بقلم الكاتب - مفلح العدوان
هناك أيضا عناوين الترفع عن الكثيف، الثقيل، القاتم..
وهناك.. توق حقيقي، للخفيف، الشفيف، المنتشي، النسيم، الرهيف..
وهناك، أُحلّق مع تلك الأجنحة، سأغيب معها، لا بد، ولا بديل عن الطيران بحثا عن راحة التجلي، كما تلك الرحلة، للطير، ذات زمن في بحثها عن خلودها، تساميها، رفعة تماهيها، وجلال المعاني فيها..
ما زالت الأجنحة ريشة تريد اعادة رسم السماء، الصفاء، النقاء، ما زالت ترتحل، تغيب، تحتجب، تحلق، وهي تبحث عن جزيرة الوصول، مفتاح السر، تميمة الراحة، أيقونة الكشف.. وها أنا معها، كأني واحد منها..
الآن، أغيب بعيدا، تاركا المدينة لمن أدمنها، والشوارع لمن لوثها، والبيوت لمن أطفأ نبضها، أترك كل هذا، وأصاحب الطير، غير أني أجوح كما ذئب في أول التحليق، لعله حزن، وربما شجن، لكنه آخر جوح، قبل أن يتماهى صوتي مع خبط أجنحة الطير، وصمت الرحلة نحو البعيد.. مكان آخر، يصلح للحياة!!