انتخابات بدون نتائج

الدار البيضاء اليوم  -

انتخابات بدون نتائج

بقلم : حسن طارق

لحد الآن، ترفض وزارة الداخلية الكشف عن النتائج المفصلة للانتخابات الجماعية الأخيرة .
تفعل ذلك، بالرغم مما رشح من أخبار حول توجيهات صدرت عن رئيس الحكومة كمشرف سياسي على الانتخابات، إلى الإدارة الترابية بالإسراع بنشر النتائج فور استكمال عناصرها، وبالرغم من توصلها بأكثر من سؤال برلماني في الموضوع، موجه من طرف نواب في الأغلبية والمعارضة، وبالرغم من أن ثلاثة أحزاب على الأقل عبّرت رسميا عن المطلب، الذي سبق أن نادت به كذلك، جمعية رؤساء الجماعات المحلية، وهو المطلب نفسه الذي ظل حاضرا خلال السنوات الأخيرة لدى كل تنسيقيات رصد وملاحظة الانتخابات .
في المعايير الدولية للنظم الانتخابية، فإن إجراءات النشر تشكل أحد مؤشرات الشفافية والنزاهة، وأكثر من ذلك، فالمنطق السليم لوحده يجعل – ببداهة- من قاعدة النشر أحد مستلزمات استكمال الشرعية الانتخابية.
مع دستور 2011 أصبح الوصول إلى المعلومات حقا مكتسبا. في التجارب المقارنة والممارسات الفُضلى المتعلقة بتنظيم هذا الحق الحيوي، فإن مضامين قائمة النشر الاستباقي تشكل إحدى علامات التقدم القانوني والمعياري.
موضوع هذه القائمة يتضمن جردا للمعلومات التي تلتزم السلطات العمومية بتقديمها تلقائيا للعموم، بدون إثارة المواطن لمسطرة الطلب الفردي .
لذلك، وخلال فترة الحوار العمومي الواسع حول مقترح ومشروع القانون المتعلق بالوصول إلى المعلومات، طالبت مجموعة من الهيئات المترافعة في هذا الشأن بإدراج نتائج الانتخابات ضمن هذا القائمة.
المجلس الوطني لحقوق الإنسان في مذكرته حول هذا القانون، كان بدوره قد دعا الحكومة والبرلمان إلى ضرورة إقرار النشر التلقائي للنتائج التفصيلية للانتخابات.
لم يتم – بعد – التصويت داخل مجلس النواب على هذا النص القانوني (الذي أصبح يشكل أرقا حقيقيا للتحالف السلطوي – الريعي)، لكن التعديلات التي قدمتها فرق الأغلبية تتضمن كذلك، إضافة بند متعلق بنشر نتائج الاقتراعات التشريعية والجماعية.
في كواليس البرلمان، هناك حديث اليوم، على أن أحد “العوامل المتعددة” في تلكؤ المصادقة على هذا القانون (في أفق إقباره)، هو تحفظ بعض الجهات الحكومية على هذا التعديل .
نتائج الانتخابات، لا تدخل بالقطع في خانة المعلومات التي حصّن المُشرِّع الدستوري سريتها في فصله 27، ذلك أنها غير ذات علاقة بالمطلق بمجالات الدفاع الوطني، أو الأمن الداخلي والخارجي للبلاد، أو الحياة الخاصة للأفراد، أو بالمساس بالحقوق والحريات الدستورية الأساسية.
لذلك، فالحصول عليها بمقتضى الدستور، حق مكفول للمواطنين مادامت جزءا من المعلومات الموجودة في حوزة الإدارة العمومية .
المكان الطبيعي للنتائج الكاملة للانتخابات، هو الجريدة الرسمية، وأرقامها وتفاصيلها هي بالطبيعة مِلكٌ لكل الناخبين والباحثين والإعلاميين والفاعلين السياسيين.
انتخابات بدون نتائج منشورة هي انتخابات مشوبة بعيب في الشرعية، وهي بالتأكيد تعبير عن إرادة واضحة في رمي العملية الانتخابية في دائرة الهشاشة، وتعليق التمرين الديمقراطي على مشجب التقديرية السياسية للسلطة .

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتخابات بدون نتائج انتخابات بدون نتائج



GMT 09:40 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

فعول، فاعلاتن، مستفعلن.. و»تفعيل» !

GMT 06:51 2018 الثلاثاء ,13 آذار/ مارس

من يسار ويمين إلى قوميين وشعبويين

GMT 07:57 2018 الثلاثاء ,06 آذار/ مارس

أسوأ من انتخابات سابقة لأوانها!

GMT 06:13 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

خطة حقوق الإنسان: السياق ضد النص

GMT 07:07 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

المهنة: مكتب دراسات

GMT 12:18 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 19:14 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

يبدأ الشهر بالتخلص من بعض الحساسيات والنعرات

GMT 11:40 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 17:27 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 20:11 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تجنب الخيبات والارتباك وحافظ على رباطة جأشك

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 17:59 2019 الثلاثاء ,23 تموز / يوليو

تستاء من عدم تجاوب شخص تصبو إليه

GMT 11:31 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

منع جمهور الرجاء من رفع "تيفو" أمام الترجي

GMT 08:41 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة وصادمة في حادث قتل الطفلة "إخلاص" في ميضار

GMT 06:39 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"بيكوربونات الصودا" حل طبيعي للتخفيف من كابوس الشعر الدهني
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca