بقلم : سليمان اصفهاني
لاشك أن البرامج الانتقادية التي خرجت قبل عامين بنسختها اللبنانية بعد أن جرى استنساخها عن الغرب, باتت من الأساسيات في موسم الشتاء خصوصًا إثر الاستعانة بوجوه لها وزنها في المجال الكوميدي ومن منطلق الاعتماد على ما يضحك الناس لإيصال مجموعة من الرسائل السياسية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية إلى المواطن الذي يبدو بحاجة ملحة للابتسامة في ظل ظروف يسودها التوتر والمصاعب المتنوعة.
في البداية كان برنامج " هيدا حكي" الذي يقدمه الممثل الكوميدي اللبناني عادل كرم من خلال محطة “ mtv” موفقًا وترك بصمة واضحة بين الناس وباتت لديه جماهيرية كبيرة, حتى أصبح كما مسلسل " باب الحارة " يخسر بريقه في كل جزء جديد وصولًا إلى مرحلة من الإفلاس وعدم القدرة على جذب المشاهدين والسقوط في دوامة الملل والإعادة والتكرار والمبالغة في ابتكار المواقف المضحكة التي باتت سطحية لا تمت إلى الكوميدية بصلة.
في مرحلة انهيار عادل كرم برز في الأفق الممثل الكوميدي هشام حداد الموهوب حتى العظم في اصطياد المواقف الساخرة والتعاطي معها بأسلوب خاص لا يخلو من الضحك النابع من القلب, واللافت بذلك الشاب أنه صعد بشكل تدريجي إلى موقعه الحالي بعد أن قدم العديد من البرامج والأفلام والمسلسلات والمحطات الكوميدية المميزة, وربما اختلفت معه حول برنامج " لول " الذي انحرف عن المسار الصحيح على مستوى الابتسامة, لكن في الوقت الحالي يبدو برنامج " لهون وبس " الذي يقدمه من خلال المؤسسة اللبنانية للإرسال “ lbc “ الأقوى كما كان حاله في الموسم الماضي, حيث تمكن من الحفاظ على مستواه الجيد ولم يتراجع خطوة واحدة إلى الخلف.
هشام حداد ودون مبالغة أطاح بـ عادل كرم ولفت الانتباه إليه من خلال حلقات قليلة ويبدو أن المنافسة بين الطرفين باتت محسومة لصالح الأول بعد أن تفوق على الأخير بالضربة القاضية, خصوصًا في ظل قدرته العالية على الابتكار والإبداع بشكل تلقائي وعفوي.