تصوير الموت والدم عبر الهواتف الخلوية

الدار البيضاء اليوم  -

تصوير الموت والدم عبر الهواتف الخلوية

بقلم - الدكتورة عبلة وشاح

بدأت تكنولوجيا الهواتف النقالة وقبل عقد ونصف تقريبًا بالولوج وبقوة إلى المقتنيات الشخصية للفرد في مجتمعاتنا العربية، وأصبح وجود هاتف نقال ضرورة ملحة ولا يمكن الاستغناء عنها؛ حتى أخذت الشركات الصانعة بالتنافس لتقديم الأفضل والأسرع وبمواصفات توصل الفرد إلى مرحلة أن هذا المقتنى هو جزءٌ لا يتجزأ من الحياة اليومية، حتى أن كافة التفصيلات والأعمال اليومية مدونة في ذاكرة الهاتف وأمور أخرى، فإن حدث مكروه لهذا الجهاز فهذا يعني حدوث عرقلة كبيرة في حياة الفرد تمكنا من إضافتها إلى قائمة المصائب.

وامتد الاستخدام لهذه الأجهزة حتى وصل إلى مرحلة (الفرد الأخرس) أو (dump people) ، وتحول الفرد من شخص ناطق ومحاور ومجامل إلى شخص صامت؛ يعيش في عالم رقمي مكتوب لكن بصمت. وازدادت التطبيقات؛ الأمر الذي حدى بالفرد المستخدم لهذه التطبيقات إلى الخرس الكامل أحيانًا، فضلًا عن استخدام الكاميرا للتصوير وبتطبيقات خاصة لذلك؛ مما جعل البعض من المتخصصين في مجال علم استخدام الهواتف، وسلوكياتها إلى التدليل على بعض الوصفات والطرق للتخلص من هذا الإدمان.

لكن استخدام الهواتف لم يقتصر إلى هذا الحد؛ إلى أن وصل إلى أن طال خصوصيات الآخرين، وبرزت على سطح الظاهر المجتمعية ظاهرة جديدة تُضاف إلى هذا العالم الرقمي؛ وهي ظاهرة "تصوير ضحايا الحوادث أو تصوير الدم والموت"؛ إذ تعاني بعض المجتمعات العربية من هذه الظاهرة السلبية، والتي أصبحت ممتدة على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية الإخبارية إلى الحد الذي نُبذ فيه هذا السلوك من قبل رواد مواقع التواصل والمتابعين للمواقع الإخبارية إضافة إلى الجهات المعنية بالإعلام كنقابات الصحافيين في بعض الدول العربية؛ لما لهذه الظاهرة من ضرر في المصلحة العامة، إضافة إلى عدم مراعاة شعور أهل المصابين في بعض الحوادث.

وبحسب علم الاجتماع فإن الظواهر السلبية التي تمتد على نطاق واسع في المجتمعات ؛ فإنها تحتاج إلى وقفة مجتمعية وتشاركية بين كافة أطياف المجتمع لمحاربة مثل هذه الظاهرة الغريبة والدخيلة على مجتمعاتنا؛ فتصوير ضحايا الحوادث وعدم المساهمة في إنقاذ المصابين يدل على غياب قيمة الإنسانية بل الوجدان الإنساني وقيمة التعاون والخصوصية الفردية، والبدء في تنامي قيم سلبية كالأنانية في التقاط المشهد والنشر عبر مواقع التواصل لخصوصيات الآخرين وعدم احترام مشاعرهم. أتمنى للجميع السلامة وأتمنى أن يعود المجتمع إلى قيمه العربية الإسلامية الصلبة كما كان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تصوير الموت والدم عبر الهواتف الخلوية تصوير الموت والدم عبر الهواتف الخلوية



GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 15:38 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

انفراجات ومصالحات خلال هذا الشهر

GMT 04:11 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

تقنية جديدة تظهر النصِّ المخفي في المخطوطات القديمة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca