العثماني يكشف أوراق حزبه

الدار البيضاء اليوم  -

العثماني يكشف أوراق حزبه

بقلم : ادريس الكنبوري

رمى سعدالدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، حجرة في بركة حزبه العدالة والتنمية، الذي كان يرسل الإشارات تلو الأخرى خلال الأيام القليلة الماضية حول وجود انقسام بداخله بخصوص موضوع تشكيل الحكومة وطبيعة المشاورات التي قادها العثماني و”التنازلات” التي قدمها هذا الأخير.

فقد قال العثماني خلال أول لقاء يعقده مع الفريق البرلماني لحزبه بالرباط إن جميع القرارات التي صدرت عنه خلال مشاورات تشكيل الحكومة كانت محط نقاش داخل الحزب وبموافقته، وفي مقدمة تلك القرارات ضم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إلى الفريق الحكومي، بل إن العثماني زاد قائلا إنه لو كان الحزب قد طلب منه الاعتذار للملك عن تكليفه بتشكيل الحكومة لفعل، وإن الحزب هو الذي يقرر وليس الأشخاص.

هذا الموقف المثير من جانب العثماني يأتي في سياق الجدل الذي أثير في الآونة الأخيرة بين بعض الأطراف داخل حزب العدالة والتنمية، ممن حاولوا إظهار هذا الأخير وكأنه يعيش حالة انقسام بسبب التشكيلة الحكومية الجديدة، وأن هناك “رفضا” من جانب الكثيرين لتلك التشكيلة، إلى حد أنه تم ترويج الحديث عن إمكانية تصويت الفريق البرلماني للحزب ضد البرنامج الحكومي الذي من المزمع أن يتقدم به العثماني خلال الأسبوع الجاري أمام مجلسي البرلمان.

ويظهر أن الحزب، الذي امتلك خبرة واسعة في المعارك الإعلامية وفي افتعال المواقف، كان يريد التغطية على حجم التنازلات التي قدمها بعد الإعفاء الملكي لعبدالإله بن كيران، الذي فشل في تكوين حكومة بعد قرابة ستة أشهر من المفاوضات مع الأحزاب السياسية، بسبب طرحه لشروط لم تقبلها هذه الأخيرة، ومن جملتها رفضه ضم حزب الاتحاد الاشتراكي إلى حكومته، وهو الشرط الذي ظل عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، متشبثا به إلى اللحظة الأخيرة.

وبهدف تقليل الخسائر في مواجهة قاعدته الناخبة والرأي العام، الذي بات ينظر إلى الحزب بوصفه تنظيما ذا خطاب مزدوج، سعى بعض مسؤوليه إلى أن يروجوا على نطاق واسع أن حكومة العثماني غير مقبولة داخل الحزب، وأن هذا الأخير يتحفظ عليها ويعتبرها تنازلا عن السقف الذي كان يطرحه بن كيران. ولتحسين الصورة أكثر عمد البعض إلى نشر إشاعات تقول إن بعض أعضاء الحزب تم اقتراحهم في الحكومة الجديدة لكنهم اعتذروا للعثماني، وذلك لمزيد تأكيد أطروحة الانقسام داخل الحزب حيال الحكومة.

وقد جاء تقديم بن كيران لاستقالته من منصبه البرلماني، الأربعاء الماضي، بمثابة تأكيد إضافي لكون الحزب تخلى عنه بعد اتضاح الأمور وتشكيل حكومة العثماني، إذ يبدو أن الأمين العام للحزب أراد النأي بنفسه عن حكومة زميله قبيل طرح البرنامج الحكومي للتصويت عليه، وهو ما أراد بن كيران التحايل عليه لكي لا يضطر إلى منح تصويته إيجابا عليه.

استقالة رأى فيها البعض تهربا من جانب بن كيران من مواجهة الخيارات السياسية الجديدة للحزب الذي يقوده، فيما نظر إليها آخرون بوصفها انعكاسا للتناقضات التي يعيشها الحزب، ذلك أن بن كيران الذي يتحاشى الإعراب العلني عن تأييده لحكومة العثماني، هو نفسه من يدعو أعضاء حزبه إلى الالتفاف عليها ومساندتها، الأمر الذي يجعل الكثيرين يفسرون موقفه على أساس أنه بحث عن “مخرج سياسي” بعد الإعفاء الملكي، من دون التورط في إعطاء موقف صريح وواضح من الحكومة.

ولعل التصريحات الأخيرة لسعدالدين العثماني أمام فريق حزبه في البرلمان، إعلان رسمي بعدم وجود أي خلاف داخل حزب العدالة والتنمية إزاء الحكومة الجديدة، وفي نفس الوقت رد ضمني على بعض المواقف التي كانت تذهب إلى القول إن الحزب قد يتخذ مسافة من هذه الحكومة، وأنه قد يرسل إشارات سلبية خلال جلسة مناقشة التصريح الحكومي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العثماني يكشف أوراق حزبه العثماني يكشف أوراق حزبه



GMT 08:22 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

"إيتا" الباسكية تنهي حقبة الدماء في إسبانيا

GMT 01:23 2018 الخميس ,27 أيلول / سبتمبر

تحولات في جغرافيا الإرهاب

GMT 03:29 2018 الجمعة ,07 أيلول / سبتمبر

أردوغان وسياسات المباغتة

GMT 05:20 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

موسم سقوط العمائم

GMT 04:12 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

الإرهاب والفساد السياسي

GMT 12:18 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 19:14 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

يبدأ الشهر بالتخلص من بعض الحساسيات والنعرات

GMT 11:40 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 17:27 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 20:11 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تجنب الخيبات والارتباك وحافظ على رباطة جأشك

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 17:59 2019 الثلاثاء ,23 تموز / يوليو

تستاء من عدم تجاوب شخص تصبو إليه

GMT 11:31 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

منع جمهور الرجاء من رفع "تيفو" أمام الترجي

GMT 08:41 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة وصادمة في حادث قتل الطفلة "إخلاص" في ميضار

GMT 06:39 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"بيكوربونات الصودا" حل طبيعي للتخفيف من كابوس الشعر الدهني

GMT 00:42 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

تعرف على أبرز صفات "أهل النار"

GMT 15:58 2018 الأحد ,08 إبريل / نيسان

"القرفة" لشعر صحي بلا مشاكل ولعلاج الصلع

GMT 11:49 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

توقيف صاحب ملهى ليلي معروف لإهانته رجل أمن

GMT 11:52 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

"زيت الخردل" لشعر صحي ناعم بلا مشاكل
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca