أين غابت الحكومة؟

الدار البيضاء اليوم  -

أين غابت الحكومة

بقلم عبد الحميد الجماهري

ما كنت لأبحث عن العلاقة بين الحكومة والغياب، لو أن الأمر كان مجرد تحصيل سياسي من سجال عاد، بين صحافي ومن يقود سياسة بلاده العمومية.
لكن الغياب الذي نطرحه ها هنا ، يمس البلاد.
فالأمانة العامة تدخل في حرب مفتوحة مع المغرب، الذي تصفه بالبلاد المحتل، 
والحكومة تفكر في أبسط طريقة لكي تخرس عشرة الاف استاذ يبحثون عن خط فاصل بين الوهم ووطنهم!
والبلاد تواجه عسكرة حقيقية واستنفارا تقوده الجزائر، بكل جنون العظمة التي بقيت في أعين الجنرال وبريق السراب في تندوف، الذي يسكن الانفصاليين
والحكومة تباشر حربا شعواءعلى الاساتذة وعلى المعارضة وعلى الوزراء الذين يبحثون عن حل حتى يعرف الأساتذة بأن الحل ممكن وأن المستحيل لن يكون مبررا …لليأس القاتل!
تلتقي الأمانة العامة للأمم المتحدة مع فلول الوهم المتحدة في تندوف، تحت راية الرئيس بوتفليقة الذي أعاده الكرسي الهزاز، في الأروقة الباردة لعزلته بالقصر الرئاسي إلى مراودة الحرب الباردة عن نفسها والحكومة تتوعد الغاضبين بفيلق من السواعد المتمرنة على الهجوم، الافتراضي والواقعي..
ترفع أوروبا في وجه المغرب كل نزعاتها الاستعلائية، وتريد أن تقنع العالم بأن الأرض ليس أرضه، عندما تحكم المحكمة الاوروبية لفائدة فصيل الوهم الرملي في تندوف..
في حين يخرج وزراء الحكومة ليعلنوا في الناس أنهم سيفككون التربية الوطنية، ويفصلون البلاد عن مدرستها
ويفصلون المرضى عن حقهم العمومي في التطبيب، كما لو أن الذين يخوضون حرب الوحدة وحرب الدفاع عن البلاد ليس لهم سوى الحق في الدفاع عنها من مقعد خارج المدرسة ومن سرير خارج المستشفى..
ترسل دولة الخلافة في صحراء ليبيا وفي مفازات حلب رسلها الكاذبين الى كل دوار في البلاد والى كل قرية في البلاد
والى كل حي في البلاد..
والحكومة تصفر لحنها الحزين على شاطيء بعيد وتتوعد النقابات بحفل تنكري في أيامها الاخيرة.. 
وتتهم من يسائلها بسوء نية واضحة في تغيير….اللحن!
يحاول فصيل مشترك بين الارهابيين والانفصاليين والهيمنيين والمهدسين الجدد لعقارات الدول الصغيرة أن يسرقوا بلادا بكاملها والحكومة تنتشي وهي تفتش في جيوب المأجورين عن آخر درهم يمكن أن يفلتوا به بعد اضراب يشعرهم بأنهم حقا مواطنون..
ومن فرط ما تعاظمت أمامنا أسئلة الوجود، شعرنا وكأن الحكومة لا تجيد سوى حروب .. الطواحين في مزارات تسكنها الاشباح!
للحكومة الحق في الغياب، على ألا تطلب من الوطن أن يدفع ثمنه أو تطالبه بتعويضه في العبث معها في قضايا تهم الافق الضيق الذي اصبحت السياسة ترضى به في زمن العواصف!
للذين يفضلون الأناقة الفكرية بالقول :هذا دليل بأننا شعب حي، وسنظهرللعالم أن القضايا الكبرى لا تشغلنا عن الصراعات الصغيرة والقرارات الاصغر نقول:كلا، البلاد ليست في حاجة الى العبث لكي تبدو مستقيمة ديموقراطيا وسياسيا ومستعدة لتحمل الكلفة المخيفة لسيادة المصالح الضيقة والتفكير الهزيل!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أين غابت الحكومة أين غابت الحكومة



GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 15:38 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

انفراجات ومصالحات خلال هذا الشهر

GMT 04:11 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

تقنية جديدة تظهر النصِّ المخفي في المخطوطات القديمة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca