها الإذعان لقرار الوزير، وهو ما أدى لدخول فؤاد المهندس بعدها العناية المركزة.

  صادر أيضًا الوزير عددًا من الأغانى مثل صباح (ب فتحة ب)، ومقطع فى أغنية (أول مرة) لعبد الحليم حافظ (لسه شفايفى شايلة سلامك شايلة أمارة حبك ليا)، ومن (الدنيا ربيع) هذا المقطع (بوسة ونغمض ويالله/ نلقى حتى الضلمة بمبى) وغيرها، مع الزمن أصبح المسلسل متاحًا على (النت) وسقط قرار منع الأغانى، وأعيدت المقاطع المحذوفة، ولم يعترض الناس.  فوازير رمضان لنيللى وشريهان كثيرًا ما أثارت فى السبعينيات والثمانينيات غضب أعضاء من مجلس الشعب، بحجة أن هذا لا يجوز فى الشهر الكريم، وطالبوا كالعادة بالمصادرة، ومع الزمن صارت ولاتزال الفوازير هى كنزنا الغالى.  بالمناسبة تعرض قناة إم بى سى مصر مسلسل (توبة) محققًا نجاحًا جماهيريًا، به كل ما أصبح ممنوعًا البلطجة والتعاطى والضرب، المسلسل يشبه الأغانى الشعبية، وهو طبقا للأكواد الأخلاقية المعمول بها الآن لا يمكن عرضه على قناة مصرية، وربما عدد ممن يشاهدونه ومعجبون بشخصية (توبة) التى يؤديها عمرو سعد، سوف ينتقدونه على (السوشيال ميديا)، هذه فى عرفهم نقرة وتلك نقرة أخرى، فعلوها قبلها مع مسلسلات لمحمد رمضان مثل (الأسطورة) و(البرنس).  هذا هو التناقض الذى نعيشه، نجم تليفزيونى يطالب جمهوره بأن يذهب الجامع للصلاة وقت عرض مسلسله، ولم يسأل نفسه إذا كان يرى أن التمثيل يتعارض مع صحيح الدين فلماذا لا يعتزل حتى يريح ويستريح؟!.  الشارع يعلن بين الحين والآخر عن غضبه هذه حقيقة، ولكنه يشاهد ما أغضبه، هذه أيضًا حقيقة، وتبقى الحقيقة الأهم أن كل ما صادرناه أو طالبنا بمصادرته، أصبحنا نتابعه الآن بشغف

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مع من ينحاز الناس مع من ينحاز الناس



GMT 20:42 2025 الخميس ,07 آب / أغسطس

شاعر الأندلس لم يكن حزيناً

GMT 20:40 2025 الخميس ,07 آب / أغسطس

كي لا تسقط جريمة المرفأ بالتحايل

GMT 05:57 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

ما حاجتنا إلى مثل هذا القانون!

GMT 05:52 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

الوحش الذي ربّته إسرائيل ينقلب عليها

جورجينا تثير اهتمام الجمهور بعد موافقتها على الزواج وتخطف الأنظار بأجمل إطلالاتها

الرياض - الدار البيضاء اليوم

GMT 21:43 2020 الثلاثاء ,05 أيار / مايو

تستفيد ماديّاً واجتماعيّاً من بعض التطوّرات

GMT 06:50 2016 الجمعة ,05 شباط / فبراير

السروال "السينكي" يحتل قمة عرش موضة المحجبات

GMT 00:27 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

منتجعات من الفخامة في جزر المالديف بأفضل الخدمات

GMT 22:55 2017 الإثنين ,26 حزيران / يونيو

موضة القمصان ذات الأكمام القصير تغلب على صيف 2017

GMT 09:31 2017 الأربعاء ,19 تموز / يوليو

حادث سير مروّع بين 3 سيارات في طريق الناظور

GMT 19:42 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

سارع إلى استغلال الفرص التي تتوافر لديك

GMT 02:48 2018 الإثنين ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

4 مقاصد قد تلائم ميزانية سفرك إذا كنتِ من محبي المغامرة

GMT 03:59 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

قصة إسلام أم أبي هريرة بفضل دعاء رسول الله

GMT 04:37 2018 السبت ,30 حزيران / يونيو

الستاتي يتبرع بـ"أجر موازين" لجمعية خيرية
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
RUE MOHAMED SMIHA,
ETG 6 APPT 602,
ANG DE TOURS,
CASABLANCA,
MOROCCO.
casablanca, Casablanca, Casablanca