عيون وآذان (ترامب يخطئ ثم يتهم الآخرين)

الدار البيضاء اليوم  -

عيون وآذان ترامب يخطئ ثم يتهم الآخرين

بقلم : جهاد الخازن

الرئيس دونالد ترامب لا ينفذ سياسة خارجية واضحة، إلا إذا كان الصراخ سياسة. هو قال إنه سيسحب القوات الاميركية من سورية لأن «داعش» «هزم» وإنه سيبدأ سحب القوات الاميركية من أفغانستان.

هذا ليس سياسة بل هروب من الواقع. وزير الدفاع جيم ماتيس استقال عندما أعلن ترامب العزم على الانسحاب من سورية. هيلاري كلينتون قالت في تغريدة إن العزلة تعني الضعف، وإن تقوية «داعش» خطر، وإن تنفيذ ما تريد روسيا وإيران حمق، والرئيس يضع الأمن القومي الاميركي في خطر. رئيسة مجلس النواب الامريكي نانسي بيلوسي قالت إن قرار الانسحاب من سورية هدية عيد الميلاد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

الروس تدخلوا في انتخابات الرئاسة الاميركية سنة 2016 حتى لو أنكر ترامب ذلك، وأعضاء مجلس النواب الاميركي من الديموقراطيين يريدون عقوبات أشد على روسيا مما أقروا حتى الآن.

عندما أعلن الرئيس ترامب عزمه على بناء جدار على الحدود مع المكسيك طالب بخمسة بلايين دولار للمشروع إلا أن الديموقراطيين عارضوا موقفه ولا يزالون. هو أوقف عمل الدولة جزئياً، وهذا يعني أن 800 ألف موظف حكومي أميركي لم يقبضوا مرتبات في مرتين متتاليتين. كان في البداية يحمل الديمقراطيين المسؤولية عن معارضة الجدار، إلا أنه في تغريدة أخيرة له قال إن كل الأميركيين يتحملون مسؤولية عدم بناء الجدار. مساء الجمعة وافق ترامب على إنهاء موقت لوقف العمل الحكومي من دون الحصول على تمويل لبناء الجدار.

قرأت أن الذين يدرسون تغريدات ترامب قالوا إنه في أول سنتين له في البيت الأبيض أصدر 8158 تغريدة أو موقفاً خاطئاً. كانت أول مئة يوم لترامب في الحكم نموذجاً عما سيلي ذلك من أخطاء، وإذا اخترت ما جمعت «واشنطن بوست» وحدها في تلك الفترة فالرئيس مسؤول عن 492 تغريدة خاطئة أو مضللة. مثل واحد يكفي فهو قال إن الهيروين يقتل 300 أميركي في الأسبوع الواحد. هذا الرقم قريب من الصحيح إلا أن الرئيس لم يقل إن الهيروين يدخل الولايات المتحدة عن طريق مراكز الحدود مع المكسيك، وإدارة مكافحة المخدرات قالت سنة 2018 إن المخدرات تدخل عن طريق مراكز الحدود.

في سنة 2006 كان هناك أمام مجلسي الكونغرس مشروع قانون لحماية الحدود وعدد كبير من الديموقراطيين في المجلسين صوّت مع الجمهوريين لإصدار القانون. ترامب قال عن هذا القانون بعد صدوره إنه «لا شيء.»

لاديموقراطية دونالد ترامب في الحكم تجد مقلدين حول العالم، من البرازيل الى هنغاريا الى الشرق الأقصى. مثل واحد يكفي فالرئيس الجديد في البرازيل جائير بولسونارو يؤيد المواقف المتطرفة للرئيس الاميركي، بما في ذلك تصريحات عنيفة ضد النساء والأقليات، مع ميل الى تأييد نظريات المؤامرة ضد الولايات المتحدة.

كنت أريد أن أسجل موقف ترامب من اللاجئين إلا أن هذا الموضوع يستحق مقالاً كاملاً لا فقرة في مقال كما أفعل اليوم مع مواقف أخرى للرئيس الاميركي تعارض ما نعرف جميعاً عن الولايات المتحدة كبلد ليبرالي رائد في حماية حقوق المواطنين.

الاميركيون التقليديون من أنصار حقوق الإنسان وأنا في وادٍ، والرئيس دونالد ترامب في وادٍ آخر. الولايات المتحدة انسحبت فعلياً من اليونسكو هذا الشهر بعد أن كان ترامب أعلن الانسحاب في تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٧، وكذلك فعلت اسرائيل، ومندوبته في الأمم المتحدة نيكي هيلي وصفت «يونيسكو»، وهي مؤسسة ثقافية تابعة للأمم المتحدة، بأنها «قاذورة.» أعتقد أن «يونيسكو» تقوم بعمل جيد حول العالم، وأن هيلي تصف نفسها عندما تهين «يونيسكو». هيلي تركت منصبها في الأمم المتحدة مع نهاية سنة ٢٠١٨، وأقول إنها تستحق أن تنسى ككثيرين من أعضاء إدارة ترامب.

أخيراً، رئيس وزراء اليابان شينزو آبي هاجم في خطاب مسجل الرئيس ترامب وتحدث عن أخطائه في التعامل التجاري وعدد النساء في القوة العاملة الاميركية. الرئيس ترامب كان يفترض أن يلقي خطاباً في مؤتمر دافوس الأسبوع الماضي إلا أنه لم يذهب بسبب إغلاق الحكومة الاميركية. هو أغلقها وسجل رقماً قياسياً في الإغلاق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان ترامب يخطئ ثم يتهم الآخرين عيون وآذان ترامب يخطئ ثم يتهم الآخرين



GMT 11:31 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

كتب جديدة للقارئ في معرض الشارقة الدولي

GMT 11:26 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

كتب أخرى للقارئ العربي

GMT 05:03 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

دسائس البلاط

GMT 05:01 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

اللبنانيون يأملون.. لكن بخوف وحذر!

GMT 05:00 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

ثورة في لبنان في عهد "حزب الله"

GMT 19:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 17:43 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 02:39 2014 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

1460 موظفة في " ديوا " ٪76منهن مواطنات إماراتيات

GMT 00:11 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

خلطة التفاح تساعد على سد الشهية وفقدان الوزن

GMT 08:07 2018 الجمعة ,16 شباط / فبراير

توقيف طبيب عالمي شهير بسبب مواطنة مغربية

GMT 13:31 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

روما ينافس الأنتر على ضم المغربي حكيم زياش

GMT 01:15 2017 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

نيللي كريم تُعلن عن أكثر ما أسعدها في عام 2017

GMT 13:17 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

جورج وسوف يستعد لإطلاق ألبومه الفني الجديد مطلع العام

GMT 16:21 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

المجموعة الثامنة : بولندا - السنغال - كولومبيا - اليابان

GMT 02:45 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

انتهاك بحري إسرائيلي لسيادة المياه الإقليمية اللبنانية

GMT 22:30 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوم الوطن العربي يشاركون في مهرجان القاهرة السينمائي

GMT 23:05 2017 الأحد ,18 حزيران / يونيو

تعرف على أبرز ديكورات الحمامات الحديثة في 2017

GMT 06:44 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

هنيئا لنا برئيس حكومتنا الذي يُضحكنا..!

GMT 05:32 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تقرر رفض المهلة التي منحها حفتر لحسم اتفاق الصخيرات
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca