لا خوف على المزابل منا..؟

الدار البيضاء اليوم  -

لا خوف على المزابل منا

بقلم : عبد الحميد الجماهري

أغرب ما قرأته عن قضية النفايات الإيطالية هو الاستغراب الذي عبرت عنه كيانات سياسية عن الضجة التي رافقت القضية!
يستفاد مما سبق ما يلي:
لا يحق للشعب أن يغضب من نفايات غيره 
وهي نفايات متقدمة
ديمقراطية
غربية
بل مرت عليها عشرات السنين، حتى أنها أصبحت تشعر بأنها معنية بالعيد بيننا كأي فرد من العائلة ..!
لا ترى نفسها غريبة في بلادنا..
هذا الشعب ما زال يتخبط في نفايات أقل شأنا..وعليه أن يفتخر بأن الحظ أتاه بنفايات قادرة على تحريك عجلة الاقتصاد:
نفايات تعطيه الإسمنت 
الإسمنت الذي يبني به بيتا
والبيت الذي صار له ولأهله سكنا!
من حق الذين جاؤوا بهذه النفايات أن يستغربوا كيف لشعب مازال يجد صعوبة في جمع» زبله«، أن يغضب لزبل مصنع؟
كيف لشعب لا يفقه بأن جزءا من حياته الجماعية .. نفاية ، ليس من حقه أن يسأل حكومة »نظيفة« حد الديمقراطية ….
حد الشبع!
أليس هذا الشعب هو الذي يجد ضالته في النفايات ورزقه حتى:
وكل حسب درجته، النفايات الإيطالية للأثرياء
كما النفايات المحلية للفقراء..
أين المشكلة يا شعب؟..
لقد انبنت الرأسمالية على توزيع العمل: الشعب ينقب في المزابل المحلية
والمسؤولون في المزابل المستوردة..
أليس كل ما هو مستورد، جميل ومتقدم..
كيف تقبلون باستيراد الأفكار المرفوضة في الغرب، مثل حقوق الإنسان والديمقراطية وحرية المعتقد وترفضون النفايات المادية .. من الغرب المادي الذي تحبون؟
على هذا الشعب أن يفرح، وأن يشعر بالنعمة:
فهذه النفايات تخضع للتحاليل لكي يثبت أصحابها أنها بصحة جيدة، تصلح بالفعل أن تكون نفايات بتغطية صحية تضمن للمغرب اقتصادا سليما:
شعب لا يجد تحاليل صحية لنفسه، عليه أن يبارك المسؤولين ، لأنهم سيخضعون النفايات للمختبرات حفاظا على صحته التي لا يستطيع أن يضمن تحاليلها… بنفس الجودة التي تتمتع بها «عجلات» فيراري الطيبة الذكر!
هي ذي قمة الإيثار والسخاء لدى المسؤولين..
هي مناسبة أيضا للشعب كي يتعلم السياسة بفعل النفايات:
لا أحد يعرف القرار.. ومصدره!
فالأغلبية أول من يسأل الأغلبية
ورائحة ما غير عطرة تثير النقع، موعدها أكتوبر.. 
لتكن هذه النفايات نووية حتى …
فما الذي يثير غضبك يا شعب؟
فما هي إلا مناسبة لخلق جديد 
ألمْ يبدأ الكون بنفايات نووية؟
أليس »البينغ بانغ« أو الانفجار الكبير ..كان قد خلف وراءه غبارا، مثل أي نفايات نووية ، وكان أصل الكون كما يقول العلماء؟..
ولكن بما أننا لا نساهم في الحضارة النووية فإننا نخاف منها، عكس أصحاب القرار العالمِين بكل أحوال العالمَين..
أيها الشعب :
العالم في الخارطة الصناعية مقسم إلى دول غنية، مثل إيطاليا
وفرنسا
والباقي .. 
دول تنقب في النفايات عن معدل مرتفع للنمو!
ما كان لأحد أن يصدق بأن النفايات يمكن أن يكون لها كل هذا الضجيج…
لكنها »الكوب 22«، مع تدبير »وزيرة 22«..ساعة عمل!
لماذا يستغرب شعب يرى
بأم عينيه
وسيرى ولا شك 
أن السياسة ، مثلها مثل جزء من الحياة العامة تتغذى أحيانا من .. نفاياتها….
ومن مزابلها..
شعب ينكر بأن التاريخ، هذا الكائن الأعظم يحتفظ بدوره بمزبلته الخاصة للكثيرين من الكبار….
وهي بالنسبة له تمثل 
الجناح الملكي لهمsuite royale!! 
لا تصدق يا شعب، قول السوء في المزابل :
ففيها
تحف
وإيديولوجيات 
وشخصيات كانت لها قامات
وأحداث عظيمة…
دعونا ننقب فيها، فقد نعثر على إيديولوجيا عظيمة
أو تحفة
أو شخصية فريدة..
انتبه إلى كل الذين يخافون من أن ينتهي بهم الحال فيها لكي تعرف قيمتها..!
إذن؟
لا خوف على المزابل والنفايات… منا!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا خوف على المزابل منا لا خوف على المزابل منا



GMT 12:18 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 19:14 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

يبدأ الشهر بالتخلص من بعض الحساسيات والنعرات

GMT 11:40 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 17:27 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 20:11 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تجنب الخيبات والارتباك وحافظ على رباطة جأشك

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 17:59 2019 الثلاثاء ,23 تموز / يوليو

تستاء من عدم تجاوب شخص تصبو إليه

GMT 11:31 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

منع جمهور الرجاء من رفع "تيفو" أمام الترجي

GMT 08:41 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة وصادمة في حادث قتل الطفلة "إخلاص" في ميضار

GMT 06:39 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"بيكوربونات الصودا" حل طبيعي للتخفيف من كابوس الشعر الدهني
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca