صناعه الاكاذيب 5

الدار البيضاء اليوم  -

صناعه الاكاذيب 5

احمد صحبي

المختار... الخارقين للعادة .. الملهم .. القائد الذى لا مثيل له .. تلك المصطلحات لا تعرف طريقها او لا يصدقها غير مجتمعاتنا .. ما اجمل ان تكون انسانا عاديا لديه مميزات وله قدراته وعيوبه .. ما اجمل ان تكون متميز فى اشياء وتجهل اشياء اخرى .. ليس هناك شخص يعرف كل شئ وليس هناك شخص قادر على كل شئ وليس هناك شخص خارق للعاده كل منا له امكانياته .. كل منا له قدراته الخاصه وله عقلة الذى خلقه الله كاملا متميزا عن عقول الاخرين.
اذا ما هى فكره الشخص المختار .. هى فكره يخترعها التنابله حتى يعطون لانفسهم حق النوم والاستسلام ويعطون للمختار كل الصلاحيات حتى يقوم بالعمل بدل منهم فهل معنى ذلك ان المختار صناعه افراد او مجتمعات
الاجابه نعم .. ولكن هل معنى ذلك انه ليس هناك قائد مختلف او متميز ؟
هناك قائد يعلم معنى القيادة قائد يستطيع ان يقود السرب بحكمه والحكمه ليست معناها ان يكون هو الوحيد الحكيم ولكن ان يكون لديه قدره على اختيار معاونيه
حين يعمل احد الاشخاص مديرا فى مؤسسه او مديرا فى مصنع ما ليس ضرورى ان يكون قادر على فهم كل الامور بدقه فهو لن يفهم فى امور الحسابات بدقه لن يفهم فى امور العماله بدقه لن يكون متميزا فى صيانه المكن بشكل خارق لن يكون مميزا ايضا فى ان يقوم باعمال الاصلاح والصيانه ولكنه متميز فى القيادة .. ان يختار الصالح للعمل دون ان يكون هناك اى حسابات اخرى ان يكون لديه القدره على فهم احتياجات المصنع بشكل كامل ودقيق من خلال تقارير يرفعها اليه اشخاص لهم ما يميزهم ان يكون قادر على تفعيل القوانين بشكل غير عادى وصارم على كل شخص دون النظر الى كينونته .. ولكننا فى عالمنا الذى نعيشه وهو عالم خاص جدا مختلف عن العوالم الاخرى التى يعيشها باقى البشر فى المجتمعات الاخرى لدينا سيل من المصطلحات التى تؤدى الى كوارث انسانيه .. نعتقد فى انفسنا اننا حين نتعامل بهذا الشكل اننا اكثر الناس انسانيه فحين يخطئ شخص لا نحاسبه (علشان ولاده ) او ( هو بياخد كام عشان اخصم له )او ( ايه المشكله يعنى هو لوحده اللى بيغلط ) او (عشان حرام عليك ) او (عشان خاطر ابوه ) واصبحت تلك الجمل هى القانون الذى نسير عليه ونفهمه ونقتنع به واصبح من الخطأ ان نتاخذ اسلوب اخر والا اصبحنا سفاحين او (اللى بتعمله النهارده هقعدلك بكره ) او (الدنيا يوم فوق ويوم تحت ) ومع مرور الزمن اصبحت الحياة كالتالى لا مكان للقوانين التى تحمى الانسان وتحمى حقه وتعطى للمجتمع حقه لان تلك الجمل السابقه اصبحت قانون لا يستطيع احد ان يكسرها حقا لا يتم محاكمه من يخترقها رسميا ولكن المجتمع يحاكمه بشكل سريع جدا من خلال نظرات العتاب او سماع كلمات النقد المستمره .. فاصبحت حلول المشكلات لدينا عباره عن تغير الشكل وليس المضمون فنحن حين نقع فى مشكله من المشكلات لا نسعى الى حلها بشكل نهائى او معرفه الاسباب البعيده والاصليه للمشكله ولكن يكفى ان نعطيى المشكله مفهوم اخر ويظن البعض انها انتهت ويظن من اعطى لها شكلا ومفهوم اخر انه عبقرى لانه استطيع ان يخدع الكل ويشعر فى نفسه بانه لا مثيل له ويصفق له الكل ويطلبونه بالمزيد من الحلول ..فى الماضى تعلمنا ان ان حل اى مشكله يكون بشكل جذرى اى معرفه اصل المشكله والسبب فيها ثم علاج السبب حتى ننتهى منها تماما ليس مهم ما سوف نعانيه من متعاب ونحن نقوم بالحل قد نتعرض للتعب لفقدان كثير من الاشياء التى تميزنا عن الاخرين ولكن فى النهايه سيتم الحل بشكل صحيح وسنجد انفسنا قد اصبحنا حقا ابطال وقاده لا مثيل لهم لاننا قررنا ان نكون صادقين مع انفسنا ولم نعد من صناع الاكاذيب  .

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صناعه الاكاذيب 5 صناعه الاكاذيب 5



GMT 19:53 2021 السبت ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيديو كليب صورة افتراضية

GMT 06:45 2021 الثلاثاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيديو كليب صورة افتراضية

GMT 15:45 2021 الجمعة ,26 آذار/ مارس

"ديزني" تؤجل إطلاق عدد من أفلامها إلى الصيف

GMT 13:01 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

محمد علاء يشارك جمهوره كواليس مسلسل "ضي القمر"

GMT 20:03 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

كارلا حداد تتزوّج للمرة الثانية!

GMT 12:18 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 19:14 2019 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

يبدأ الشهر بالتخلص من بعض الحساسيات والنعرات

GMT 11:40 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 17:27 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 20:11 2019 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

تجنب الخيبات والارتباك وحافظ على رباطة جأشك

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 17:59 2019 الثلاثاء ,23 تموز / يوليو

تستاء من عدم تجاوب شخص تصبو إليه

GMT 11:31 2019 الجمعة ,29 آذار/ مارس

منع جمهور الرجاء من رفع "تيفو" أمام الترجي

GMT 08:41 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة وصادمة في حادث قتل الطفلة "إخلاص" في ميضار

GMT 06:39 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"بيكوربونات الصودا" حل طبيعي للتخفيف من كابوس الشعر الدهني
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca