حافتان: الانهيار السلطوي، وفشل «الصفقة» !

الدار البيضاء اليوم  -

حافتان الانهيار السلطوي، وفشل «الصفقة»

بقلم - حسن البطل

فصل جديد في قصة أموال المقاصة، يشبه شريطاً تبثّه محطة «ناشيونال جيوغرافي» عن الحياة البرية. طراد الحيوانات اللاحمة لصيد وافتراس الحيوانات العشبية، أو بالأحرى وبالتقريب، كمين تمساح في المستنقع لحيوانات ترِد البِركة.
ليس للمرة الأولى تحجز إسرائيل مقاصة الضرائب، لكن في هذه المرة أثنت إسرائيل على عقوبات التعطيش والتجفيف المالي الأميركية، باقتطاع ما تصرفه السلطة من مخصّصات الشهداء والأسرى.
دعكم من سخرية نعت السلطة بـ»سلطة رواتب» إلى تشبيه آخر: يمكنك أن تقود فرسك إلى مورد الماء، ولكن لا تستطيع إجباره على الشرب. في إضرابات الأسرى المطلبية، المسماة «معركة الأمعاء الخاوية» يعيدون وجبات الطعام، ويكتفون بـ «مي وملح» أسابيع أو شهوراً.
هل نصف الراتب لـ 134 ألف موظف سلطوي بمثابة «مي وملح» منذ شهرين، بعد عام ويزيد من حرب التعطيش والتجفيف الأميركية، كعقوبة للرفض الفلسطيني السلطوي أولى بوادر «صفقة القرن».
 عندما فازت «حماس» في انتخابات العام 2006 قيل إنها «سلطة إرهابية»، وبدلاً من رواتب عبر البنوك، صار موظفو السلطة يتلقون، على مدى شهور، حدّ الكفاف من مكاتب البريد مقدارها ألف شيكل، ويوقعون على استمارة القبض، كما يجري حالياً في صرف أموال قطرية إلى موظفي غزة. لم يكن ثمة سيف عقوبات «صفقة القرن» مسلّطاً على رقاب «سلطة الرواتب».
تلك سلطتنا التي قالت «لا» فورية وقاطعة، لأولى خطوات «الصفقة»، ثم أثنت بـ «لا» على اقتطاع أي مبلغ من مخصصات الأسرى والشهداء.
قبل العقوبات الأميركية خفضت الدول المانحة ما تضخه من أموال، دون أفق لحل سياسي، ولحاجة دول الخراب والاحتراب للمساعدات، فطالبت السلطة من العرب «شبكة أمان» بقيمة 100 مليون دولار، وجدّدت مطالبتها بعد حرب التعطيش والتجفيف الأميركية والاقتطاعات الإسرائيلية من أموال المقاصة.
بوصف فرنسا الدولة الراعية لـ «بروتوكول باريس» طلب رئيسها من إسرائيل وقف الاقتطاعات. مع أنه وصف العداء للصهيونية كشكل من معاداة اللاسامية، لكن حكومة إسرائيل ردّت طلبه، كما كفت إدارة «الصفقة» من قبل على وصف «الاحتلال» بأنه احتلال، بل بوصفه «سيطرة».
قبل العقوبات المالية الأميركية، والاقتطاعات الجائرة الإسرائيلية، كان هناك من دعا إلى «حل السلطة»، وبعدهما صاروا يتحدثون عن خطر «انهيار السلطة» التي تريدها إسرائيل سلطة رواتب وسلطة إدارية وتنفيذية، لا سلطة سياسية ذات سيادة تتطلع إلى دولة سيادية.
هناك تعبير عسكري يسمّى «ديدلاين» أي ساعة الصفر، ويُقال إن السلطة سوف تعجز عن إقامة أَوَدِها أكثر من شهور التقشف غايتها شهر تموز المقبل، فهناك «خط أحمر» للاستدانة من البنوك.
الشهر المقبل، أيار، سيجتمع «برلمان» المجلس المركزي ليقرر ساعة الانسحاب من الاعتراف بإسرائيل، ربما كبداية الانسحاب من بروتوكول باريس، فإلى وقف التنسيق الأمني. حسب قول رئيس الوزراء: سنعيد النظر في العلاقة مع إسرائيل، بما يشمل العلاقات السياسية والقانونية والاقتصادية والأمنية.
هذا الأسبوع، ستبحث الدول المانحة، في اجتماعها بعاصمة الاتحاد الأوروبي بروكسل، في تعويم السلطة مالياً، وبالأساس في خلق تحالف دولي يواجه «صفقة القرن»، ويؤكد من جديد على «حل الدولتين».
شهر الصيام اقترب، وأوّل إفطاره جرعة ماء، لكن تكشف أن سلطة عطشانة رفضت شربة ماء من أموال المقاصة منقوصة، وأصرّت على استلامها كاملة، علماً أن السلطة تصرف رواتب الأسرى والشهداء كاملة، ونصف رواتب موظفيها.
العالم، وحتى بعض الجهات الإسرائيلية، لا يوافقون على ادعاء حكومة نتنياهو أن السلطة داعمة للإرهاب، لكن يقولون إن انهيارها يشكل خطراً وجودياً عليها وعلى إسرائيل أمنياً.
نشرت الصحف المحلية، بالصورة والاسم، أن خطيبة أسير أُطلق سراحه بعد 16 سنة، كانت تجمع راتبه، بما مكّنها من شراء قطعة أرض وبناء بيت يؤويها مع زوجها بعد الزفاف.
صمود السلطة والشعب إزاء العقوبات والاقتطاعات، أصعب من صمود إيران، التي تستطيع أن ترد على التهديد بمثله، والانسحاب من اتفاقية فيينا النووية الدولية، بما يعيد المنطقة إلى حافة الحرب، لكن السلطة تجازف بالذهاب إلى حافّة الانهيار، بما يعيد «صفقة القرن» إلى حالة الفشل.

الفلسطيني السوري خميس أحمد
العام 2005 رتّب النظام السوري «مسيرة عودة» فلسطينية اخترقت خطوط وقف النار في الجولان، واعتقل فيها أحد سكان مخيم اليرموك، بتهمة محاولة هجوم على معسكر إسرائيلي، وحكم بالسجن إلى العام 2023.
أسير سوري آخر، خميس أحمد، أُطلق سراحه رداً على إعادة رفات جندي إسرائيلي قتل في معركة «السلطان يعقوب» 1982، وأُسر بتهمة تجارة مخدرات، وكان سيُطلق في تموز المقبل.
الأسير الفلسطيني ـ السوري لا يريد العودة لاجئاً إلى مخيم اليرموك، بل العودة إلى الضفة الغربية.
يمكنك أن تعرف خميس أحمد، لأنه في الصورة يرفع علامة النصر بإصبعيه.
حسن البطل

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حافتان الانهيار السلطوي، وفشل «الصفقة» حافتان الانهيار السلطوي، وفشل «الصفقة»



GMT 11:31 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

كتب جديدة للقارئ في معرض الشارقة الدولي

GMT 11:26 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

كتب أخرى للقارئ العربي

GMT 05:03 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

دسائس البلاط

GMT 05:01 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

اللبنانيون يأملون.. لكن بخوف وحذر!

GMT 05:00 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

ثورة في لبنان في عهد "حزب الله"

جورجينا تثير اهتمام الجمهور بعد موافقتها على الزواج وتخطف الأنظار بأجمل إطلالاتها

الرياض - الدار البيضاء اليوم

GMT 18:19 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 18:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 18:00 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات

GMT 12:52 2013 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

هل الدكتور دكتور والمهندس بالفعل مهندس؟

GMT 00:29 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

مشاحنات في جنازة سعيد بونعيلات بين عائلته ورفاقه

GMT 20:49 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 05:23 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

موديلات فساتين للمحجبات من أسبوع الموضة في نيويورك

GMT 22:09 2015 الثلاثاء ,17 شباط / فبراير

افتتاح فرع جديد من "المطعم البلدي" في مراكش

GMT 02:51 2015 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

شاب هندي يعاني من مرض الشيخوخة المبكرة

GMT 23:51 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

تفاصيل "اجتماع الأزمة" بين أبرشان ولاعبي اتحاد طنجة

GMT 20:35 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

تطورات جديدة في قضية لطيفة رأفت ضد رئيس الوزراء المغربي

GMT 09:16 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بلاك شاينا أنيقة خلال توزيع جوائز "BET Hip Hop"

GMT 08:03 2018 الإثنين ,14 أيار / مايو

طرق وخطوات تطبيق "الأيلاينر الأومبري"

GMT 17:15 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تدريبات خاصة ليوسف القديوي لاستعادة لياقته البدنية

GMT 22:47 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

حلم كأس العالم يعود يا إماراتيون

GMT 17:10 2015 الثلاثاء ,20 تشرين الأول / أكتوبر

فجر السعيد تضع حدا للخلاف مع الفنانة الإماراتية أحلام

GMT 03:22 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إلهام البورقادي وصيفة لبطلة العالم في الكيك بوكسينغ

GMT 00:45 2017 الأحد ,24 أيلول / سبتمبر

ياسر المصري يوضح أن شخصية الزعيم ثرية جدا
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
RUE MOHAMED SMIHA,
ETG 6 APPT 602,
ANG DE TOURS,
CASABLANCA,
MOROCCO.
casablanca, Casablanca, Casablanca