عدن أمن اليمن(عدن ميزان اليمن – 2 من 10)

الدار البيضاء اليوم  -

عدن أمن اليمنعدن ميزان اليمن – 2 من 10

بقلم : مصطفى منيغ

تقييم موقعها على الأرض لدى كبراء خبراء الإستراتيجية القائمة على مد الخطوط طولا وعرضا لوضع نقط الارتكاز المتحرك منها تيار التغيير باستمرار ، لفائدة البشر ، دون التفريق بين الأجناس هذا أبيض وهذا أسود وهذا أصفر وذاك أحمر ، يحسبون لمدينة عدن أكثر من ميزة في هذا الميدان ، قَدَرُها أن تكون كذلك محط عناية الشرق والغرب ، ولولا صلابة جأش اليمنيين عموما لشهدت كل يوم احتلالا من نوع خاص جالبا لها الضرر. عدن أكبر مما قد نتصور سنبلة مُصانة على طول ممر، متى هبت صرصار الصحراء من شمال الشمال تصدت لها بما لديها من سواعد الأحرار ، فتحولها لمثابة غبار أصطدم بموجة مناعة هذه الديار، الثابتة في جسد اليمن تقيه ليل نهار من أي خطر، وحيثما ساق البحر لها أصحاب الرؤوس المفلطحة والبطون المنبعجة تصرفت تصرف حكماء، تَركوا الأعداء، حتى تجمعوا طمعاً في إتقان التمويه لغاية استحواذهم على الفضاء، ليتحكموا داخله وهم الدخلاء في المصرف والقضاء، وعلى حين غرة، يُطوَّقون من طرف كثرة، بمحبة اليمن مسلحة ولقلبه النابض عدن مخلصة ، ولموعظة أجداد الأجداد باجلال ذاكرة ، لا خير فيمن يخون وطنه
ولا شر في من يحارب دفاعا عن حرمة وطنه بإيمان عميق وإرادة صادقة وطيب خاطر ، الحرية لا تقف مع الجاني إن اقترفَ خطيئة في حق المعبِّر عن رأيه في جو من الاحترام البيِّنِ المتبادل ، الحرية في التسامح والأخذ بالصائب من القول الرزين الحَسَن والجدي النافع من الأعمال ، وهذه هي عَدَن وأخلاقيات عَدَن المكافحة الصامدة الذكية دوما حتى في الدفاع عن نفسها ، بابُها مفتوحٌ لمن يناشد الحماية ، وأهلها ألفوا الكرم ، وجميع مَنْ فيها أهمّ ما يملكون الشرف المفعم بعزة النفس ، هدوؤها لا يعني استكانتها أو انزواءها عن ضعف ، انتظارها لانتقاء القرار المناسب لا يُفَسَّر بخوفها ، إنما هي طبيعة تربية السلف الصالح المانح التفوق الحسي في تحليل المستجدات واختيار إحدى الوسيلتين الأكثر ملاءمة مع الموقف المباشر، الاستيعاب فالاحتضان أو المواجهة بإعداد صحيح متبوع بِعُدَّة كافية، والزمن كفيل بالحكم النهائي لصالح المُحق في رؤاه، غير المُعتدي، الواثق من سلامة قضيته، المندفع عن قناعة واقتناع لما يحقق به ذاته اليمنية المتمسكة بالحلال ، الرافعة راية الإنصاف الخالي من خدمة بعض أيديولوجيات آخر زمن . 
في عَدَن أشعر كأنني في "آيت باها" التابعة لإقليم "شتوكة آيت باها" وعاصمته "بيوكرا" غير البعيدة من الجميلة عاصمة سوس أغادير ، الناس هناك وهنا متشابهون ، نفس القامة، نفس النظرات النافذة لدواخل وجدان تَقَرُّباً لمحبة إخاء تلقائي دوافعه إنسانية وأهدافه التلاحم الروحي المؤدي للتعاون المشروع والتضامن الأكيد للتغلب على الصعاب مهما كان شكلها أو حجمها ، ثمة شيء في عَدن أتطلع إليه بحاسة سادسة أن أحد جذور المغرب غُرِسَ في اليمن لينتج ثمار نفس العقلية في هذا الجزء الغربي من العالم العربي، كما هناك على مقربة من مضيق باب المندب المتحكمة فيه عدن لحد ما ، كالمغرب له وضعية تجعله صاحب كلمة مسموعة عندما يتعلق الأمر بمضيق جبل طارق .(يتبع)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عدن أمن اليمنعدن ميزان اليمن – 2 من 10 عدن أمن اليمنعدن ميزان اليمن – 2 من 10



GMT 08:20 2016 الجمعة ,29 تموز / يوليو

سُفْلَِيّ العربية في موريتانيا

GMT 01:50 2016 الخميس ,28 تموز / يوليو

باللسان أنت إنسان

GMT 06:57 2016 الأربعاء ,20 تموز / يوليو

مراكش والزحف المتوحش / الجزء الثاني

GMT 16:44 2016 السبت ,16 تموز / يوليو

مراكش والزحف المتوحش

GMT 06:18 2016 الجمعة ,15 تموز / يوليو

للصبر حدود، كما للحياء خدود

GMT 11:50 2021 الثلاثاء ,26 تشرين الأول / أكتوبر

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 18:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 08:12 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

أويلرز يفوز على مونتريال في دوري هوكي الجليد

GMT 05:03 2017 الأربعاء ,27 أيلول / سبتمبر

شخص ملثم أضرم النار داخل مسجد فجر الاربعاء

GMT 17:08 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

"المغرب اليوم" يكشف عن أجر "جون سينا" في" التجربة المكسيكية"

GMT 06:44 2018 الأربعاء ,26 أيلول / سبتمبر

"كالابريا" أحد كنوز إيطاليا الخفية عن أعين السائحين

GMT 01:14 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

مرتجي يؤكد استعداد الأهلي إلى "حدث تاريخي"
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca