“التبوريشة”: الصورة/ الرسالة !

الدار البيضاء اليوم  -

“التبوريشة” الصورة الرسالة

بقلم : المختار الغزيوي

كليشيه للتاريخ، صورة للخلود، برواز وإطار يصلحان لالتقاط هاته اللحظة التي لن تزول، ووضعها على جبين كل المغاربة دليلا على أن هذا الرجل/ الملك استثناء حقيقي في زمن عزت فيه الاستثناءات..

يوم السبت الفارط في الدار البيضاء لم يكن يوما عاديا. في مستشفى الشيخ خليفة بالعاصمة الاقتصادية يرقد رجل يسمى عبد الرحمان اليوسفي، كان له دوما وأبدا موعد مع تاريخ بلاده. قرابة الخامسة من بعد زوال ذلك السبت، يحل ضف خاص من نوعه على المستشفى..

يدخل ملك البلاد.

يقصد غرفة عبد الرحمان اليوسفي، يتمنى له الصحة والعافية، يسأله عن الصغيرة والكبيرة، ويلتقط معه الصورة التي ستظل…

صورة ملك البلاد وهو يقبل رأس اليوسفي.

المغاربة الذين يعرفون محمد السادس خير المعرفة، يعرفون عنه تواضعه، يدركون إنسانيته، خبروا غير ما مرة اقترابه من الناس، والتحامه بالجميع في هذا البلد، لكنهم السبت أحسوا جميعا في نفس اللحظة والحين بالقشعريرة، والكلمة هنا لن تؤدي معناها إذا قيلت بالعربية الفصحى، ولن تعبر عن مكنون الناس الفعلي يومها إلا إذا انتقلت إلى مغربيتنا وقيلت بدارجتنا التي نتحدثها فيما بيننا : “التبوريشة”.

هي “تبوريشة” البلد في لحظة من لحظات تاريخه المفصلية، دونما حكومة، أو على أهبة تكوينها، بعد انتخابات قيل فيها الشيء الكثير، وبعد أوان سياسي شك فيه من أراد الشك، وظل المغربي المؤمن بوطنه على العهد يقول “أثق في كلام محمد السادس إذا قال لي إنه سيحترم الديمقراطية”، وكذلك كان..

نجح المغرب في الامتحان، ورسب من شككوا. اتضحت النوايا، وانكشفت الأقنعة، وجفت الأقلام وطويت الصحف.

خرج المغرب – والمغرب لوحده منتصرا – فيما البقية يحصون الخسائر، ويسألون أنفسهم “كيف سيصلح عطارنا ماأفسده دهرنا وكلماتنا ودموعنا وقهقهاتنا وتشكيكنا واستقوائنا بالأجنبي وبقية الترهات؟”..

يوم السبت 15 أكتوبر 2016 وملك البلاد يطبع قبلة الجبين الإنسانية الموغلة في الاحترام على جبين تاريخ يسمى عبد الرحمان اليوسفي، كانت الساعة المغربية فقط تعدل عقاربها وتضبط الإيقاع كله مرة أخرى على التوقيت المغربي..

توقيت الرباط وسلا وماجاورهما، لا توقيت أي عاصمة أخرى في مكان آخر من هذا العالم الفسيح.

تلك التبوريشة التي عمت المغرب كله تقول لنا إن الرسالة وصلت إلى الجميع، وذلك هو الأهم في نهاية المطاف..

حمى الله المغرب العظيم..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

“التبوريشة” الصورة الرسالة “التبوريشة” الصورة الرسالة



GMT 04:18 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

الملك والشعب…والآخرون !

GMT 04:27 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

أطلقوا سراح العقل واعتقلوا كل الأغبياء !

GMT 06:11 2017 الخميس ,01 حزيران / يونيو

ولكنه ضحك كالبكا…

GMT 05:21 2017 الإثنين ,01 أيار / مايو

سبحان الذي جعلك وزيرا ياهذا!

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 15:38 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

انفراجات ومصالحات خلال هذا الشهر

GMT 04:11 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

تقنية جديدة تظهر النصِّ المخفي في المخطوطات القديمة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca