المظلومية كبرنامج انتخابي !

الدار البيضاء اليوم  -

المظلومية كبرنامج انتخابي

بقلم : المختار الغزيوي

ليس للعدالة والتنمية مايقدمه للناس في الانتخابات المقبلة سوى برنامج واحد هو : المظلومية
الحزب الذي اعتقد المغاربة المصوتون أنهم وهم يمنحونه مقاليد الحكومة (لا الحكم ولا التحكم، شكرا سيد ابن كيران على التوضيح ) سوف يغير شكل حياتهم، وسوف يقدم لهم بعض “الرفاه” (الإسم القديم لحزب العدالة والتنمية التركي) لم يقدم لهم، منذ صعد إلى رئاسة الحكومة سى اجترار الشكوى من الظلم الذي يتعرض له يوميا، مع أن الشكوى لله وحده ودون ذلك فهي مذلة أولا، ومع أن الدستور الجديد يختلف عن دساتير الحكومات السابقة، ويعطي لرئيس الحكومة وللحزب الذي يقود الأغلبية عديد السلطات مما لم يقو البيجيدي أبدا على الصعود أو الارتقاء إلى مستوى تنزيله.
ابتدأ الأمر بتماسيح عبد الإله وعفاريته الشهيرة، وشيئا فشيئا بدأ الرجل يبحث عن كلمة أخرى ينحتها تتيح له التعبير عما يريد قوله، دون أن تضحك الناس الذين لم يكون يتوقعون أنهم صوتوا على رئيس حكومة يخشى العفاريت، ويرى التماسيح في كل مكان حتى خارج حديقة الحيوان
اكتشف ابن كيران بعد جهد جهيد كلمة “التحكم”، واستعملها هو والمؤلفة قلوبهم وجيوبهم في إعلامه والإعلام التابع له، واستطاع أن يخوض الانتخابات الجماعية بنفس البرنامج الذي سيخوض به انتخابات السابع من أكتوبر المقبل “أنا ضحية، وماخلاونيش نخدم”.
المنطق السليم يقول إن من استطاع العفاريت والتماسيح ثم التحكم فيما بعد أن يمنعوه من العمل طيلة هاته الخمس سنوات لن يستطيع لنا شيئا في الخمس سنوات المقبلة، وبالتالي فإن تصويتنا عليه سيكون مضيعة حقيقية لأصواتنا.
الأفضل من ذلك تصويت ذكي نمنح بموجبه ما تيسر لنا من أصوات لحزب أو شخص لا يرى العفاريت والتماسيح في كل مكان، ولا يمضي اليوم بطوله يقول لنا إن مهمته هي أن يواجه التحكم، وأساسا لا يقضي أربع سنوات من ولايته الحكومية يقول لنا “واش كاين شي حد كيدي على الهضرة ديال شباط؟”، وحين اقتنعنا بما يقوله وصدقنا رأيه في عمدة فاس السابق تحالف معه، ودفعه إلى أن يقول بأنه هو الآخر “مستعد للجهاد ضد التحكم وإن أدى به الأمر إلى الاستشهاد”؟
وبمناسبة الاستشهاد والقاموس الحربي الذي يريد بعض أنصار العدالة والتنمية جرنا إليه بأي شكل من الأشكال، لا بأس من القول إن من دفع الداخلية إلى إصدار بيان ضد “البيجيدي” في نازلة ساقية أرفود هو البيجيدي نفسه الذي يعرف أن المظلومية لوحدها لن تكفي في الانتخابات المقبلة، لذلك كان لابد من جثة يتم الركوب عليها وإن تم التشهير بالراحل المسكين الحبيب الشاوي ووضع صور له لا تليق ولا يجوز إشهارها في الأنترنيت.
نحن المسلمون العاديون نؤمن بأن إكرام الميت دفنه، مثلما علمنا ديننا. مسلمو السياسة يؤمنون بشيء آخر: الميت إذا كان يصلح للمتاجرة به لم لا؟
ذلك هو الفرق بين الأشياء في نهاية المطاف: أي بين من يجعل الدين وشعاراته وكلام الله المقدس وهدي نبيه صلى الله عليه وسلم برنامجا للوصول إلى المجالس البلدية وقبة البرلمان والحكومة وما إليه، وبين من يعتبر أن الدين منزه عن هذا العبث، وأن من لا يتوفر على برنامج حقيقي يتقدم به إلى الناس عليه فقط ألا يتقدم إلى الناس، لا أن يكذب عليهم كل مرة بخدعة جديدة…

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المظلومية كبرنامج انتخابي المظلومية كبرنامج انتخابي



GMT 04:18 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

الملك والشعب…والآخرون !

GMT 04:27 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

أطلقوا سراح العقل واعتقلوا كل الأغبياء !

GMT 06:11 2017 الخميس ,01 حزيران / يونيو

ولكنه ضحك كالبكا…

GMT 05:21 2017 الإثنين ,01 أيار / مايو

سبحان الذي جعلك وزيرا ياهذا!

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 15:38 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

انفراجات ومصالحات خلال هذا الشهر

GMT 04:11 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

تقنية جديدة تظهر النصِّ المخفي في المخطوطات القديمة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca