إلى النظام العالمي

الدار البيضاء اليوم  -

إلى النظام العالمي

سمير عطا الله
بقلم : سمير عطا الله

أفقنا على الدنيا نسمع بشيء يدعى النظام العالمي الجديد. وهو ما كان مرة نظاماً ولا عالمياً ولا جديداً. هو اعتداء دائم وفاحش ومعلن على مفهوم النظام. هو توافق بين الأقوياء على اعتبار الضعفاء، مجرد طفيليات، لا حقوق لها سوى الخنوع. النظام العالمي تواطؤ بين فيل أميركي ودب روسي، ورجاء رحّبوا بالتنين الصيني، الركن الثالث في تطبيق شرعة القوة وقانون القمع وتشريع الذل. ولا لحظة كان للبشرية نظام في هذا الكون. النظام اتبعته الكواكب والنجوم والفصول. والبشري خرّب حتى فيها وأفسد مناخ الكوكب، وهدد نظام الكواكب السيارة، وملأ الأرض النقية وسخاً وسباخاً، والريح تلوثاً، والدنيا قلقاً وأوبئة وأشراراً وتفهاء.
مصطلح «النظام» دجل كاذب هدفه تغطية المجازر الكبرى، وانهيار الكبار وانهزام المنظومة الإنسانية بعد انحطاط الحصانة الأخلاقية على مدى آلاف السنين. من ثلاثة آلاف سنة حروباً هناك 300 سنة هدوءاً، وليس سلاماً. لم يعرف هذا الكوكب حالة يمكن أن تسمى النظام. هو إلى الآن ومنذ اللحظة الأولى حروب أرحام، وحروب جوار، وحروب دينية، وحروب استعباد، وحروب مذاهب، وحروب مقاطعات، وحروب توسع واحتلال، وظلم ونهب وتشريد وتعذيب وإلغاءات، وحتى حروب نجوم ومدار الأرض، وجواً وبحراً وبراً وتحت البحر وتحت الأرض.
النظام العالمي كذبة بين كذبتين. هدنة هشة حاقدة بين حربين. مقبرة جماعية، ثم اكتشافها بين مقبرتين جماعيتين لم يجرِ اكتشاف العظام فيهما بعد، كي يُصار تغطيتها ولفها بالبلاستك الأسود. النظام ليس لهذا العالم، ولا هو منه. يتحدث الناس عن الخوف من حرب عالمية، وكأن ما جرى مباراة مدرسية، أو نزهة على ضفة نهر. كأن كارثة القمح التي ستضرب العالم الخوف من انقطاع الري في حديقة. كأن خروج عشرة ملايين آدمي من منازلهم مجرد خروج على النظام. كأنما الدبابات المحترقة والمباني المحترقة والطائرات الحارقة ومئات المليارات المحترقة، وعشرات الآلاف الذين احترق مستقبلهم وحياتهم وهناؤهم، ومئات آلاف الأطفال الذين عبروا على أقدامهم من بلد إلى بلد، كأنهم جزء من النظام. من الإنسانية. من العقل البشري والإرادة الإنسانية.
نحن في انتظار النظام العالمي الجديد. فالقنبلة النووية المتفجرة هذه المرة قد لا تكون أميركية، كما في النظام العالمي القديم. وعدد القتلى قد يكون أقل نسبياً بفضل الأسلحة الذكية. وعدد المصابين نفسياً قد يخف، لأن الشتاء قد خفت برودته وانقطعت ثلوجه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إلى النظام العالمي إلى النظام العالمي



GMT 20:42 2025 الخميس ,07 آب / أغسطس

شاعر الأندلس لم يكن حزيناً

GMT 20:40 2025 الخميس ,07 آب / أغسطس

كي لا تسقط جريمة المرفأ بالتحايل

GMT 05:57 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

ما حاجتنا إلى مثل هذا القانون!

GMT 05:52 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

الوحش الذي ربّته إسرائيل ينقلب عليها

جورجينا تثير اهتمام الجمهور بعد موافقتها على الزواج وتخطف الأنظار بأجمل إطلالاتها

الرياض - الدار البيضاء اليوم

GMT 19:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 08:13 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العقرب الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 23:49 2018 الإثنين ,12 آذار/ مارس

استنفار في بركان بسبب "هداف الشان"

GMT 02:53 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

شاب يخطف زوجته المستقبلية من أمام مركز تجاري في القوقاز

GMT 00:21 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس حكومة مدريد يطلب ملاقاة الملك محمد السادس في الرباط

GMT 19:03 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

افتتاح مصحة لعلاج الكلى بأحدث الأجهزة في "وجدة"

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

بنك ناصر يوقع "بروتوكول" لصرف المعاشات عن طريق خدمة "فوري"

GMT 05:16 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

سهلورق زودي تدعو الى مواصلة الإصلاحات وتعزيز السلام

GMT 22:34 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع مخزونات النفط الأميركي الخام إلى 6.490 مليون برميل

GMT 12:15 2018 الخميس ,01 شباط / فبراير

لماذا نلوم الناصيري وبنشرقي؟

GMT 08:02 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

البنزرتي.. هل هو رجل المرحلة؟

GMT 06:24 2015 الأربعاء ,25 آذار/ مارس

أعربت لـ"العرب اليوم" عن حزنها الشديد

GMT 10:31 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الطقس و الحالة الجوية في بن جرير
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
RUE MOHAMED SMIHA,
ETG 6 APPT 602,
ANG DE TOURS,
CASABLANCA,
MOROCCO.
casablanca, Casablanca, Casablanca