المغرب يفاوض أمريكا حول الصحراء!!!

الدار البيضاء اليوم  -

المغرب يفاوض أمريكا حول الصحراء

بقلم عبد الحميد الجماهري

دخلت المفاوضات حول مشروع قرار حول الصحراء دقائق الأمتار الأخيرة، وما زلنا في وضع ترقب كبير… 
يد على القلب
ويد عَلْ القرص ، باللغة الدارجة..
أمريكا ، وأمريكا دائما ، وبوجه سافر هذه المرة تسعى إلى قلب المعادلة برمتها ومعاقبة المغرب على حريته في أن يكون كما يريد لا كما تريد له أجندة خارجية!
وأمريكا أصبحت قِبلة القادة الانفصاليين ،الذين صاروا يحيّون مواقفها… ويعتبرونها مقياس الحكم على الآخرين، من الدول ومن العواصم ومن المراكز.
فقد كان ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة أحمد بوخاري قد صرح لوكالة الأنباء الجزائرية ،أول الأربعاء، أن »فرنسا تقوم بعمل عدائي من أجل شل المبادرة الأمريكية«.
(انظر التفاصيل في مقال الجريدة حول الموضوع ).
قدمت الولايات المتحدة الأربعاء إلى شركائها في مجلس الأمن الدولي، مشروع قرار »يشدد على الضرورة الملحة لأن تستأنف بعثة الأمم المتحدة في الصحراء عملها بصورة كاملة«، ويمهل الرباط والمنظمة الدولية أربعة أشهر للاتفاق على هذا الأمر.
ويطلب مشروع القرار من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن يبلغ مجلس الأمن في غضون أربعة أشهر ما إذا كانت البعثة استعادت قدرتها على العمل بصورة كاملة أم لا.
وفي حال أتت إجابة الأمين العام سلبية، فإن مجلس الأمن يعرب عن استعداده »للنظر في أفضل السبل التي يمكن أن تسهل تحقيق هذا الهدف«، بحسب مشروع القرار.
سننتظر التصويت يوم الجمعة، لكي نعرف الصيغة النهائية للقرار، لكن من الآن يبدو أن الولايات المتحدة عازمة على:
1 - أن تعيد المينورسو بكل الصلاحيات، وبالتالي بكامل الترسانة ، وترغم المغرب على قبول القرار وأن يعيش مدة أربعة أشهر تحت الضغط..وتحت «المحمية».
2 - فرض قرار مضاد لما اتخذه المغرب، عندما استغنى عن المكون المدني في بعثة المينورسو، وهذا يكون قرارا بطعم الإذعان في الانحياز إلى أطروحة الانفصال.
3 -إعطاء كامل الصلاحية، وهذه الاخيرة مطاطة وقد تعني ما تريده القوة العظمى أكثر، لا سيما وأنها وضعت المهمة تحت طائلة رأي الأمين العام، وهو بذلك سيواصل، من موقعه كمسؤول منحاز ومناهض للمغرب، مهمة مراقبة المهمة طيلة هذه المدة قبل العودة إلى مجلس الأمن ليحدد مدى »عودة المينورسو إلى استئناف مهامها«،كما يريدها.
نحن أمام انقلاب كبير في الموقف الأمريكي لا يخضع لأي منطق غير منطق المصلحة وترتيب الأولويات في المنطقة عبر إضعاف المغرب وموقفه التفاوضي.
فما العمل؟
ليس أمام المغرب سوى أن يواصل، بعد صدور القرار، عرضه الاستراتيجي الجديد، بشكل استراتيجي ، أي لا يخضع لتقلبات اللحظة.
شراكة استراتيجية مع موسكو
وشراكة استراتيجية مع الصين 
ومع الهند، ومع تقوية القطبية المتعددة في ملف الصحراء، حتى لا تكون أمريكا هي الوصي الوحيد على الملف.
نحن نفاوض أمريكا عن القضية وليس البوليساريو..
وليس أمام المغرب سوى أن يعمل على تأهيل ذاته، بشكل تعبوي جماعي من خلال استكمال الترسانة الدستورية الضامنة للعمل الرفيع، من قبيل المجلس الأعلى للأمن، بحيث تكون القضية، كما قال جلالة الملك في الرياض، قضية شعب لا قضية نظام سياسي ..
وعليه أيضا أن يعيد النظر في شروط تقديم الحكم الذاتي، والذي أصبح يعتبر ، كما لو أنه تنازل قد يفضي إلى تنازل أكبر كما تريد العقيدة الجزائرية والتي تبنتها أمريكا..
وليس أمامه سوى أن يطرح القضية المتعلقة بالمينورسو في شموليتها، إن لم يطرح السؤال:ألم نتأخر في عرض قضية إنهاء مهامها بعد أن توقف مسلسل الاستفتاء وتبينت استحالته، وبعد أن تبين أن التسوية السياسية وقفت بسبب رفض الحكم الذاتي؟
وتظل أمريكا هي الطاعون ..!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المغرب يفاوض أمريكا حول الصحراء المغرب يفاوض أمريكا حول الصحراء



GMT 12:18 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 19:14 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

يبدأ الشهر بالتخلص من بعض الحساسيات والنعرات

GMT 11:40 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 17:27 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 20:11 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تجنب الخيبات والارتباك وحافظ على رباطة جأشك

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 17:59 2019 الثلاثاء ,23 تموز / يوليو

تستاء من عدم تجاوب شخص تصبو إليه

GMT 11:31 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

منع جمهور الرجاء من رفع "تيفو" أمام الترجي

GMT 08:41 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة وصادمة في حادث قتل الطفلة "إخلاص" في ميضار

GMT 06:39 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"بيكوربونات الصودا" حل طبيعي للتخفيف من كابوس الشعر الدهني
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca