المهرج قائداً

الدار البيضاء اليوم  -

المهرج قائداً

سمير عطا الله
بقلم : سمير عطا الله

إلى أربع سنوات خلت كان هذا الرجل الكوميدي الأول في البلاد. وكان آخر فيلم مضحك له بعنوان «خادم الشعب» وهو قصة أستاذ مدرسة بسيط انتخب رئيساً للجمهورية. لكن كما في السينما والخيال، انتخب فولدومير زيلينسكي رئيساً لأوكرانيا. وأصبح الكوميدي السابق قائداً للشعب الأوكراني في أحلك ساعات يعرفها منذ العام 1945. وبدل أن يستسلم هو وشعبه في وجه إحدى أقوى القوى العسكرية في التاريخ، انصرف الممثل المضحك «خادم الشعب» إلى خدمة شعبه في وجه حملة عسكرية عاتية شملت كل البلاد.
في لحظات، من «مهرج» إلى رجل تاريخي، وأهم ما قاله، ليس مخاطبته الأوكرانيين بل الشعب الروسي: «الكثيرون منكم لهم أقارب في أوكرانيا، لقد درستم في جامعاتها، ولكم أصدقاء أوكرانيون. تعرفون طبقتنا ومبادئنا والأمور التي نعطيها الأولويات. إن الشعب الأوكراني يريد السلام. إنهم يقولون لكم إننا نكره الثقافة الروسية، ولكن كيف للمرء أن يكره ثقافة ما؟ إن الجيران يقومون دائماً بإثراء بعضهم البعض ثقافياً. لكن ذلك لا يجعلنا كلا واحدا. لا يذيبنا فيكم. نحن مختلفون، لكن هذا لا يجعل منا أعداء».
قال المهرج السابق في خطاب إلى التاريخ «سوف ندافع عن أنفسنا. وعندما تهاجمون سوف ترون وجوهنا لا ظهورنا». وعندما تحدث إلى زعماء أوروبا قال لهم «ربما تكون هذه آخر مرة ترونني فيها على قيد الحياة». قلائل كانوا يتوقعون الرد الأوكراني في وجه الآلة العسكرية الطاحنة.
وقد أظهر الكثيرون من الروس الشجاعة النادرة ونزلوا إلى الشوارع يعترضون على الاجتياح. وأدى الصمود المذهل في وجه الاجتياح إلى هذا التغير في الموقف الروسي وقبول الكرملين التفاوض.
غيرت أوكرانيا في مواقف الجميع: حالت دون تأييد الصين المطلق لموسكو. أرغمت ألمانيا على تزويدها بالسلاح مثل بقية أوروبا. ونقلت الموقف الأميركي من البرود إلى المواجهة. وعزلت روسيا اقتصادياً. وعندما عرضت واشنطن على الكوميدي السابق الذي ارتدى ثوب القتال نقله إلى مكان آمن هو وعائلته كان جوابه: أنا في حاجة إلى ذخيرة وليس إلى «توصيلة».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المهرج قائداً المهرج قائداً



GMT 05:57 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

ما حاجتنا إلى مثل هذا القانون!

GMT 05:52 2023 الإثنين ,07 آب / أغسطس

الوحش الذي ربّته إسرائيل ينقلب عليها

GMT 13:01 2023 الإثنين ,22 أيار / مايو

منطق ويستفاليا

GMT 09:32 2023 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

"المثقف والسلطة" أو "مثقف السلطة" !!

GMT 04:57 2022 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

‎"فتح الفكرة التي تحوّلت ثورة وخلقت كينونة متجدّدة"

GMT 20:11 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تجنب الخيبات والارتباك وحافظ على رباطة جأشك

GMT 09:26 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

إعادة سلحفاة نادرة إلى مياه خليج السويس بعد علاجها

GMT 01:32 2014 الأحد ,27 تموز / يوليو

طريقه عمل مفركة البطاطا

GMT 08:20 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

منزل بريطاني على طريقة حديقة حيوان يثير الإعجاب في لندن

GMT 06:11 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

أسهل طريقة لإعداد مكياج رائع لجذب الزوج

GMT 00:03 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

قرار بخصوص مشروع ملكي مغربي يُربك حسابات إلياس العماري

GMT 13:59 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

هجرة "النجوم" شرًا لا بد منه

GMT 04:24 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

السجن 10 سنوات للجهادي المرتبط بمهاجمة "مانشستر أريينا"

GMT 16:31 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

فنانة صاعدة تهدد مخرج مغربي بـ"فيديو إباحي"

GMT 10:51 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنان أمير كرارة يفاجئ المعجبين بإطلالة مختلفة تمامًا

GMT 22:31 2015 الإثنين ,09 آذار/ مارس

الأزرق والأخضر أبرز ألوان المطابخ في 2015
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca