العولمة الكروية

الدار البيضاء اليوم  -

العولمة الكروية

عادل عطية

لايزال الأبحار في سفينة الأبداع التدريبي الأوروبي مستمر من خلال الغوص في المدارس التدريبية المختلفة ، إلا أن لكثير منها كان يلتزم بموروثه التقليدي , فالكرة الايطالية مثلا تعتمد على الدفاعات الحصينة والهجوم المعاكس ، أما الاسبانية والبرتغالية والهولندية تتسم بالمهارة الفنية والانكليزية فمنهجها القوة البدنية والسرعة واللعب المباشر وتقترب اليها الالمانية مع ندرة في المهارات الفردية .
ومع التطور الفني بدأت بعض المدارس الكروية تستدعي فكرة العولمة الكروية عن طريق استبدال أسلوب لعبها أو أدخال بعض المتغيرات عليه لأسباب مختلفة منها عدم توافر اللاعبين الذين بمقدورهم تنفيذ هذه الطرق في الملعب أو لقلة الميزانيات المالية .
فاذا نظرنا الى المدرسة الإسبانية فهي من افضل المدارس الكروية من ناحية المتعة والمهارة و الجماعية وما زالت تحافظ عليه حتى الان ولكن سيطرت الغريمان في الفترة الاخيرة جعل بعض الاقران تبحث عن التتويجات ومجاراتها ,ولبعد المسافات المادية وعدم القدرة على شراء نجوم عالميين ، استعان الاتليتيكو بمدرب طبق المنهج الايطالي الكلاسيكي الذى يعتمد على الدفاع الصلد واحراز الأهداف من الهجمات المرتدة ثم غلق الملعب ونجح واستطاع الوصول لنهائي دوري أبطال أوروبا في زمن السيطرة الكلية من البارسا والريال والبايرن على الكرة الاوروبية .
اما في ايطاليا ففاعلية الكرة الايطالية المعروفة لم تعد كما كان في العهد الماضي فحاول الايطاليون تغيير الفكر و الاسلوب بداية من اليوفنتوس عن طريق ماسيمليانو اليغري ومانشيني في الإنتر وصولا لكونتي مع المنتخب الايطالي الذي اعتمد على القليل من المهارية في التنفيذ و تدوير الكرة بشكل جماعي وزيادة الجرأة الهجومية ، كما أن الكرة الالمانية بدأت تأخذ منحى غير المعتاد من اللعب المباشر و السرعة الى طريقة التيكي تاكا الغوارديولية فبدأت اندية المانية في دمج المهارة الفنية والعمق التكتيكي الالماني واحيانا الطريقة الايطالية كدورتموند .
ولم نلاحظ تغيير في الكرة البرتغالية و الهولندية فما زال الاعتماد على المهارة الفنية واللعب الشمولي و السرعة هو الغالب وخاصة الهولندية فلم تعد يسمع لها ذاك الصيت الواسع في اوروبا عبر الاندية والسبب يعود الى تأخرهم في الاستعانة بالمدارس الكروية, واذا نظرنا الى انكلترا فلم تشذ عن هذه القاعدة من خلال استقدام مدربين من مختلف المدارس و أحدث هذا تغيرا طفيفا في طريقة اللعب خاصة السيتي و الارسنال ، كما أن قائمة الفائزين بأفضل لاعب غالبيتهم اوروبيين الا محرز" الجزائري " وأغويرو " الأرجنتيني " والسمة التي تجمع هذين الأخيرين هي المهارة الفنية و هذا نتيجة للاعتماد على مدربين نقلوا اسلوب لعب مدارسهم الكروية كبليغريني و فينغر وفان غال الذي اراد أن يبدل طريقة لعب مانشستر كليا الى الطريقة الهولندية كما فعل مع البايرن و ما يؤكد ذلك هو قدوم غوارديولا الى المان السيتي ، فحتى انكلترا لم تستطع المقاومة امام فكرة العولمة الكروية رغم توافر الإمكانيات المادية . فكرة القدم تتجه الى عولمة كروية حقيقية فاذا استمرت الحالة كما هي فلن نرى صراع بين مدارس كروية كما في السابق , بل صراع بين افكار مدربين .

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العولمة الكروية العولمة الكروية



GMT 12:17 2023 السبت ,03 حزيران / يونيو

مرج الفريقين يتفقان!

GMT 16:26 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

"كاف إقامة أمم أفريقيا 2023 في الصيف

GMT 14:10 2019 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

المنع المتخذ في حق الجماهير الشرقية

GMT 09:10 2019 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

تذاكر "الديربي"..خطأ إدارة الوداد

GMT 12:20 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تكتيك الديربي مفاتيح القمة العربية

GMT 18:00 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات

GMT 08:31 2018 الخميس ,20 أيلول / سبتمبر

سعر الدرهم المغربى مقابل اليورو الخميس

GMT 13:15 2015 الأحد ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

روماو يحدد قائمة لاعبي "الجيش" لمواجهة "المغرب الفاسي"
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca