كم مرَّة قُتلت نيِّرة أشرف؟

الدار البيضاء اليوم  -

كم مرَّة قُتلت نيِّرة أشرف

سمير عطاالله
بقلم - سمير عطا الله

نيِّرة أشرف هي المرأة، أو بالأحرى هي الفتاة وفقاً لتقرير الطب الرسمي الذي تبين له من تشريح جثتها ثلاث حقائق: الأولى، أن الشاب الهائم بها طعنها 19 طعنة. الثانية، أن العاشق المولّه قام بعد مهرجان الطعن بفصل رأسها عن جسدها. الثالثة، والأكثر أهمية، أن نيِّرة أشرف كانت عذراء عندما طعنها زميلها في الجامعة، لأنها رفضت عرض الزواج من قاتل من هذا النوع.
في المسألة جدل عظيم. فالمقتولة، كما تأكد للطب الرسمي، امرأة، والقاتل رجل. والأدلّة، حسب التقرير الطبي، قاطعة. امرأةٌ وهو رجل. لذلك قامت جماعات وجمعيات بجمع الملايين للعفو عن محمد عادل، والقتيلة لا تستحق حتى الرحمة.
في عرضٍ مريعٍ للجرائم الرهيبة التي وقعت مؤخراً في مصر ولبنان والأردن، المرأة تستحق القتل مرة ثانية. والرجل يملك حق الذبح. المرأة لا تملك حق الرفض. في كثير من الحالات يطلب الرجل المساعدة كجزء من النخوة والشهامة. كما حدث في قتل الأم وبناتها الثلاث في لبنان، أو في جريمة القاضي المصري الذي قتل زوجته. في الحالتين كان القاتل في حاجة إلى من يساعده في دفن الجثث بالإسمنت. زوجة القاضي توسلته: ارحمني من أجل ابنتي. رجولته لم تسمح له.
حزب الرجل عندنا قوي، ومساعدته واجب أخلاقي. تنشر الصحف كل يوم صورة نيّرة أشرف باسمة من خلف حياتها وموتها. وفي حزنهم اللانهائي يقرأ أهلها نشاط الذين يجمعون ديّتها. فوق كل شيء، يطلبون من أُم أن تحدد سعر ابنتها. بالدم النازف أو من دونه.
ثم هناك المحللون النفسيون الذين طلعوا من جميع شبابيك وبوابات العلم. وخذ على ما يقول فرويد، ويقول يونغ، ويقول فوكو في نظريته التفكيكية. ومما قاله هؤلاء إن عزلة مثل عزلة «كورونا» تخلخل ذرات المتكون السلبي في الدماغ الأوسط مما يثير هياج الأذن الوسطى، فيفقد الرجل عقل الجبين الأعلى ويطارد الدماء الحمراء مثل ثور إسباني هائج.
بصراحة، الأفضل للزملاء المثقفين والمطّلعين على أعمال فرويد أن يحتفظوا بهذه التحليلات إلى ما بعد أربعين «نيَّرة». نحن لسنا أمام درس آخر من الأخ سيغموند على ضفاف الدانوب. نحن أمام رجل طعن فتاة 19 مرة ثم فصل رأسها ليتأكد من أنها لن تهين الرجال مرة أخرى.
القاتل في لبنان أردى الأم وبناتها الثلاث لأن واحدة منهنَّ هددت بكشف العلاقة معه. لماذا الثلاث الأخريات؟ ما ذنبهنَّ كي يستحققن القتل؟ وهل جريمة صداقتك تستحق القتل في الأساس؟ ألم يكن يكفي عتاب بسيط، أو أن تحمل نفسك وتمشي؟ هل من الضروري مذبحة كاملة؟ لقد أثبتَّ أنك رجل! وأكاد أقول إنك بطل. أليست ذروة العز أن من تقتلهنَّ أربع. ثم لا تبدو المذبحة شيئاً أمام مذبحة القضاء الذي هو في «العطلة الصيفية». هل تعرفون قضاءً في العالم، «يعطّل» في الصيف؟
المخيف أن هذا النوع من الجريمة لم يعد فردياً. أصبح ظاهرة من ظواهر التوحّش. والشامتون بقتل نيرِّة أوكلوا أشهر محامي مصر للدفاع عن محمد عادل في جريمة وقعت أمام عيون مصر برمّتها. سلامة عيونها مصر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كم مرَّة قُتلت نيِّرة أشرف كم مرَّة قُتلت نيِّرة أشرف



GMT 20:42 2025 الخميس ,07 آب / أغسطس

شاعر الأندلس لم يكن حزيناً

GMT 20:40 2025 الخميس ,07 آب / أغسطس

كي لا تسقط جريمة المرفأ بالتحايل

GMT 05:57 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

ما حاجتنا إلى مثل هذا القانون!

GMT 05:52 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

الوحش الذي ربّته إسرائيل ينقلب عليها

جورجينا تثير اهتمام الجمهور بعد موافقتها على الزواج وتخطف الأنظار بأجمل إطلالاتها

الرياض - الدار البيضاء اليوم

GMT 19:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 08:13 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العقرب الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 23:49 2018 الإثنين ,12 آذار/ مارس

استنفار في بركان بسبب "هداف الشان"

GMT 02:53 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

شاب يخطف زوجته المستقبلية من أمام مركز تجاري في القوقاز

GMT 00:21 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس حكومة مدريد يطلب ملاقاة الملك محمد السادس في الرباط

GMT 19:03 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

افتتاح مصحة لعلاج الكلى بأحدث الأجهزة في "وجدة"

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

بنك ناصر يوقع "بروتوكول" لصرف المعاشات عن طريق خدمة "فوري"

GMT 05:16 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

سهلورق زودي تدعو الى مواصلة الإصلاحات وتعزيز السلام

GMT 22:34 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع مخزونات النفط الأميركي الخام إلى 6.490 مليون برميل

GMT 12:15 2018 الخميس ,01 شباط / فبراير

لماذا نلوم الناصيري وبنشرقي؟

GMT 08:02 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

البنزرتي.. هل هو رجل المرحلة؟

GMT 06:24 2015 الأربعاء ,25 آذار/ مارس

أعربت لـ"العرب اليوم" عن حزنها الشديد

GMT 10:31 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الطقس و الحالة الجوية في بن جرير
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
RUE MOHAMED SMIHA,
ETG 6 APPT 602,
ANG DE TOURS,
CASABLANCA,
MOROCCO.
casablanca, Casablanca, Casablanca