نجلاء وعادل بأثر رجعى

الدار البيضاء اليوم  -

نجلاء وعادل بأثر رجعى

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

  هل ما أعلنته نجلاء فتحى، عندما تناولت مواقف عادل السياسية، وأيضا بعض أفلامه بنقد سلبى، كان يحمل مفاجأة لأحد؟.

البعض اعتقد أنه تسجيل حديث، كل الملابسات تشير إلى أنه تم فى أعقاب ثورة 25 يناير، ربما بعام، ما أدلت به نجلاء فى إطاره الزمنى، كان يتم تداوله ليس فقط مع نجلاء، ولكنْ كُثر كانت لديهم نفس الملاحظة، على المواقف السياسية لعادل المنحازة دائما للسلطة.

عادل مثل القطاع الأكبر من الفنانين والمثقفين والسياسيين، لم يكن مستعدا أن يدخل فى خصومة مع النظام، ولم يكتف فقط بأحاديثه لتأييد التوريث، كان لديه سيناريو اسمه (ابن الرئيس).

هل يعتقد أحد أن عادل يتقدم للدولة بسيناريو يقول فيه مثلا (لا للتوريث)؟، عادل كان الأعلى صوتا بين النجوم لتأييد جمال مبارك، ولأنه عادل إمام، فكل شىء يحسبه بدقة، لأنه أيضا محسوب عليه بدقة، أحيانا وعلى سبيل (التجويد) كان يشارك مثلا فى مؤتمر للحزب الوطنى لتصل الرسالة مباشرة.

عادل هدفه الأساسى حماية فنه ونفسه، فى بداية ثورة يناير كان لديه أمل فى قدرة نظام مبارك، على ضبط الأمور، واستمر بضعة أيام فى خندق مبارك، وعندما تأكد من سقوطه، أجرى حوارا مؤيدا للثورة فى قناة (الجزيرة)، قائلا: (إنه كان يود المشاركة فى المظاهرات لولا خشيته من طوبة قد تضل طريقها إلى رأسه).

لست أدرى بالضبط كيف تم بث الحوار الصحفى لنجلاء فتحى على (السوشيال ميديا)، ولا يمكن لأحد التأكيد بأن الزميل الصحفى الذى أجرى الحوار، هو بالضرورة من فعل ذلك، قد ينتقل الشريط، من يد إلى يد.

ويبقى الجزء المتعلق بالأفلام التى قدمها عادل إمام لمحاربة الفساد والتى وصفتها نجلاء أيضا بالفساد، وهى وفى قسط وافر منها كتبها وحيد حامد وأخرجها شريف عرفة، أقصد تلك الخماسية التى بدأت بـ(اللعب مع الكبار)، وانتهت مع (النوم فى العسل)، كل هذه الأفلام دخلت فى معارك مع الرقابة، وحيد حامد يجيد التعامل مع الأجهزة، يقدم شيئا مباشرا ويخفى آخر، وهى فى النهاية (نفّست) عن جزء غاضب داخل ضمير الشعب مثل (الإرهاب والكباب)، ولديكم (طيور الظلام) قرأ فيه وحيد القادم وأشار إلى أن الإخوان لا يزالوا يتربصون ويتحينون الفرصة للانقضاض، كما أن جزءا منها عالج قضايا الإرهاب والتطرف مثل (الإرهابى) تأليف لينين الرملى وإخراج نادر جلال.

لديكم أيضا (السفارة فى العمارة) تأليف يوسف معاطى وإخراج عمرو عرفة، كتبت وقتها أن السيناريو عبر بالضبط عن موقف الدولة الرسمى تجاه إسرائيل، وهو التعايش، بدليل أن عادل إمام لم يطرد مثلا جاره السفير الإسرائيلى (لطفى لبيب) من العمارة.

عادل أشار فى أكثر من حوار، إلى أن الرقابة تعنتت، وأن حبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق كان معترضا على التصوير، ولكنه اتصل بمبارك فمنحه الضوء الأخضر.

ويبقى الموقف الخاص بين نجلاء وعادل، العلاقة أتصورها لم تكن أبدا بينهما دافئة، رأى نجلاء وحتى نفهمه جيدا ومنعا للتأويل، يجب أن نُطل عليه فى سياقه الزمنى!!.

عادل إمام سيظل فى الضمير الجمعى وعلى مدى 60 عاما هو سر سعادة المصريين والعرب، ونجلاء فتحى صاحبة بصمة خاصة وتاريخ نابض بالحياة لا يزال يتنفس على الشاشات!!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نجلاء وعادل بأثر رجعى نجلاء وعادل بأثر رجعى



GMT 05:57 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

ما حاجتنا إلى مثل هذا القانون!

GMT 05:52 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

الوحش الذي ربّته إسرائيل ينقلب عليها

GMT 13:01 2023 الإثنين ,22 أيار / مايو

منطق ويستفاليا

GMT 09:32 2023 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

"المثقف والسلطة" أو "مثقف السلطة" !!

GMT 04:57 2022 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

‎"فتح الفكرة التي تحوّلت ثورة وخلقت كينونة متجدّدة"

GMT 12:18 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 19:14 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

يبدأ الشهر بالتخلص من بعض الحساسيات والنعرات

GMT 11:40 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 17:27 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 20:11 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تجنب الخيبات والارتباك وحافظ على رباطة جأشك

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 17:59 2019 الثلاثاء ,23 تموز / يوليو

تستاء من عدم تجاوب شخص تصبو إليه

GMT 11:31 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

منع جمهور الرجاء من رفع "تيفو" أمام الترجي

GMT 08:41 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة وصادمة في حادث قتل الطفلة "إخلاص" في ميضار

GMT 06:39 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"بيكوربونات الصودا" حل طبيعي للتخفيف من كابوس الشعر الدهني

GMT 00:42 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

تعرف على أبرز صفات "أهل النار"

GMT 15:58 2018 الأحد ,08 إبريل / نيسان

"القرفة" لشعر صحي بلا مشاكل ولعلاج الصلع

GMT 11:49 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

توقيف صاحب ملهى ليلي معروف لإهانته رجل أمن

GMT 11:52 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

"زيت الخردل" لشعر صحي ناعم بلا مشاكل
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca