شعار المستشفيات الحكومية.. عظم الله أجركم

الدار البيضاء اليوم  -

شعار المستشفيات الحكومية عظم الله أجركم

بقلم - أسامة الرنتيسي

واقع حال المستشفيات الحكومية، وأضيف له مؤخرا مستشفيات الخدمات الطبية، لا يرضي صديقا ولا يغضب عدوا.

قد تسمع روايات وحكايات لا تصدق تحدث في المستشفيات الحكومية، لكن إن فرضت عليك الظروف واقتربت أكثر وكنت في دوامة الوصول الى أحد هذه المستشفيات فإنك لحظتها تصدق كل ما سمعت سابقا،  برغم أنك كنت تستغرب وتستنكر أن هكذا حوادث تقع في مستشفياتنا.

قبل الدخول في اللطم وشد الشعر، أعترف ان حجم الضغط الذي تعيشه الكوادر الطبية والتمريضية والإدارية في المستشفيات الحكومية والخدمات الطبية تجعلك تشفق عليهم، فالطبيب الذي يعالج يوميا أكثر من 100 مريض لا يمكن أن يكون طبيبا عاديا، والمستشفى الذي يدخله نصف فقراء عمان، ولا منفذ لهم سوى البشير او الأمير حمزة، لا تستطيع إلا ان تشارك في اللطم على أحواله.

بلعنا في المستشفيات الحكومية المواعيد التي تتجاوز الستة أشهر او السنة للوصول إلى جهاز تصوير أشعة، أو مراجعة طبية، لكن ما لا يمكن استيعابه أن لا يتوفر في مستشفى البشير سرير لمريض في حالة خطرة، او لا تدخل مريضك الى العناية الحثيثة من دون الاستعانة بشبكة علاقاتك التي قد تصل لوزير الصحة ومع هذا لا يتمكنون من مساعدتك.

عشت الأسبوع الماضي فصلا مأساويا مع أحد أصدقاء العمر، حيث نشفت روحي وأنا استنجد بشخصيات للحصول على إعفاء طبي من الديوان الملكي، وبعد جهود خارقة حمل نائب محترم الأوراق والتقارير وذهب بنفسه للحصول على الإعفاء، الذي صدر بعد أن كان المريض قد طحنه الألم.

ثلاثة أيام ونحن ننتظر سريرا في العناية الحثيثة في المدينة الطبية، وفي اليوم الثالث استنجدنا بمستشفى البشير، ولم يتحقق الفرج، وفي اليوم الرابع أخذ الله وديعته.

في الطريق الى مقبرة سحاب ونحن نسير خلف جنازة جميل العدسي، اتصل صديق مبتهجا بتوفر سرير في المدينة الطبية، فقلت له شكرا جزيلا، ربنا أكرم منكم وفر له منزلا عسى أن يكون خيرا من منزله، وها نحن في الطريق الى سحاب.

لا تستغرب إذا سمعت طبيبا او ممرضا في البشير او الخدمات الطبية يبلغ أهل المريض، “ما في سرير فارغ خذو مريضكم يموت في البيت…”، كما لا تستغرب إذا ثارت عصبية مرافقي مريض (طبعا لا أبرر ذلك) وانهالوا على طبيب في المستشفيات الحكومية او ممرض بالضرب وتكسير معدات المستشفى لأنهم لم يفعلوا ذلك حبا في المشاجرات، ولا عداوة مع أحد، لكن السلوك السلبي من قبل بعض الأطباء والمرضى يدفع الأهل الى اقتراف ما لا يحمد عقباه.

قد يحتمل المواطن ضغوط رفع الأسعار، والبطالة والفقر، لكن على أمل أن يجد علاجا معقولا إذا مرض، اما أن تكون الأمور خربانة من كل النواحي، ولا يجد من يخفف وجعه، فهذه الكارثة بعينها.

الدايم الله….

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شعار المستشفيات الحكومية عظم الله أجركم شعار المستشفيات الحكومية عظم الله أجركم



GMT 15:52 2021 الثلاثاء ,16 آذار/ مارس

بايدن في البيت الأبيض

GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 20:11 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تجنب الخيبات والارتباك وحافظ على رباطة جأشك

GMT 09:26 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

إعادة سلحفاة نادرة إلى مياه خليج السويس بعد علاجها

GMT 01:32 2014 الأحد ,27 تموز / يوليو

طريقه عمل مفركة البطاطا

GMT 08:20 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

منزل بريطاني على طريقة حديقة حيوان يثير الإعجاب في لندن

GMT 06:11 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

أسهل طريقة لإعداد مكياج رائع لجذب الزوج

GMT 00:03 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

قرار بخصوص مشروع ملكي مغربي يُربك حسابات إلياس العماري

GMT 13:59 2017 السبت ,16 كانون الأول / ديسمبر

هجرة "النجوم" شرًا لا بد منه

GMT 04:24 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

السجن 10 سنوات للجهادي المرتبط بمهاجمة "مانشستر أريينا"

GMT 16:31 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

فنانة صاعدة تهدد مخرج مغربي بـ"فيديو إباحي"

GMT 10:51 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنان أمير كرارة يفاجئ المعجبين بإطلالة مختلفة تمامًا

GMT 22:31 2015 الإثنين ,09 آذار/ مارس

الأزرق والأخضر أبرز ألوان المطابخ في 2015
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca