انصافا لأمي

الدار البيضاء اليوم  -

انصافا لأمي

بقلم خالد الإتربي

شكرا يا أمي .. اشكرك وانا على يقين انكي تسمعيني ، اشكرك على كل مافعلتيه لنا انا واخوتي ،  وكل من عرفتيهم  ، واشكرك على تضحياتك  التي استمرت حتى انفاسك الاخيرة .
اكتب هذه الكلمات و كنت اتمنى ان افعلها في حياتك  ، كنت اتمنى ان اكون بجانبك ويفاجئك احد من اصدقائك ليسألك عن رايك فيما كتبت فيكي ، وتسأليني بإندهاشك المعتاد ، "انت كتبت فيا ايه علشان الناس مبسوطة كده". 
افعلها الان انصافا لكي ، لعل كل من يقرا هذه السطور يدعو لكي ، ويستجيب الله لهم ، فتعلمي انني لم انقطع عن التفكير فيكي .
لن اكتب كلمات تصف مأساتي ومعاناتي بدونك ، لانكي علمتيني الايمان بقضاء الله وقدره ، لانك علمتيني انها ليست النهاية ، وانما بداية للقاء خالد سيحدث ان شاء الله طال الزمان ام قصر .
لن اقول ان الحياة توقفت برحيلك ، لانكي ضربتي لنا اكبر مثال في الصبر ، بتحملك رحيل والدنا في سن صغيرة انا واخوتي ، ووقفتي صلبة تربينا حتى صرنا ماعليه ، سواء انا اخي او اختي ، بل وعلمتينا كيف نفرح وكيف نضحك ، حتى وان كان جرح الفراق في القلب لم يندمل الى الان  .
امي علمتينا الحب .. علميتنا الحياة  ، علمتينا الرجولة وانتي "  امرأة "  ، هذه المقولة تكفي للتدليل عن من اتحدث .
اغتمنت الكثير من رضاكي سواء في حياتك ، او مماتك ايضا ، فعطائك لم ينتهي ، ولازلت احصد ثمار دعواتك الى الان ، خاصة دعوتك الاخيرة ، التي نعرفها انا وانتي  .
سمعتي مني عبارات الشكر والمديح كثيرا في حياتك ، وكنتي تتعجبين منها كثيرا ، لكني والله مهما وصلت من بلاغة ، ومهما تعلمت من كلمات ، لم اوفيكي حقك ، سواء في محياك ، او مماتك .
رسالة لكل من اختصه الله بنفس قدري ، عطائك لها او عطائها لك لم ولن ينتهي ، وادعو الله لكم ولنفسي ان يصبرنا على فراقها الى ان نلقاها ، وفراقها ليس معناه نسيانك الاحتفال بعيدها والطرق كثيرة ، واعلم ان هديتك ستصل لها .
ورسالة لكل من حاباه الله ببقائها تزين حياته ، ارجوك اشعر بقيمة ماانت عليه ، لاتفوت لحظة الا وتنهل  من حنانها وعطفها ، والقوة التي تجعلك تجابه كل ظروف الحياة ، حتى وان كان فراقها بعد عمر مديد ان شاء الله وقدر.
كل يوم يمر وهي راضية عنك هو عيد ، كل يوم تضحك فيه في وجهك هو عيد ، كل يوم تحنو عليها فيه  هو عيد لها ، اجعلوا اعيادكم مع امهاتكم عديدة ، حتى لاتنتظروا البحث عن طريقة لايصال هديتكم لها دون ان ترونها .

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انصافا لأمي انصافا لأمي



GMT 13:09 2017 الثلاثاء ,21 آذار/ مارس

ذكريات إمي

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 15:38 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

انفراجات ومصالحات خلال هذا الشهر

GMT 04:11 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

تقنية جديدة تظهر النصِّ المخفي في المخطوطات القديمة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca