عنف ديربي الرجاء والوداد: هؤلاء هم المسؤولون الحقيقيون

الدار البيضاء اليوم  -

عنف ديربي الرجاء والوداد هؤلاء هم المسؤولون الحقيقيون

المختار الغزيوي

مرة أخرى لابد من مساءلة الفرق عن جماهيرها، ومرة أخرى لابد من مساءلة روابط المشجعين أو الألترات عما تقوم به ومرة أخرى لابد من طرح السؤال: هذا الشغب الكامن في شبابنا كيف يعبر عن نفسه بكل هذه العدوانية المرضية والقاتلة؟
أول أمس الأحد كنا عديدين ممن عبروا عن إعجابهم بالمستوى الحضاري لتيفوات الديربي البيضاوي في كرة القدم. أحسسنا بفخر حقيقي ونحن نرى الشباب يرفعون تيفوات بطعم السينما ويعلنون الانتماء لكازابلانكا الحضارة وهامفري بوغار وتاريخ السينما العالمية، فيما الشباب في الضفة الأخرى يردون عليه بالإيديوكراسي  وصورة شارلي شابلن العظيم.
انتظرنا مباراة في كرة القدم، فلم نجد، لأن من يرتدون قميصي الوداد والرجاء كبيري الكرة اليوم لايستحقون ذلك، فعزينا أنفسنا بمباراة الجماهير، وقلنا إن لدينا بالفعل أفضل جمهورين في العالم: جمهور الوداد وجمهور الرجاء.
سوى أن الحكاية لم تكتمل بهذا الشكل الرومانسي الجميل، بل قدمت لنا نفسها في نهاية اللقاء بأسوء الطرق الممكنة: شغب كبير، اعتداء سافر على رجال الأمن لا مبرر له مهما ادعى بعض المتورطين فيه أنهم دافعوا عن أنفسهم فقط لأن الأمر لايتعلق بجيشين يواجهان بعضيهما بل برجال أمن مهمتهم ضبط أمان الملعب أمان الوافدين إليه، وجماهير مهمتها أن تتفرج وأن تشجع وأن تذهب لحال سبيلها وكفى.
المشكلة اليوم هي أن بعض روابط المشجعين أو الألترات أصبحت تتصور لنفسها دورا آخر غير دورها الحقيقي هو دور…العصابات
أصبحت هاته الألترات تتخيل لنفسها قوة ليست لها، فتهدد من تريد، وترسل إشارات القتل والوعيد به لمن يعاديها، وترفع الشعارات في وجه كل من تعتبر أنهم ضدها وضد مصلحة فرقها، وإن كانت هي الأولى في الحقيقة تشتغل ضد مصلحة هذا الفريق الذي تدعي الدفاع عنه وحب ألوانه وتشجيعه بكل الوسائل الممكنة.
والمشكلة في حكاية الروابط المشاغبة هاته هي أنها استفاقت فعلا متأخرة، واكتشفت معنى الانتماء للألترات والشغب بهذا الانتماء بعد أن انتهى منه العالم، وبعد أن عاشت دول عديدة (إنجلترا أيام الثمانينيات والهوليغانيزم، ثم دول المنظومة الشرقية الأوربية ومعها إيطاليا في التسعينيات) هذا الشبح ، وانتهت إلى إيجاد حلول حقيقية له تعيد الحضارة للملاعب وتعيد المشاغبين إلى السجون وهي مكانهم الحقيقي، وتعيد الكرة إلى معناها الأول : مباراة  في الرياضة لا أقل ولا أكثر
لذلك على أندية الكرة أن تتحمل مسؤوليتها وألا تشجع هذا الانجرار السهل نحو العنف لأسباب انتخابوية داخلية.
وعلى القضاء أن يكون حاسما وقويا وأن يردع المتورطين فيما نراه من شغب بقوة.
وعلى روابط المشجعين الحقيقية أن تخلص نفسها من السوابق والمجرمين وخريجي السجون والآتين أيام الآحاد إلى الملاعب لممارسة النشل والسرقة والبلطجة والترويع، ثم تتويج كل ذلك بالاعتداء على رجال الأمن قبل كتابة البيانات المضحكة، والمليئة بالأخطاء اللغوية والقانونية في صفحات الفيسبوك التي أصبحت فعلا مكان تجمع لعديد من الضالين
مؤخرا عاقبت جامعة لقجع ملعب مكناس أربع مباريات بعد أن دخل جمهور النادي المكناسي الملعب احتجاجا على نتائج فريقه المتدنية وعلى مايقترفه مسؤولو المدينة في حق فريقهم.
سنرى أي عقوبة قد تنزلها نفس الجامعة بالوداد الذي رأينا جماهيره تعتدي على رجال الأمن يوم الديربي
سنرى، وسنحكم بعد الذي سنراه، ولكل حادث حديث طبعا..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عنف ديربي الرجاء والوداد هؤلاء هم المسؤولون الحقيقيون عنف ديربي الرجاء والوداد هؤلاء هم المسؤولون الحقيقيون



GMT 19:47 2025 السبت ,16 آب / أغسطس

الاثنين أو الأربعاء

GMT 19:40 2025 السبت ,16 آب / أغسطس

«إسرائيل الكبرى»: الحلم القديم الجديد

GMT 19:37 2025 السبت ,16 آب / أغسطس

2025 سنة دونالد ترمب!

GMT 19:34 2025 السبت ,16 آب / أغسطس

هل يقدر «حزب الله» على الحرب الأهلية؟

GMT 19:31 2025 السبت ,16 آب / أغسطس

أحلام ستندم إسرائيل عليها

GMT 19:28 2025 السبت ,16 آب / أغسطس

بـ «السوسيولوجيا» تحكم الشعوب

GMT 19:24 2025 السبت ,16 آب / أغسطس

المستهلك أصبح سلعة

جورجينا تثير اهتمام الجمهور بعد موافقتها على الزواج وتخطف الأنظار بأجمل إطلالاتها

الرياض - الدار البيضاء اليوم

GMT 18:19 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 18:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 18:00 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات

GMT 12:52 2013 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

هل الدكتور دكتور والمهندس بالفعل مهندس؟

GMT 00:29 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

مشاحنات في جنازة سعيد بونعيلات بين عائلته ورفاقه

GMT 20:49 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 05:23 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

موديلات فساتين للمحجبات من أسبوع الموضة في نيويورك

GMT 22:09 2015 الثلاثاء ,17 شباط / فبراير

افتتاح فرع جديد من "المطعم البلدي" في مراكش

GMT 02:51 2015 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

شاب هندي يعاني من مرض الشيخوخة المبكرة

GMT 23:51 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

تفاصيل "اجتماع الأزمة" بين أبرشان ولاعبي اتحاد طنجة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
RUE MOHAMED SMIHA,
ETG 6 APPT 602,
ANG DE TOURS,
CASABLANCA,
MOROCCO.
casablanca, Casablanca, Casablanca