حل الأزمة بيد قطر

الدار البيضاء اليوم  -

حل الأزمة بيد قطر

بقلم : جهاد الخازن

أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح لا يزال يسعى إلى حل بين قطر والدول العربية التي تعارض سياستها التي ترى أنها تنتصر للإرهاب. لا أحد أفضل من الشيخ صباح في الوساطة فهو يجمع الخبرة والقدرة لاقتراح حلول ممكنة وقابلة للتنفيذ.

إذا فشلت وساطة الشيخ صباح سألوم قطر التي يبدو أنها تعتقد بأن امتلاك المال صنو للنجاح. وزير مالية قطر علي شريف العمادي قال في تصريح صحافي: «لدينا صندوق سيادي يمثل 250 في المئة من دخل قطر السنوي. لدينا احتياطي في البنك المركزي ولدينا احتياطي استراتيجي في وزارة المالية».

ما العلاقة بين هذا الكلام واتهام قطر بتأييد الإرهاب، وبوضع تلفزيون «الجزيرة» في أيدي «الإخوان المسلمين» الذين لن يعودوا إلى الحكم في أي بلد عربي؟

كانت البحرين ربحت القضية في الخلاف على الحدود مع قطر، وأرى أن فوزها كان ناقصاً لأن قطر أعطيت «جائزة الترضية» وهي البحر حيث الغاز.

المشكلة ليست مالية بل سياسية وقطر رفضت كل طلبات مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين، وفضلت أن تبقى حليفة للإخوان المسلمين، وأن تقيم علاقات مع إيران ضد جارات قطر، وأن تستضيف جنوداً من تركيا. هناك قاعدة العديد حيث يعمل حوالى عشرة آلاف عسكري أميركي، وهي كانت تبرعاً من قطر للولايات المتحدة رداً على وجود قاعدة للأسطول الأميركي الخامس في البحرين.

قطر تريد أن تكون دولة عظمى وعدد سكانها جميعاً لا يزيد على نصف حي في القاهرة. على القيادة القطرية أن تفهم أنها لن تقود أي مجموعة عربية، وإنما سيستعملها هذا الطرف الخارجي أو ذاك لتدمير آخر مجموعة عربية متلاحمة.

الدول التي تعارض السياسة القطرية ستزيد العقوبات، بعدما وجدت أن رد قطر على مطالبها خالٍ من أي مضمون. والرئيس دونالد ترامب يؤيد موقف السعودية وقد اتصل بالرئيس عبدالفتاح السيسي داعياً إلى حل من طريق الحوار، ثم صدر بيان عن البيت الأبيض يدعو (حرفياً) إلى: وقف تمويل الإرهاب ورفض الأيديولوجيا المتطرفة.

لا أرى حلاً في المستقبل القريب، ولعل فهد بن محمد العطية، سفير قطر في موسكو، اختصر السياسة القطرية كلها بالقول إن قطر تقف في وجه تهديدات الجيران، وهم هنا ليسوا إيران أو تركيا أو حتى روسيا أو إسرائيل، بل دول يجمعها مع قطر مجلس التعاون الخليجي.

أغرب ما في كلام السفير أنه يتحدث عن الميديا التي تدعمها الدول المعارضة لقطر. هل هذا يعني أن الميديا القطرية حرة في نشر ما تريد؟ أو أن «الجزيرة» تعيش من دخلها الإعلاني وليس إنفاق الحكومة القطرية مباشرة عليها؟

وزير خارجية قطر محمد بن عبدالرحمن آل ثاني يريد حل الخلاف بالحوار وليس «الحصار». هذا ما أريد أنا وكل مواطن عربي عاقل يريد الخير لبلاده وأمته. لكن قطر تقول شيئاً وتفعل شيئاً آخر، غالباً ما يكون عكس ما قالت. الأزمة بدأت في أول أسبوع من الشهر الماضي، وتجاوزنا منتصف تموز (يوليو) ولا حل في الأفق، بل زيادة في التأزيم وقطر تتهم الجيران بما فيها.

ربما كان وزير خارجية قطر وسفيرها في موسكو لا يدركان، أو لا يريدان أن يريا، أن الخلاف مع الأشقاء العرب لا يفيد سوى إيران فقضيتها تراجعت إلى خلف مع انشغال الإدارة الأميركية بإيجاد حل للمشكلة المتفاقمة مع قطر. أو لعل الوزير والسفير يريــدان إنــقاذ إيران على حساب دول شقيقة.

الرئيس ترامب ضد الاتفاق النووي مع إيران علناً، إلا أن رجال الحكم في إدارته نصحوه بالتريث لعدم وجود بدائل لاتفاق الدول الست مع إيران على تأخير، وليس وقف، برنامجها النووي الذي بدأته بالتعاون مع روسيا عام 1995 إذا لم تخني الذاكرة، لبناء مفاعلين نوويين قرب بوشهر.

ما أريد اليوم هو أن تقبل قطر بعضاً من الشروط العربية الثلاثة عشر، لتفتح حواراً مع دول شقيقة تريد لها الخير، ولتغلق الباب أمام الأعداء. النظام القطري يستطيع أن يفعل ما يمهد لحل، فقد صدرت عن ميديا قطرية كلمات تقول إن الدول العربية ليست ديموقراطية ولا برلمان منتخباً فيها. هذا الكلام يصح عن قطر قبل غيرها وهي بحاجة إلى دعم عربي لها مع اقتراب استضافتها كأس العالم في كرة القدم. هي تستطيع اقتراح حل أو حلول، وأرجو أن تفعل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حل الأزمة بيد قطر حل الأزمة بيد قطر



GMT 08:07 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أخبار مهمة أمام القارئ

GMT 08:04 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الإمارات والأردن.. توافق لأمن المنطقة

GMT 08:01 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أسوأ عقاب أوروبى لأردوغان

GMT 07:59 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لهذا تقود أمريكا العالم!

GMT 07:57 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كسر الحلقة المقفلة في اليمن

GMT 12:18 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 19:14 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

يبدأ الشهر بالتخلص من بعض الحساسيات والنعرات

GMT 11:40 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 17:27 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 20:11 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تجنب الخيبات والارتباك وحافظ على رباطة جأشك

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 17:59 2019 الثلاثاء ,23 تموز / يوليو

تستاء من عدم تجاوب شخص تصبو إليه

GMT 11:31 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

منع جمهور الرجاء من رفع "تيفو" أمام الترجي

GMT 08:41 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة وصادمة في حادث قتل الطفلة "إخلاص" في ميضار

GMT 06:39 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"بيكوربونات الصودا" حل طبيعي للتخفيف من كابوس الشعر الدهني

GMT 00:42 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

تعرف على أبرز صفات "أهل النار"

GMT 15:58 2018 الأحد ,08 إبريل / نيسان

"القرفة" لشعر صحي بلا مشاكل ولعلاج الصلع

GMT 11:49 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

توقيف صاحب ملهى ليلي معروف لإهانته رجل أمن

GMT 11:52 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

"زيت الخردل" لشعر صحي ناعم بلا مشاكل
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca