سنة، بلا جيوب خفية للأحزان!

الدار البيضاء اليوم  -

سنة، بلا جيوب خفية للأحزان

بقلم : عبد الحميد الجماهري

سأطلب من الله أن تكون 
السنة القادمة
هي نفس السنة …القديمة
وأتوسل إليه كي يحذف منها بعض الأشياء ….
فقط!
التي تجعل 2016 غير قابلة للتكرار
كأن يُسقط الحرب في حالة شلل نصفي
تشتعل فقط لدى الشعوب التي تكره
الاحتلال ..
أن يعفي الأمهات من أخطاء الأولاد
وأن يجعل في حكم الله القادم
إعادة الانتخابات…
أريد منه تعالى أن يحذف الفشل
من لائحة اليسار..
وألا يضيفه إلى اليمين لكي أكون عادلا..
سأطلب من الله أن تكون 
هذه السنة
هي نفس السنة 
بأن يترك القمر في مكانه ،
مقابل نافذتي..
وألا يحدث ما يجعلني أغير مكان
الشرفة..
أريد أن تتكرر السنة
وأن يحذف الله الحظوظ السيئة لكل المهاجرين
والعشاق…
والذين ينتظرون عملا في حقول الآخرين..
لبناء 
القصيدة 
من عشب لم ترق فوقه الدماء
أريدها سنة يكون الوفاء فيها موجودا بكميات وافرة ، 
وأن تسقط بعض الأقنعة..
من اليوم الأول
حتى لا »أربي كبدة« عليها طوال عام ثم تتهاوى..
و أن تعود المدرسة بسيطة
بسيطة للغاية حتى نود
إغراء أبنائنا بدخولها
وأن نجد فيها الطفولة ذاتها فوق المقاعد الخشبية
وأعشاب الجدران..
أريد منه تعالى أن يبعث من بين كل الفصائل المسلحة
من يجدد للدين سماحته
وأن تصاب شعوب الشرق بفقدان الذاكرة…
تماما لتنسى الذبح على شاشات العالم
سنة أخرى بدون شهداء
ولا فائض قيمة 
في الذبح
أريد مزيدا من الطيور بأسمائها
و مزيدا من أسماء الورود ..
و أنبياء العصر الساقط 
أقل 
ورسلا جددا أقل..
أريد نفس السنة
دون أن أهيل التراب 
على بسمات الأصدقاء
ولا أهيل الدموع..
على حزن مشاع بين من أحب..
أريدها نفس السنة
مع…فارق بسيط ، 
أن يحسب العمر بدون خطأ..
ولا نقصان فقط 
أن يقلل أصدقائي من موت!
وأن يجتهد الحظ قليلا..
مع الأرامل 
وسكان الأعشاش
ومدن الصفيح…
وضحايا الطرق..
وأن يرى الناس وجوههم في المرآة وأن يروا لونا الكرامة 
يبهج سحناتهم الشاحبة..
وأن تكون السياسة مثل الحدائق مليئة بالنور 
وبالشجر
وبالمتنزهين الذين يحبون المرور العابر في الكراسي
وينتقلون إلى حياة أخرى…
سأطلب من الله أن تكون 
السنة القادمة
هي نفس السنة …القديمة..
سنة يمكن للنساء أن يحببن أبناءهن
وبناتهن
وأزواجهن… 
وعشاقهن…
بدون الخوف من أن السنة جزء من … الزمن!
سنة 
من بذلات واسعة للفرح
بلا جيوب خفية للأحزان..
سنة بكل أحبابي..
وعاداتي الصغيرات 
بأعداء أقل..ما استطاعوا
لا ما استطعت!
بالوردة ذاتها..
باللغة ذاتها..
بالمشاعر ذاتها التي تنهر العالم
كلما استسلم للقتل..

المصدر : صحيفة الاتحاد الإشتراكي

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سنة، بلا جيوب خفية للأحزان سنة، بلا جيوب خفية للأحزان



GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 15:38 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

انفراجات ومصالحات خلال هذا الشهر

GMT 04:11 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

تقنية جديدة تظهر النصِّ المخفي في المخطوطات القديمة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca