اخطاء حسبان

الدار البيضاء اليوم  -

اخطاء حسبان

بقلم: هشام رمرام

إنهاء عقد العمل حق يكفله القانون للمشغل، لظروف معينة قد نتقبلها أو نرفضها، كل حسب موقعه أو الزاوية التي ينظر منها إلى الأمور، غير أن قرار فك الارتباط بين المشغل والمستخدم لم يكن في يوم من الأيام يعني الإهانة والتصرف بحماقة في حق من نريد التخلص منه.

فصل موظف هو قرار من الممكن، بل من الواجب، أن يتخذ خلال اجتماع يبلغ فيه المشغل المعني بالقرار، ويضع أمامه مجموعة من الخيارات، التي يمكن أن يكون آخرها هو اللجوء إلى القضاء.

من حسن حظ محمد بلعودي، المسؤول عن الإعلام والتواصل داخل الرجاء الرياضي، أنه ينتمي إلى مهنة الصحافة، وهو ما يعني أنه “ما غاديش يكون مخصوص من التضامن المؤثر”، لكن من سوء حظ بعض “البؤساء” أن تعسفات رئيس الرجاء، سعيد حسبان، ضدهم لم تصل بالشكل المطلوب إلى الرأي العام، فقط لأنهم بسطاء. أقصى ما يمكن أن يصل إليه حسبان رياضيا هو الفوز بالبطولة وكؤوس العرش وإفريقيا وحتى العالم، وأقصى ما يمكن أن يبلغه سياسيا هو أن يصير برلمانيا أو رئيسا للحكومة حتى. 

الرجاء قبل أن يرتبط اسمه بالألقاب، هو جمعية رياضية منتجة للقيم، وإذا انتفى هذا الدور فلا الألقاب ولا المظاهر الأخرى ستفي بالغرض. 
عيب أن يحسب على رئيس فريق من قيمة الرجاء أنه، في يوم من الأيام، منع مستخدمين من دخول مقر الإدارة فقط لأنه لم يعد في حاجة إليهم، بينما بإمكانه أن يفصلهم في مكتبه بكل أدب واحترام. عيب أيضا أن يسجل على رئيس الرجاء أنه “تطاول” على أجور مستخدمين بسطاء، ليخفضها، وهي التي تحتاج إلى زيادة، والمبرر لا يقبله عقل.

إذا كان الرجاء مطالبا بحصد الألقاب، وهو ما فعله باقتدار، حتى قبل ولادة رئيس اسمه حسبان، فهو مطالب أيضا أن يحترم كرامة الناس وأنفتهم وكبرياءهم، وأن يستشعر الأثر السلبي الذي يخلفه قرار منع مستخدم، كيفما كان شأنه، على عائلته الصغيرة والكبيرة، بل حتى على من يتعلمون مبادئ كرة القدم داخل المدرسة الرجاوية. فهم عوض أن يحملوا معهم قيما من هذه المدرسة، ستختلط عليهم الأمور وربما يعتقدون أن فصل مستخدم بمثل هذه الطرق هو السلوك الصحيح ما دام صدر عن مؤسسة عريقة اسمها الرجاء. 

عظمة الرجاء ربما أثرت على رئيسه الجديد، وهي من دون شك أفقدته التوازن المطلوب.  المرجح أن حسبان لم يجرب يوما أن يكون أجيرا، وهو بالتالي يعتقد أنه عليه التصرف بطريقة رب العمل، بصورته السلبية طبعا حتى لا نظلم أرباب العمل الشرفاء، في حين عليه أن يتذكر أن الرجاء ليست مقامه الأبدي. 

حسبان..قبل أسابيع سافرت إلى أوربا لتهيئ الظروف المناسبة لأحد أبنائك، الله يخليه ليك، وهذا من حقك ومن حقه، الله يزيدك، وهذا كاف ليوقظ ضميرك لتفكر أن مستخدمي الرجاء، الذين صبروا على تأخر أجورهم لعدة أشهر، علا أو صغر شأنها، هم أيضا لهم أولاد، يرغبون في توفير ظروف الراحة لهم فقط في حدودها الدنيا، وهم فعلوا ذلك لوعيهم بالوضع المتأزم لمالية الفريق، أما وأن يبلغ الأمر إلى حد إهانة الناس، فعن أي تسيير تتحدث؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اخطاء حسبان اخطاء حسبان



GMT 12:17 2023 السبت ,03 حزيران / يونيو

مرج الفريقين يتفقان!

GMT 16:26 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

"كاف إقامة أمم أفريقيا 2023 في الصيف

GMT 14:10 2019 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

المنع المتخذ في حق الجماهير الشرقية

GMT 09:10 2019 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

تذاكر "الديربي"..خطأ إدارة الوداد

GMT 12:20 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تكتيك الديربي مفاتيح القمة العربية

GMT 05:41 2015 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

صور لبومة تشبه مارلين مونرو عندما تفرّق ريشها بسبب العواصف

GMT 12:31 2015 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

7 مناورات مشتركة للقوات البرية الروسية في 2016

GMT 12:14 2016 الثلاثاء ,27 أيلول / سبتمبر

بدء أعمال المنتدى الدولي للطاقة في الجزائر

GMT 02:16 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

فرحة عارمة تعم شوارع المغرب بعد فوز فريق الوداد البيضاوي

GMT 17:52 2016 الجمعة ,15 إبريل / نيسان

المجوهرات دليل على حب الرجل للمرأة

GMT 19:26 2017 السبت ,16 أيلول / سبتمبر

"إلعب إلعب" أغنية سناء محمد الجديدة على يوتيوب
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca