بقلم الفنان وائل جسار
لاشك ان للاضواء اثار جانبية كثيرة على قناعة البعض من الذين كتب عليهم ان يكونوا تحتها ضمن اطار القاب و اختصاصات متعددة وهي من دون أي تردد ممكن ان تترك بصمتها على النفوس في حال خرج المرء من بوابة الحياة اليها، لكن ثمة عواقب وخيمة تنتظر من يصاب بغرورها و نرجسيتها و قد شهدنا حالات كثيرة اصطدمت بعوائق التعالي و لم تكن النتائج مرضية على الاطلاق و بل تشير الى وجود شرخ قد حصل بين من استخدم شهرته بشكل سيء و بين من عرف ان الناس هم من صنعوها بمباركة من الخالق عز وجل فكان البريق نافذتهم على المزيد من الشفافية في التعاطي مع الجاذبية التي تحيط بهم .
في المقابل ارى ان الفن رسالة سامية و التزام و ضمير حي و ليس بأمكاني ان اضحي بتلك العوامل التي اراها حامية للذوق العام أي امر يتعلق بأولادي و اهلي و احبائي و اصدقائي لذا ليس من المسموح الاستسهال في العمل لمجرد وجود موضة عابرة ممكن ان تكون اساءة للفنون و الغناء و ليست اضافة يمكن ان بنى عليها امورًا ايجابية من اجل الغد المشرق، و اجد ان من يسعى الى مجاراة الموضة الانية من غير اللجواء الى العقل و التدقيق و الدخول الى التفاصيل المملة هو شريك في صناعة التدهور الابداعي لان ليست كل الامور السهلة ممكن ان تؤسس للمستقبل، امس كان كبار نجوم عالمنا العربي يتحملون الصعاب من اجل افضل النتائج و ها نحن بعد اعوام على غياب ام كلثوم و محمد عبد الوهاب و عبد الحليم حافظ و زكي ناصيف و صباح و وديع الصافي نردد اعمالهم التي بدت اشبه بقلعة تاريخية عصية على الانصهار في دوامة الحاضر التي يبدو جزاءً كبيرًا منها تجاري و غير فني.
انا لست ضد التطور و النهوض و مواكبة المستقبل و الانفتاح لكن هناك منطق يجب ان لا نرميه خلفنا لمجرد استنساخ موضة او موجة لان في تلك الناحية توقيع على اوراق لا تنتمي الى الغناء بأي صلة، لذلك اسعى الى تطوير اعمالي مع الحفاظ على الالتزام و الاصالة و النكهة الشرقية النابعة من احساسي و قلبي.