لطائف، وطرائف.. وسخائف!

الدار البيضاء اليوم  -

لطائف، وطرائف وسخائف

بقلم : حسن البطل

في السماء كما على الأرض: أسبوع من حالة عدم الاستقرار الجوي؛ وعلى الأرض أسبوع إسرائيلي من السينما السياسية: دراما، ميلودراما.. وكوميديا، فإلى اللغة حيث أسبوع من اللطائف والطرائف.. والسخائف!

من اللطائف أن شوارد أحزاب اليمين التي تدور في فلك حكومة اليمين، تتهمها، أو تتهم رئيسها بالأحرى، بممارسة سياسة "يسراوية" إزاء غزة، وهكذا استقال رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" العلماني اليميني، لكن رئيس حزب "البيت اليهودي" اليميني الديني المنافس أعطى حكومة اليمين القومي قبلة إنعاش لحكومة الـ61 مقعداً، بما أبقى وزارة الحرب حقيبة ثالثة إضافية في يد رئيس الحكومة.
من طرائف "الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة" أن لسان باروميتر مقاعد الكنيست تذبذب خلال أسبوع، ثم استقر على حصيلة استطلاعات الرأي، حيث أن حزب حكومة اليمين وشواردها الأكثر يمينية ستبقى في انتخابات غير مبكرة كما كانت، أي 67 مقعداً (لا بديل من الليكود إلاّ الليكود، ومن الليكود عن نتنياهو).

من السفائف: مارس نتنياهو على شركائه الصغار من شوارد أحزاب أقصى اليمين أسلوب "التضبيع" محذراً من "مأساة" ثالثة إذا أسقطت حكومة اليمين الرابعة، كما فعل عام 1992، وفوز حكومة "اليسار" برئاسة رابين، وذهابها إلى "مأساة" أوسلو، أو عام 1999 بفوز حكومة "اليسار" برئاسة ايهود باراك، وما تلاها من "مأساة" الانتفاضة الثانية.
خلال أسبوع عاصف في السماء وعلى الأرض السياسية تذبذب لسان ميزان المقاعد الحزبية الإسرائيلية، ثم استقر على ما كان عليه، أي 30 مقعداً لحزب الليكود برئاسة نتنياهو و13 مقعدا ثم صعد 14 لنواب "القائمة المشتركة" للأحزاب العربية.
في آخر انتخابات للبرلمان الإسرائيلي، مارس رئيس حكومة اليمين سياسة التخويف و"التضبيع" على شوارد أحزاب أقصى اليمين عندما أطلق صيحته المنكرة: "العرب يتدفقون بسيارات اليسار على صناديق الاقتراع".. فانقلب ميزان استطلاعات الرأي لصالحه، والآن يمارس مثل هذا كي لا تتكرر "مأساة" فوز حكومة "اليسار" كما في عامي 1992 و1999، علماً أن حكومة رابين ذهبت إلى أوسلو بغالبية مقعد واحد، أي 61 صوتاً، ومرّرت "أوسلو" بغالبية مقاعد النواب العرب، و"شراء" مقعد واحد من أحزاب اليمين!
في إسرائيل صارت تهمة "اليسراوية" نوعاً من ترهيب الناخب، أمّا في أميركا فهي تهمة قديمة منذ أيام وسنوات "الحرب الباردة" لكن ترامب صار ينفخ فيها، حتى بعد أن استعاد الديمقراطيون الغالبية العددية في مجلس النواب، وحافظ الجمهوريون على الغالبية في مجلس الشيوخ.
سياسة ترامب إزاء قضية خاشقجي لا تُرضي الصحف الأميركية ولا معظم نواب وسيناتورات الكونغرس، ولكنها تُرضي حكومة اليمين في إسرائيل وشواردها الأكثر يمينية.. وهكذا، فاجأ الرئيس ترامب المعترضين على حذره من اتهام مباشر لولي العهد السعودي، بالقول إن المصلحة الاقتصادية الأميركية من استمرار التحالف مع حكم الأسرة المالكة السعودية، تتوافق مع المصلحة السياسية الإسرائيلية!

نقطة التقاء المصلحتين هي دور السعودية في التحالف العربي السنّي ضد إيران، أو ما يدعى "ناتو عربي"، لكن قضية خاشقجي قلقلت فكرة التحالف السنّي بالخلاف التركي ـ السعودي، وأثارت مسألة: من هي الدولة الإسلامية الأكثر جدارة في زعامة العالم الإسلامي: إيران الشيعية أم تركيا السنّية، ولكل من هذين البلدين نموذجها في شكل ونوعية الحكم الديمقراطي. السعودية السنّية ذات خلاف مع إيران، وبخاصة مع تولّي محمد بن سلمان، وصارت ذات خلاف مع تركيا.

صاحب "صفقة القرن" يتلعثم، في ما صار يعتبر جريمة القرن، وهكذا أجّل الإعلان الرسمي عنها، مرّة أخرى، من ما بعد نتائج الانتخابات النصفية لمجلسي الكونغرس، إلى مطلع العام الجديد، لكن بعد "الزعزوعة" الحزبية الإسرائيلية، ومسألة تبكير الانتخابات القطرية، أو إجراء الانتخابات في موعدها الدستوري بعد عام، جرى تأجيل إعلان "الصفقة" إلى موعد آخر، حتى لا يتزعزع حكم اليمين الإسرائيلي، إذا كانت "الصفقة" تتطلب تنازلات إسرائيلية معنيّة لإرضاء، أو استدراج، الفلسطينيين إلى قبولها، ولو قبولاً مشروطاً في التفاوض حولها، بدلاً من الرفض البات لها.

منذ بعض السنوات، توقف الفلسطينيون عن الاهتمام باستطلاعات الرأي الإسرائيلية حول مقاعد الأحزاب السياسية، وبخاصة منذ انفجار وتلاشي أكبر فقاعة حزبية إسرائيلية متمثلة في حزب "كاديما" المنشق عن "الليكود"، علماً أن شارون كان من بين مؤسّسيه، وصارت الفقاعة الكبيرة "صفراً" انتخابياً، لولا التحالف في "المعسكر الصهيوني" مع حزب "العمل".

التستير بدل التشهير
في كل ما يتعلق بالجرائم الجنائية على اختلافها في السلطة الفلسطينية، تتوصل أجهزة الأمن إلى نتائج خلال وقت قياسي لا يتعدّى الأيام، لكن ما يشوب هذا النجاح، هو طمس أسماء الجناة، أو الاكتفاء بالإشارة إليهم بالأحرف الأولى، دون متابعة لاحقة هي من حق الجمهور، ما يفسح المجال لكل من هبّ ودبّ على "السوشيال ميديا" في نسج الروايات غير الصحيحة أو الشائعات والمبالغات في الأقل، ويزيد أزمة شعبية الثقة بالسلطة الفلسطينية، كما هو حال الجدل حول قانون الضمان الاجتماعي!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لطائف، وطرائف وسخائف لطائف، وطرائف وسخائف



GMT 09:27 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

«كنيسة من أجل عالمنا»!

GMT 02:18 2020 الخميس ,19 آذار/ مارس

كوروناليزم

GMT 10:08 2020 الخميس ,12 آذار/ مارس

«أين تذهب هذا المساء» ؟

GMT 18:48 2020 الأربعاء ,11 آذار/ مارس

«كش ملك» ؟

GMT 10:46 2020 الأحد ,08 آذار/ مارس

مشاكسة

جورجينا تثير اهتمام الجمهور بعد موافقتها على الزواج وتخطف الأنظار بأجمل إطلالاتها

الرياض - الدار البيضاء اليوم

GMT 18:19 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 18:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 18:00 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات

GMT 12:52 2013 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

هل الدكتور دكتور والمهندس بالفعل مهندس؟

GMT 00:29 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

مشاحنات في جنازة سعيد بونعيلات بين عائلته ورفاقه

GMT 20:49 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 05:23 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

موديلات فساتين للمحجبات من أسبوع الموضة في نيويورك

GMT 22:09 2015 الثلاثاء ,17 شباط / فبراير

افتتاح فرع جديد من "المطعم البلدي" في مراكش

GMT 02:51 2015 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

شاب هندي يعاني من مرض الشيخوخة المبكرة

GMT 23:51 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

تفاصيل "اجتماع الأزمة" بين أبرشان ولاعبي اتحاد طنجة

GMT 20:35 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

تطورات جديدة في قضية لطيفة رأفت ضد رئيس الوزراء المغربي

GMT 09:16 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بلاك شاينا أنيقة خلال توزيع جوائز "BET Hip Hop"

GMT 08:03 2018 الإثنين ,14 أيار / مايو

طرق وخطوات تطبيق "الأيلاينر الأومبري"

GMT 17:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تدريبات خاصة ليوسف القديوي لاستعادة لياقته البدنية

GMT 22:47 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

حلم كأس العالم يعود يا إماراتيون

GMT 17:10 2015 الثلاثاء ,20 تشرين الأول / أكتوبر

فجر السعيد تضع حدا للخلاف مع الفنانة الإماراتية أحلام

GMT 03:22 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إلهام البورقادي وصيفة لبطلة العالم في الكيك بوكسينغ

GMT 00:45 2017 الأحد ,24 أيلول / سبتمبر

ياسر المصري يوضح أن شخصية الزعيم ثرية جدا
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
RUE MOHAMED SMIHA,
ETG 6 APPT 602,
ANG DE TOURS,
CASABLANCA,
MOROCCO.
casablanca, Casablanca, Casablanca