حلول عاطرة

الدار البيضاء اليوم  -

حلول عاطرة

سمير عطا الله
بقلم : سمير عطا الله

خلال أقل من أسبوع تبوأت المرأة سدة الحكم في دولتين أوروبيتين رئيسيتين: ليز تراس في بريطانيا، وجورجيا ميلوني في إيطاليا. قبلهما بأشهر كانت أنجيلا ميركل قد أنهت 14 عاماً من الحكم في ألمانيا. وفي غضون ذلك أصبحت المرأة زعيمة البلاد في الدول الاسكندنافية ودول البلطيق، نساء نساء نساء، بدل «كلمات كلمات كلمات»، كما قال هاملت.
ليز تراس هي المرأة الثالثة كسيدة أولى في بريطانيا، سبقتها مارغريت ثاتشر في قالب من الفولاذ. وصلت المسز تراس مستعجلة، غير مصدقة حلم 10 داونينغ ستريت. ومن فرط تعجلها لإثبات استحقاقها أصدرت قراراً كاد يحدث كارثة اقتصادية ما لبثت أن تراجعت عنه. أرادت المسز تراس أن تكون ثاتشر أخرى في يومين، Easy يا ستنا، إيزي.
في روما، جارٍ الاعتقاد بأن السنيورة ميلوني أكثر نضوجاً سياسياً. لقد بدأت العمل في السياسة وهي في الخامسة عشرة من العمر. وورثت في الحركة الفاشية مقعد حفيد موسوليني. وفي أول خطبها دعت إلى «نزع السخافات»، والتذكير بالماضي، وتقبل الفاشية كحركة مستقبلية في سبيل إيطاليا أكثر استقراراً.
معظم السيدات اللاتي نشاهدهن هذه الأيام في المعترك السياسي أمهات، بدرجات مختلفة. ابن واحد للسيدة ميلوني، وسبعة أبناء للفراو أورسولا فون لاين، رئيسة المفوضية (الحكومة) الأوروبية، الصورة التذكارية تمثلها مع أربع بنات وثلاثة أبناء وزوجها وحصانهم وكلبهم.
مشهد الأم العاملة في السياسة أصبح أكثر من مألوف. كثيرات منهن صرن يأتين إلى مجلس العموم والبرلمانات الأخرى ومعهن أولادهن... بالحفاضات. هذه المشاهد لا تسر الجميع. البعض يعترض على أساس أن السياسية الأم تعتدي على «الوقت العام»، أي وقت الدولة. والبعض الآخر يعترض على إجازات الأمومة الطويلة. أما إذا كانت السياسية عزباء مثل سانا مارين، رئيسة وزراء فنلندا، فالاعتراض على ما يبدو، ينحصر على الوقت الذي تمضيه في الحفلات الراقصة بدون توقف. طبعاً ردت دولة الرئيسة بالقول إن الرقص يجري خارج أوقات الدوام، وبالتالي، ضمن وقتها «الخاص». والجدل مستمر.
النائبة اللبنانية سينتيا زرازير قررت استخدام وقتها الخاص في الرياضة الوطنية الشائعة هذه الأيام: السطو المسلح على البنوك من أجل الحصول على شيء من الأموال المودعة. وكان السيد وزير الشؤون الاجتماعية قدم اقتراحاً لحل الأزمة الاقتصادية هو عدم استخدام الحفاضات للمواليد الجدد، كما حدث في الصين. فات السيد الوزير أن عدد سكان الصين نحو 1.5 مليار بشري، ولذا لم تعمل الحكومة باقتراحه، وتركته يبحث عن حلول عاطرة أخرى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حلول عاطرة حلول عاطرة



GMT 05:57 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

ما حاجتنا إلى مثل هذا القانون!

GMT 05:52 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

الوحش الذي ربّته إسرائيل ينقلب عليها

GMT 13:01 2023 الإثنين ,22 أيار / مايو

منطق ويستفاليا

GMT 09:32 2023 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

"المثقف والسلطة" أو "مثقف السلطة" !!

GMT 04:57 2022 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

‎"فتح الفكرة التي تحوّلت ثورة وخلقت كينونة متجدّدة"

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 15:38 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

انفراجات ومصالحات خلال هذا الشهر

GMT 04:11 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

تقنية جديدة تظهر النصِّ المخفي في المخطوطات القديمة

GMT 13:52 2016 الأحد ,20 آذار/ مارس

كريم طبيعي مزيل لرائحة العرق

GMT 08:47 2016 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

البامية للوقاية من الأمراض المستعصية والاكتئاب
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca