الكويت: الدولة أم القبيلة؟

الدار البيضاء اليوم  -

الكويت الدولة أم القبيلة

سمير عطا الله
بقلم : سمير عطا الله

صدرت الدراسة الأكثر دقّة لنتائج الانتخابات الكويتية في «الشروق» بقلم رئيس تحريرها وموفدها، الأستاذ عماد الدين حسين. وتفصيلها في ثلاث ملاحظات؛ ازدياد عدد القبليين والإسلاميين وتسجيل فوز شعبي مدوٍّ لرئيس المجلس الأسبق أحمد السعدون، المعارض أو «المنشق» الدائم. وباعتباري من الصحافيين الذين عارضوا الرئيس السعدون على الدوام، لا بد من البدء بتهنئته على الفوز.
الكويت أول دولة مستقلة في الخليج. وأول دولة برلمانية. وأول دولة دستورية، فهل يعقل أن تكون الأكثرية للتمثيل القبلي بدل التمثيل الديمقراطي؟ وهل من الطبيعي أن يسبق الولاء إلى القبيلة في هذا الوقت من الزمن، وبعد كل ما بذلته الكويت في سبيل إقامة الدولة الحديثة؟
من المستغرب أيضاً أنه بعد مرور كل هذه العقود لا يزال عدد أعضاء مجلس الأمة كما هو منذ الاستقلال، رغم أن عدد المواطنين قد تضاعف عدة مرات. إن القاعدة التمثيلية غير صحيحة، ولا تعكس، كما يجب، المتغيرات الأساسية التي مرت بالدولة. وزيادة الأعضاء قد تفتح الطريق أمام الاعتدال والوعي والخروج من المضائق المتكاثرة في المجلس.
الزيادة في السكان ليست وقفاً على الكويت، وهي في الدول قليلة السكان ظاهرة استقرار، عكسها في الدول الفائضة. إنما يجب أن يقابلها زود نسبي في المجلس وفي الحكومة. ومثل معظم الدول الأخرى يشكّل الشبان وذوو الأعمار النضرة الأكثرية السكانية. وهؤلاء لهم رؤيات مختلفة لأهداف واحدة.
كانت الكويت رائدة في التجدد وحسابات المستقبل. لكنها لا تبدو اليوم ضمن الموجة الحداثية الكبرى التي ترسم المستقبل في السعودية والإمارات وعُمان وقطر. وقد لا يغيّر البرلمان الجديد شيئاً في الوضع السياسي الحالي. بل يتحول إلى أزمة في حد ذاته، وفقاً لدراسة الأستاذ حسين، الذي يخشى اللجوء إلى حل المجلس الجديد، إذا حاول تعطيل الحياة السياسية أو تهديدها، كما حدث في الماضي.
ليس استقراراً ولا عافية مجالس تنتخب ثم تحلّ، وحكومات تشكّل ثم تقال، وسياسيون كبار توجه إليهم الاتهامات التي تشل حياتهم وحياة البلد وحركة العمل والإنتاج فيها.
طغت على الانتخابات، كالعادة، مهرجانيات ومظاهر سطحية لا معنى لها. وحمل ذلك المفكّر والدبلوماسي عبد الله بشارة على التذكير بما يحيط بالبلد من مخاطر محتملة، خصوصاً في أمنها ودفاعها. وأعتقد أن الروح القبلية المتصاعدة هي أخطر تلك المخاطر على المدى البعيد، لأنها لا تنخر الدول وحدها بل المجتمع أيضاً.
لم يؤسس عبد الله السالم ورفاقه وجيله الدولة، وفقاً لما فيها من قبائل، بل من شعب واحد منصهر في حياته ومصيره. ولا استعاد جابر الأحمد البلد المسلوب استناداً لأعداد وأحجام وتواريخ الوجود القبلي. يكفي العالم العربي ما تعانيه دوله من نوازع وتوزيعات، ويكفي العودة مئات السنين إلى الماضي بحثاً عن الوجود. إنه في المستقبل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكويت الدولة أم القبيلة الكويت الدولة أم القبيلة



GMT 20:42 2025 الخميس ,07 آب / أغسطس

شاعر الأندلس لم يكن حزيناً

GMT 20:40 2025 الخميس ,07 آب / أغسطس

كي لا تسقط جريمة المرفأ بالتحايل

GMT 05:57 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

ما حاجتنا إلى مثل هذا القانون!

GMT 05:52 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

الوحش الذي ربّته إسرائيل ينقلب عليها

جورجينا تثير اهتمام الجمهور بعد موافقتها على الزواج وتخطف الأنظار بأجمل إطلالاتها

الرياض - الدار البيضاء اليوم

GMT 17:54 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 12:18 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 17:27 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 07:54 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الأسد الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 08:23 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 12:12 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

محاضرة فيديو للاعبي "يد الأهلي" قبل نهائي بطولة أفريقيا

GMT 01:15 2014 الأربعاء ,26 شباط / فبراير

صمَّمت حليّ الاطفال من قماش الجوخ والجينز

GMT 12:26 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

مولودية وجدة يتعاقد مع نجل مديره الفني كركاش

GMT 12:29 2017 الأحد ,24 أيلول / سبتمبر

محرك البنزين ذو 1.5 لتر يواصل الظهور في "فولكس"

GMT 21:02 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

قرود صغار تداعب عدسات المصوِّرين في بالي

GMT 13:04 2014 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

كشف سرطان الثدي المبكر ينقذ 90% من الحالات
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
RUE MOHAMED SMIHA,
ETG 6 APPT 602,
ANG DE TOURS,
CASABLANCA,
MOROCCO.
casablanca, Casablanca, Casablanca