ابن كيران والتحكم: نربح ولا دبرو لراسكم !

الدار البيضاء اليوم  -

ابن كيران والتحكم نربح ولا دبرو لراسكم

بقلم : المختار الغزيوي

هناك اليوم رسالة واضحة المعالم وصلتنا جميعا من رئيس الحكومة أولا، من كتائب حزبه الإعلامية ثانيا، من حركته الدعوية ثالثا، من  المؤلفة جيوبهم وقلوبهم التابعين له رابعا، ومن كل الأمكنة خامسا تقول لنا بالصريح  لا بالتلميح: إما أن يفوز حزب العدالة والتنمية بالانتخابات المقبلة، ويواصل قيادة الحكومة بعد أكتوبر، وإما سيمسنا الطوفان.
وقد قالها زعيم شباب العدالة والتنمية بلغة عارية صريحة حد الشجاعة “لا يمكن أن نُستعمل في الإستقرار ثم نُرمى إلى مزبلة التاريخ‫”‬، بمعنى آخر “خلصونا على داكشي اللي درنا وإلا…”.
ليست هذه أول مرة يهدد فيها حزب أو جماعة البلد بالطوفان. عبد السلام ياسين غفر الله لنا وله، أرسى دعائم خروجه من البوتشيشية ودخوله دولة القومة والرؤيا علي رسالته الأشهر “الإسلام أو الطوفان” التي وجهها للراحل الحسن الثاني عليه كل الرحمات. رد الملك الراحل بطريقة فيها من السياسة والحصافة الشيء الكثير وأرسل عبد السلام ياسين إلى مستشفى المجانين – رغم علمه بأنه ليس مجنونا-  لكي يفسر له أن من يجرؤ على أن يهدد المغرب أو من يعتقد أنه والمغرب ندان هو مجنون رسمي .
طبعا ياسن رحمة الله عليه لم يكن يقصد بالإسلام إلا العدل والإحسان،  وإلا فإن المغاربة في أغلبيتهم مسلمون بالفطرة والسليقة قبل أن يولد الحيحي (لقب ياسين الحقيقي)، بل قبل أن يولد من ولدوه رحمه الله وغفر له مجددا كل الذنوب.
ذهب ياسين  إلى خالقه، وترك العدل والإحسان موزعة بين مواصلة الإيمان بالرؤى وإن غاب من كان يحلم لها، وبين الطرق على باب السفارة الأمريكية في الرباط لطرح السؤال “هل حان دورنا؟” وبين البحث في ثنايا الحراك الشعبي وفي تفاصيل الاحتجاجات القطاعية عن  طريقة ما للبقاء ولإيجاد التبرير لاستمرار قيادتها متحدثة للأتباع عن عديد الأشياء.
الآن جاء دور عبد الإله لكي يتسلم مشعل الطوفان هذا مع تعديل بسيط في السيناريو: الرجل وحزبه وحركته يقولون لنا إنهم الأحرص على استقرار البلد، والأكثر تشبثا بمؤسساته، لكنهم في الوقت ذاته لا يرون بديلا عن الطوفان إذا ما أتت النتائج بعكس مايتمنون أي بحزب آخر وبالتحديد الحزب المعلوم في أكتوبر المقبل.
عفوا، لكن المسألة لا تستقيم، وفي دواخلها فعلا تناقض كبير بين القول وبين الفعل مع أنه “كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالاتفعلون”.
ابن كيران وحزبه قالوها مرارا وتكرارا: حلمهم اليوم هو حل حزب الأصالة والمعاصرة، وإيقاف إلياس العماري عند حده، والتوقيع لهم على شيك على بياض لقيادة المرحلة المقبلة  و”راه ماغيكون غير الخير إن شاء الله”.
هذا الطلب مفهوم، لكنه غير ديمقراطي، ولو طالب كل واحد من الفاعلين السياسيين بحل أي حزب لايشاطره الرؤى، فسنجد أنفسنا أمام ماكينة حل تبدأ ولا تنتهي إلى أن نحل كل الأحزاب، وطبعا بقية الحكاية تعرفونها
لذلك وإن انزعجت الكتائب والمؤلفة قلوبهم وجيوبهم لابد أن نقولها للسيد عبد الإله إلى أن يقتنع بها : إبل المغرب لا تورد هكذا. لايمكن سيدي، إبحث عن طريقة ما لكي تدخل إلى ذهنك أنه من الممكن أن يوجد على نفس الأرض معك في نفس الوقت والمكان معارضون لك، بل ومخالفون، بل وخصوم، بل وأعداء دون أن يكون ردك الوحيد عليهم كل مرة هو : اقتلوهم حيث ثقفتموهم.
الديمقراطية هي القدرة على الاستماع للأصوات المخالفة، وقبول انتصارها عليك في الانتخابات إذا ماتم هذا الأمر. الديمقراطية ليست الإنصات لمونولوغك الداخلي سيدي، والأذان فينا صباح مساء “إما أن أنتصر وإما دبروا راسكم”..
للتذكير فقط “المغرب مدبر راسو‪”‬ قبل تأسيس حركة الإخوان الأم في مصر عام  1928 أي قبل أن تتأسس جماعات القطر المغربي كلها بوقت طويل.”
هذه هي الحقيقة الأهم. ماعداها مجرد تفاصيل ستذوب في العناوين العريضة، مثلما ذابت تفاصيل أخرى كثيرة قبلها.
إنتهى الكلام..مؤقتا بطبيعة الحال.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ابن كيران والتحكم نربح ولا دبرو لراسكم ابن كيران والتحكم نربح ولا دبرو لراسكم



GMT 04:18 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

الملك والشعب…والآخرون !

GMT 04:27 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

أطلقوا سراح العقل واعتقلوا كل الأغبياء !

GMT 06:11 2017 الخميس ,01 حزيران / يونيو

ولكنه ضحك كالبكا…

GMT 05:21 2017 الإثنين ,01 أيار / مايو

سبحان الذي جعلك وزيرا ياهذا!

GMT 12:18 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 19:14 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

يبدأ الشهر بالتخلص من بعض الحساسيات والنعرات

GMT 11:40 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 17:27 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 20:11 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تجنب الخيبات والارتباك وحافظ على رباطة جأشك

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 17:59 2019 الثلاثاء ,23 تموز / يوليو

تستاء من عدم تجاوب شخص تصبو إليه

GMT 11:31 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

منع جمهور الرجاء من رفع "تيفو" أمام الترجي

GMT 08:41 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة وصادمة في حادث قتل الطفلة "إخلاص" في ميضار

GMT 06:39 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"بيكوربونات الصودا" حل طبيعي للتخفيف من كابوس الشعر الدهني
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca