باسم إفريقيا مرة أخرى‪…‬

الدار البيضاء اليوم  -

باسم إفريقيا مرة أخرى‪…‬

بقلم : المختار الغزيوي

..ذلك الصوت المرتفع بحزم في سماء البهجة المراكشية، معلنا الانتماء لقارته السمراء. ذلك الاحتضان منذ سنوات عديدة لأم الدنيا إفريقيا، وإعلان الرهان عليها خيارا ثابتا ودائما لا يقبل أي جدال. كل تلك الوفود التي أتت من مختلف دول القارة لكي تعفي المغرب من طلب العودة، ولكي تقدم له هي الطلب مقبولا بطبيعة الحال أن هاته القارة تريد العودة إليك.

كل ذلك وغيره كثير قال لنا شيئا واحدا أساسيا: الكوب 22 لم يكن بطعم عادي هاته السنة ومراكش تحتضنه. كان بطعم القارة الأم لهاته الدنيا، والقارة الوحيدة التي لازالت قادرة على أن تشهر في وجه الجميع من قلب فقرها ومشاكلها وكل تكالب الأزمنة عليها، ابتسامة السخرية، وأن تعلن أنها الرهان القادم، وأن البقية كل البقية نماذج سبق للعالم أن جربها ولم تعط أي شيء.

تزامنت الكوب 22 مع انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية في زلزال هز العالم أجمع، وجعله يدير الظهر إلى الناحية الأخرى لمدة يومين أو ثلاثة، قبل أن يستجمع منذ الثلاثاء بعضا من وعيه ويلتفت إلى هذا النداء القاري الجديد الخارج إعلانا من مراكش.

هذه المرة لم تختر القارة شكل اتحاد لا معنى له، أو شكل تجمع يأتي لكي يردد بعض الكلمات ويمضي.

اختارت القارة، وفق تصور ذكي جديد أن تلتقي في قمة عمل، تضع في بدئها شروط الالتقاء وخارطة الطريق ودفتر التحملات، وتتفق في نهايتها على موعد البدء وعلى كلفته، وعلى بقية الإجراءات.

لا وقت لدينا نعطيه للوقت، عكس ماكان يطالب به الرئيس اليساري الأسبق لفرنسا ميتران، ولا وقت لدينا حتى لهاته التصنيفات بين اليسار وبين غيره، ولا وقت لدينا نضيعه في الخطب وفي العيش على أطلال وأخطاء سنوات الحرب الباردة..

لاوقت لدينا يذهب سدى في إقناع حكام الجارة الجزائر مثلا، أن المصير مشترك وأن الرهان مشترك وبقية الكلام. حكامها المنتمون لماضيهم السحيق اختاروا مسارهم. والمغرب، الذي يرمق بكل حماس الكون المستقبل، اختار الوجهة الأخرى. لذلك لا التقاء إلا إذا قرر الشعب الجزائري شيئا آخر..

باسم إفريقيا تحدث المغرب في الكوب 22. وباسم إفريقيا نخرج اليوم إلى العالم كله لكي نقول إن مصلحة القارة من مصلحتنا وأن العكس صحيح، وأنه من غير الممكن أن نخوض الرهان الجديد إذا ذهبنا دولا منفردة إليه.

درس روسيا القوية برئيسها، والصين القوية برئيسها وأمريكا القوية اليوم برئيسها، يقول للقارة الإفريقية إنها هي الأخرى يجب أن تكون قوية برئيسها أو ملكها، ويجب أن تتحدث لغة واحدة، وأن تضع نصب عينها أمرا واحدا وأساسيا لا يقبل أي جدال أو مناقشة: مصلحتها.

هاته القارة سبقت لسنوات عديدة مصالح الآخرين – لا عتبارات عديدة لا مكان لذكرها هنا – على مصلحتها الخاصة.

تراها آمنت فعلا وأخيرا من داخل سمرتها العميقة والذكية واللماحة أن أوانها قد أتى، وأنها يمكن أن تقدم بديلها الخاص بها لكل الخراب الذي يضرب العالم في مقتل في كل مكان ؟

لننتظر التطورات قبل المغامرة بالجواب، لكن لنقل لأنفسنا بكل صراحة إن كل المؤشرات تشجع أبناء القارة الأم على التفاؤل، وعلى الإيمان بغد أفضل بكثير لقارتهم من كل الأيام الفارطة..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

باسم إفريقيا مرة أخرى‪…‬ باسم إفريقيا مرة أخرى‪…‬



GMT 04:18 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

الملك والشعب…والآخرون !

GMT 04:27 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

أطلقوا سراح العقل واعتقلوا كل الأغبياء !

GMT 06:11 2017 الخميس ,01 حزيران / يونيو

ولكنه ضحك كالبكا…

GMT 05:21 2017 الإثنين ,01 أيار / مايو

سبحان الذي جعلك وزيرا ياهذا!

جورجينا تثير اهتمام الجمهور بعد موافقتها على الزواج وتخطف الأنظار بأجمل إطلالاتها

الرياض - الدار البيضاء اليوم

GMT 18:19 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 18:22 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 18:00 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات

GMT 12:52 2013 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

هل الدكتور دكتور والمهندس بالفعل مهندس؟

GMT 00:29 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

مشاحنات في جنازة سعيد بونعيلات بين عائلته ورفاقه

GMT 20:49 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 05:23 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

موديلات فساتين للمحجبات من أسبوع الموضة في نيويورك

GMT 22:09 2015 الثلاثاء ,17 شباط / فبراير

افتتاح فرع جديد من "المطعم البلدي" في مراكش

GMT 02:51 2015 الخميس ,08 تشرين الأول / أكتوبر

شاب هندي يعاني من مرض الشيخوخة المبكرة

GMT 23:51 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

تفاصيل "اجتماع الأزمة" بين أبرشان ولاعبي اتحاد طنجة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
RUE MOHAMED SMIHA,
ETG 6 APPT 602,
ANG DE TOURS,
CASABLANCA,
MOROCCO.
casablanca, Casablanca, Casablanca