مؤشرات نتائج الانتخابات الإسرائيلية

الدار البيضاء اليوم  -

مؤشرات نتائج الانتخابات الإسرائيلية

جاك خزمو
بقلم : جاك خزمو

انتهت الانتخابات الإسرائيلية، وتم فرز 99% من الأصوات، ولم يبق سوى القليل، وسيتم فرزها لاحقا، وقد لا تؤثر على النتيجة العامة النهائية وهي أن حزب الليكود برئاسة رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو حصل على أكثر الأصوات (36 مقعداً) في حين أن منافسه حزب «أزرق أبيض» بزعامة الجنرال بيني غانتس حصل على 33 مقعداً.وهذه النتائج شبه النهائية تؤكد أن معسكر اليمين المتطرف بزعامة نتنياهو حصل على ما مجموعه 58 مقعداً في حين أن معسكر الأحزاب المعارضة لنتنياهو حصل على 62 مقعداً ما يؤكد أن تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة سيكون صعباً أمام أي من قادة الحزبين الكبيرين.

وهذه الانتخابات أدت إلى مفاجأة سارة لأن القائمة العربية المشتركة حصلت على 15 مقعداً، وأصبحت الحزب الثالث في البرلمان (الكنيست) الإسرائيلي.هوية من يشكل حكومة جديدة لا تهمنا كثيراً لأن الحزبين الكبيرين لا يختلفان في المواقف الأساسية تجاه قضيتنا، ولا بدّ من الانتظار لمن يهمه الأمر في معرفة من سيكون رئيس وزراء إسرائيل القادم.أما ما يهمنا فهو قراءة عامة ومهمة وحيادية وهادئة لنتائج هذه الانتخابات. فهناك مؤشرات لا بدّ من ذكرها:

في البداية يجب القول إن المجتمع الإسرائيلي يميل نحو اليمين المتطرف، وإذا حاولنا قراءة أفكار أعضاء الكنيست الحاليين، فغالبيتهم يمينيون ومتطرفون، ولا يرغبون في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضينا العربية المحتلة.
أما المؤشر الثاني والخطير فيكمن في أن المجتمع الإسرائيلي لا يعاقب من هو فاسد أو من تُقدم ضده لوائح اتهام بالفساد، بل إنه يؤيده ويدعمه، فبالتالي فإن هذا المجتمع يؤيد الفساد ويؤيد تجاوز القوانين، وتجاوز كل ما هو منطق من خلال دعمه لحزب الليكود الذي يتزعمه من هو متهم بالفساد، والذي يسعى إلى البقاء في الحكم مهما كلف الأمر.

وهذا الموقف يشجع بطريقة غير مباشرة على الفساد لأن المسؤول لن يعاقب بل سيدعمه هذا المجتمع ما دام زعيماً يملك شخصية قوية! أما المؤشر الثالث لهذه الانتخابات فيلخص بأن لا مساواة في داخل المجتمع الإسرائيلي.
وفوز القائمة العربية المشتركة بـ 15 مقعداً، يشير إلى أن الفلسطينيين في داخل دولة إسرائيل في خطر، وبالتالي تعاضدوا وتكاتفوا، وصوتوا لصالح كتلة تمثلهم، تحافظ على وجودهم وتسعى إلى تحقيق عدالة ومساواة لهم.
وإن النظرية القائمة على اعتبار إسرائيل دولة ديمقراطية خاطئة لأن هناك تمييزاً عنصرياً ضد العرب!

وانطلاقاً من المؤشرات التي ذكرت سابقاً، ومن المواقف المتطرفة، فإن المراقب والمتابع للوضع في منطقة الشرق الأوسط سيصل إلى نتيجة واحدة، وهي أن حالة الجمود السياسي ستبقى، واستفزازات المستوطنين ضد أبناء شعبنا ستتواصل مع استمرار سياسة الاستيطان والتوسع.وهذا يعني أن المرحلة القادمة صعبة لا تبشر بالخير. وأن على شعبنا الصمود ووضع الخطة الوطنية الفعّالة لمواصلة الصمود والحفاظ على الوجود العربي الفلسطيني في هذه الديار المقدسة، ورفض الاستسلام مهما كانت أعباء الضغوط والمعاناة في الفترة القادمة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مؤشرات نتائج الانتخابات الإسرائيلية مؤشرات نتائج الانتخابات الإسرائيلية



GMT 19:04 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

الكتابات القديمة في المملكة العربية السعودية

GMT 18:58 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

كيف غيّر «كوفيد» ثقافة العمل؟

GMT 18:52 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

ليس بينها وبين النار إلاّ (ذراع)

GMT 18:21 2022 الخميس ,14 إبريل / نيسان

لا تقودوا البوسطة مرّةً أخرى

GMT 11:50 2021 الثلاثاء ,26 تشرين الأول / أكتوبر

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 18:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 08:12 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

أويلرز يفوز على مونتريال في دوري هوكي الجليد

GMT 05:03 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

شخص ملثم أضرم النار داخل مسجد فجر الاربعاء

GMT 17:08 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

"المغرب اليوم" يكشف عن أجر "جون سينا" في" التجربة المكسيكية"

GMT 06:44 2018 الأربعاء ,26 أيلول / سبتمبر

"كالابريا" أحد كنوز إيطاليا الخفية عن أعين السائحين

GMT 01:14 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

مرتجي يؤكد استعداد الأهلي إلى "حدث تاريخي"

GMT 06:21 2018 الإثنين ,02 تموز / يوليو

أحلام تهتف باسم الملك وتُغني للراية الحمراء

GMT 20:38 2018 الأربعاء ,06 حزيران / يونيو

"شعبي نايت لايف" حفلة ضخمة للطرب في عيد الفطر
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca