" باب الحارة 8 " .. خلطة سطحية تجارية بحتة

الدار البيضاء اليوم  -

 باب الحارة 8   خلطة سطحية تجارية بحتة

سليمان أصفهاني
بقلم : سليمان أصفهاني

ليس من المستغرب ان تسقط امبراطورية عمل فني مؤلف من عدة اجزاء نتيجة عنجهية صناعها لان من يعتبر ان المشاهدين باتوا اشبه بقطيع يسيرون خلفه بكل اخطائه و هفواته و سطحيته من البديهي ان يجد نفسه في حفرة عميقة لا يمكن الخروج منها او حتى تجاوز احكام حكامها وهم الناس الذين اصبح التلفزيون ملاذهم الوحيد للترفيه مع تفاقم ازمات الفقر و العوز و الحروب و غيرها من الاوبئة الامنية و الصحية و الانسانية التي تعصف بجزء من عالمنا العربي .

ويبدو من الصعب احيانا ً الحكم على عمل تلفزيوني درامي من الحلقات الاولى الا ان هذه الناحية تستثني مسلسل " باب الحارة 8 " الذي يبدو ان سقوط الجزئين السادس و السابع لم يكن لهما أي تأثير على رؤية صناع هذا العمل الذي انطلق بقوة في الاجزاء الاولى و سقط بعنف بعد ان دارت الخلافات في كواليسه و ضاعت بوصلة المعالجة الدرامية المنطقية في مساره العام و بات الامر اشبه بمحاولة لتعبئة الحوارات و تركيب المشاهد و فبركة " العناتر " من اجل مقاومة الانتداب الفرنسي لسوريا " بالشبيرية " و بعض البنادق المهترئة , ولاشك ان غياب كبار النجوم عن هذا المسلسل كان له تأثيره القاتل على استمراريته امثال سامر المصري " العكيد ابو شهاب " و الراحل وفيق الزعيم ووائل شرف " العكيد معتز " ونزار ابو حجر " ابو غالب " و غيرهم من الوجوه التي اصبحت راسخة في بال الناس .

الجزء الـ 8 من " باب الحارة " تحول في الحلقات الاولى منه الى قصة حقيقية و ملموسة لابريق الزيت " طق حنك نسوان الحارة " و " مراجل القبضايات " و " ضرب الشبرية " و في اول حلقة برزت قضية مثيرة للجدل و هي خروج التطرف الديني من خلال " سمعو " الذي ذهب الى تكفير حتى امام الجامع في حارة الضبع و مارس رياضة المصارعة الحرة ضد زوجته و رمى بها خارج المنزل و هي بلا غطاء على راسها  و هنا كانت محاولة للقول ان " داعش " كانت وقتها في " الحارة " لكن بشكل بدائي و بما في تلك الحبكة من هشة لا تمت الى ذلك التاريخ باي صلة على الاطلاق لان كيف للاصولية ان تخرج في عهد الانتداب الفرنسي ؟ و من اين اتى كاتب هذا الجزء بتلك اللمحة العبقرية ؟ .

مع اننا لا نتمنى الا النجاح لجميع الاعمال لكن الحلقات الاولى من " باب الحارة 8 " كما المكتوب الذي يمكن للمرء ان يعرف مضمونه من عنوانه و الهشاشة ربما لن تتوقف عند حد معين لان " سوبر ماركت " العمل واضح و السلعة متوفرة ولا شيء مسلي في المحور العام حتى الان لان الهدف من أي عمل فني هو توفير الترفيه لا المراوحة في المكان الواحد .

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 باب الحارة 8   خلطة سطحية تجارية بحتة  باب الحارة 8   خلطة سطحية تجارية بحتة



GMT 19:53 2021 السبت ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيديو كليب صورة افتراضية

GMT 06:45 2021 الثلاثاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيديو كليب صورة افتراضية

GMT 15:45 2021 الجمعة ,26 آذار/ مارس

"ديزني" تؤجل إطلاق عدد من أفلامها إلى الصيف

GMT 13:01 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

محمد علاء يشارك جمهوره كواليس مسلسل "ضي القمر"

GMT 20:03 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

كارلا حداد تتزوّج للمرة الثانية!

GMT 12:18 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 19:14 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

يبدأ الشهر بالتخلص من بعض الحساسيات والنعرات

GMT 11:40 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 17:27 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 20:11 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تجنب الخيبات والارتباك وحافظ على رباطة جأشك

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 17:59 2019 الثلاثاء ,23 تموز / يوليو

تستاء من عدم تجاوب شخص تصبو إليه

GMT 11:31 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

منع جمهور الرجاء من رفع "تيفو" أمام الترجي

GMT 08:41 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة وصادمة في حادث قتل الطفلة "إخلاص" في ميضار

GMT 06:39 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"بيكوربونات الصودا" حل طبيعي للتخفيف من كابوس الشعر الدهني
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca