القاهرة - الدار البيضاء اليوم
لنا إلى ختام أسبوع الموضة من باريس الذي يسدل الستار عن إبداعات عواصم الموضة العالمية على مدار الشهر، وكما يُقال "احتفظ بالأجمل للختام" اصطحبنا نيكولا غيسكيير المدير الإبداعي لدار لويس فويتون Louis Vuitton لا في رحلة واحدة لكن في عدة جولات إلى عصور مُختلفة ومصادر إلهام من شخصيات متنوعة لينسج تشكيلة صيف 2020 من فنون القرن العشرين وتطلعات عصرنا الحالي.
منصة عرض جريئة
في باحة اللوفر ومباشرة بعد غروب الشمس، ابتعد غيسكيير عن المنصة التقليدية وجازف كثيراً حين قرر أن تكون خلفية الممشى شاشة عملاقة تعرض أغنية المُطربة صوفي لتخرج العارضات من المُنتصف ويسرن أمام الشاشة، وبالرغم من هذا الازدحام والقلق من التشويش ولو قليلاً على التصاميم لكنها نجحت في فرض قوتها على المنصة.
العودة إلى عصر Belle Époque
استوحى نيكولا غيسكيير المجموعة من عصر Belle Époque وهو المُمتد من الفترة 1871 إلى 1914 الذي يُعد من أزهى عصور الفنون المُعاصرة حيث التفاؤل والسلام الدولي والازدهار الاقتصادي مع التكنولوجيا والتقدم العلمي، والمرأة الباريسية التي حددت ملامح الموضة إلى اليوم بدلالها وأناقتها، وكذلك فرنسا التي احتلت مكانة مرموقة من خلال المعارض والفنون.
يقول المُصمم: "كان وقت الإثارة والتغيير الهائل، إنه يتعلق بإعادة النظر في كل هذا، لقد أردنا استكشاف ما عفا عنه الزمن والموضة القديمة، والنوستالجيا لوقت لا يُمكننا سوى أن نحلم به"، أما عن مُلهمته فهي الفنانة سارة برنار التي جسدت هذه الحقبة، فهي استفزازية وثرية تتمتع بحس مسرحي وعاطفي، إلى جانب دار لويس فويتون وتحديداً متجرها في Asnières الذي صُمم على طريقة الفن المُعاصر بحديقة شتوية وزجاج مُلون، ونقوش المونوغرام.
تصاميم قابلة للارتداء بسهولة
غيسكيير ليس من المُصممين الذين يتبعون فكرة واحدة، فموهبته ومكانته استمدها من قدرته على مزج العديد من الأفكار والعصور وتقديمها في تصاميم مُعاصرة ومُستقبلية، لتأتي مجموعة صيف 2020 واحدة من أكثر تشكيلاته القابلة للارتداء بسهولة وعلى الفور، على الرغم من زخم أفكاره لكن ترجمته لها كانت مُبسطة.
افتتح العرض بإطلالة شاملة، فالبلوزة ذات نقوش المربعات بالكمين المُنتفخين تُحاكي أواخر القرن العشرين من عصر بيل إيبوك Belle Époque، والفيست السوداء المُزدانة بالباييت المُلون يصحبنا إلى أجواء الستينيات والسبعينيات التي غلفت العديد من تصاميمه لهذه المجموعة، مع السروال الأسود الفضفاض، أما البذلات فابتعدت عن اللون الواحد وتنوعت القطع بعدة نقوش وزخارف لتمنحها المزيد من الحيوية والجرأة.
لم تغرق المجموعة في الحنين واستحضار الماضي، بل قدمته بتصور مُعاصر فنجد فساتين الستينينات القصيرة بقصات مُستقيمة تزدان بنقوش ملونة وزخارف، وأخرى سادة تتزين بياقات مُرتفعة وطيات أمامية بيضاء، أما أسلوب السبعينيات بلمسة بوهيمية فتجسد في السراويل الحريرية الفضفاضة والبلايز بالأكتاف المُنتفخة، أما عن الزخارف التي زينت غالبية القطع فجاءت بأنماط الأعمال الفنية لويليام موريس وألفونس موتشا ومنحها طابع أعمال الكولاج الفنية.
لفتتنا كثيراً الجيوب المُتناثرة باللون الأبيض على التنانير والفساتين التي أخرجتها من ستايلها التقليدي وجعلتها مُعاصرة، بينما منح الدانتيل والكشكش اللمسة الأنثوية الفينتاج مثل الفستان الأبيض في نهاية العرض والبلوزة المزركشة بالألوان البرتقالية، أما المعاطف والسترات فجسدت فخامة الدار الخاصة بقصّات مُتقنة وجلود فاخرة أبرزها المعطف الفستان باللون الأرجواني.
الحقائب الكلاسيكية والمُعاصرة
كشفت المجموعة عن حقيبة Blade الجديدة التي وصفها غيسكيير بالكلاسيكية للغاية والمصقولة بدقة لتقتنص تفاصيل من ستايل حقائب trunks وتكوينات شبيهة بالأقواس، وحقيبة Dauphine التي اتخذت أشكالاً وخامات جديدة، أما الأبرز فكانت حقيبة اليد على شكل شريط الفيديو المُصور القديم باللون الأسود ومقبض المونوغرام، والحقيبة المونوغرام الطويلة التي زُينت برسوم لشرائط فيديو مصورة مُتعددة.
هذا الازدحام في الأفكار ومصادر الإلهام والتنقل من القرن العشرين إلى جرأة الستينيات والسبعينيات مع الأسلوب البرغوازي الأنيق ورومانسية ما قبل الحروب العالمية والتصاميم الفينتاج وزيارة سريعة إلى المستقبل لا يُمكن لأحد أن يُقدمها بهذه الانسيابية والعملية كما يفعل المُصمم نيكولا غيسكيير.