بقلم - غنوة دريان
هذه المرأة التي استطاعت أن تغير نظرتنا إلى حقبة تاريخية، ظننا خلالها أن هناك ملكًا فاسدًا حكم مصر، وجعل أهلها حفاة القدمين، و إذ بنا نجد أننا أمام مسلسل درامي ضخم، غير تلك النظرة عن بكرة أبيها.
مفكرة وباحثة وكاتبة درامية، حديثها يأسرك إلى أبعد الحدود، ولا يمكن إلا أن تستمع إلى ما تقوله بشغف شديد للغاية، تربط ما بين الماضي و الحاضر بذكاء شديد للغاية، وهي نموذج مشع للمرأة العربية، والتي يمكن أن تواجه كل من يقف ضد أرائها، عن طريق مقارعة الحجة بالحجة. تحترم من يهاجمونها، مثل احترامها لمن يشنون عليها حربًا ضروسًا. هُددت بالقتل و الخطف، وكيلت لها الشتائم من كل حدب وصوب، ولم تَخَف ولم تتأثر. أكملت طريقها من دون تردد، متمسكة بقناعتها المبنية على أسس علمية وتاريخية، لا يعلمها الكثيرون.
تتعلم الكثير من الدكتورة لميس جابر عندما تستمع إليها، تتمتع بآداب الحوار وكيفية مواجهة الحجة بالحجة، المجبولة بخفة الظل المصرية المعروفة. نقول عنها إنها من صاحبات المقام الرفيع، لأنها سيدة متمسكة بأرائها ومبادئها حتى آخر رمق، لم تتغير و لم تتلون ولم تحابي طمعًا في مال أو سلطة أو شهرة، تفرض نفسها أينما حلت بحضورها الآسر، واثقة من نفسها إلى أبعد الحدود، عندما سئلت، بعد 45 عامًا من الزواج من النجم يحيى الفخراني، إذا ما شكت يوما بأن كان له نزوات في عز نجوميته، أجابت بمنتهى الثقة: "كنت دائمًا ملازمة له، ليل نهار". سيدة لا يمكن إلا أن نرفع لها القبعة، ونقول لها: "دكتورة لميس، أنت سيدة من صاحبات المقام الرفيع".