حسبان أنت ظاهرة

الدار البيضاء اليوم  -

حسبان أنت ظاهرة

حسبان أنت ظاهرة
بقلم - منعم بلمقدم

مثل الجلمود والصخر الذي لا تحركه ريح، ومثل جذع الشجرة الصامد في عمق الأرض بوجه العواصف فلا يكترث ولا يبالي ولا يقيم وزنا لما يروى عنه خلف الظهر ولا حتى ما يتلفظون به في وجهه. إنه سعيد حسبان الظاهرة، المسير الذي يؤسس لثقافة تسيير جديدة بالكرة المغربية تقوم على أساس أنا أكذب إذن أنا موجود.

لم يسبق لرئيس وأن أثار كل هذا الجدل داخل الرجاء كما أثاره حسبان، ولا لرئيس رفعت في وجهه عبارات إرحل أكثر مما رفعها الرجاويون والشعب الأخضر في وجه حسبان، إلا أن حجم لباس وجهه فضفاض ومن النوع الصلب الذي لا يتأثر بكل تقلبات الطقس ولا يبالي بالسمعة ويضع كتلة أعصابه في ثلاجة محكمة الأقفال. فإذا كان بودريقة قد جنى على الرجاء وورطها في ديون تتفاوت أرقامها في ظل الهدر والكلام المباح الذي يتداول منذ حل حسبان رئيسا غير مرحب به بالفريق، فإن حسبان أكمل البقية الباقية ونزل بالرجاء لدرك أسفل ولحضيض فاق كل الحدود الممكنة.

تساءلت وأنا أتابع مباراة نهائي كأس العرش وما ناله حسبان من تقريع وسب، إن كان هناك نوع من البشر بعيدا عن الكرة والرياضة وفي الحياة العامة يقبل على نفسه كل هاته الإساءات وكل أشكال التنكيل والعبارات التي تلفظ بها الجمهور وبحضور أسرته، بل تم قذفه بأشياء يخجل المقام عن ذكرها وفي حضرة الأمير وضيوف كبار كان أحمد أحمد شاهدا عليها، إلا إذا كان الرجل يحسب حسبة ما، ولن يقنعنا حسبان الذي يعرف الكل ماضيه وحاضره على أن حب الرجاء الصوفي هو من يبقيه صابرا على كل هذا المد من التنكيل والإساءة. يوم أمس أضرب لاعبو الرجاء عن التداريب، وقبل أسبوع حين تواجد رئيس الرجاء مع اللاعبين في الفندق قبل مباراة الجديدة ووعدهم بمنحة 8 مليون قلت في حينها على أنها مجرد وعد من عهن منفوش ومن صوف، ومجرد كلام ليل ستمحوه حقيقة النهار.

الكذاب يغلب الطماع، وحسبان بحبل كذبه الطويل واصل العزف على نفس وتر الخداع مع لاعبيه والذي بلغ عامه الثاني دون أن يخجل من نفسه ويلعن شيطانه ويرحل ليترك تدبير الشأن الأخضر لمن هو أقدر منه. مر حسبان من بلاطوهات عديدة في ضيافة أكثر من منبر وبدا كل مرة في هيأة الواثق من نفسه وحتى على المباشر دون أن يرف له جفن ولا هو اجتاحه الخجل من صنائعه و بـ «وجه قاسح» كان يتمادى في الرد ويعلن أنه هو والطوفان شقيقان. إنتهى نهائي الكأس فأقفل حسبان هاتفه ورحل لوجهة يعلم وحده مكانها كلما تواعد مع اللاعبين على الأداء، فيحضر الريح ولا يحضر حسبان كالعادة. كيف للاعبين أن يثقوا في رئيس حول هدايا «عصارات القهوة» التي توصل بها مركب الرجاء لوجهة مجهولة، وكيف للاعبين ولجمهور أن ينتظر خيرا من رئيس يتوصل بمبالغ الإنخراط عدا ونقدا في سيارته ولا يخجل من طلب 100 درهم ناقصة من سومة الأداء، وكيف لرجاء أن تحلم بغد أفضل وللاعبين يطمحون في اللقب ورئيسهم الذي يفترض أنه مسؤول جماعي ويعلم أن تقديم الشيكات كضمانة جريمة يعاقب عليها القانون ومع ذلك فعلها مع اللاعبين وورط الحافيظي في تصرف أرعن لا يأتيه الحكماء، وكيف لرجاء أن تكبر و هي تلعب مبارتي الجيش وأكادير بشبابيك مغلقة ورئيسها يصرح بمداخيل مخجلة، ولعل حكاية ديربي أكادير وحكاية 20 مليون المثيرة لم تنس من الذاكرة.

وكيف تثق في رئيس حمل أعضاء بهوية مجهولة وبصحيفة سوابق مخدوشة ليكونوا في البروتوكول الأميري بحثا عن حسن سيرة وسلوك تشترى بإلتقاط صورة. قديما قالوا "ما شافوهومش كيسرقوا وشافوهوم كيتحاسبو"، لذلك تظهر نهاية حسبان وشيكة وقريبة، بعد أن أخلى به مريدوه ومقربوه، وأكبرهم عادل باقيلي أمين أسراره وعلبة ماليته، والذي قال نصف الحقيقة بعد الإستقالة ولم يقل الحقيقة كاملة. باختصار إننا أمام ظاهرة تسيير بكل ما تحمله الكلمة من معاني سلبية، ظاهرة صنعها أوزال والحكماء وورط بودريقة الرجاويين فيها، بكذبته الشهيرة يوم وعد حسبان بـ 400 مليون ليتسلم كارثة الأرقام بدلا عنه. لذلك لن يرحل حسبان المنتحر، لأن المنتحر إما أنه سيفجر نفسه أو يفجر معه من وعدوه، وما لم يتوصل إما بالزبدة أو ثمن الزبدة؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حسبان أنت ظاهرة حسبان أنت ظاهرة



GMT 11:11 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

البيضي والعار والمجموعة الوطنية

GMT 15:48 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

إلي رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم

GMT 20:23 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

معلومات مهمة لعشاق رونار

GMT 10:49 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

عطب إداري

GMT 10:45 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

صور روسيا 2018

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 15:38 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

انفراجات ومصالحات خلال هذا الشهر

GMT 04:11 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

تقنية جديدة تظهر النصِّ المخفي في المخطوطات القديمة

GMT 13:52 2016 الأحد ,20 آذار/ مارس

كريم طبيعي مزيل لرائحة العرق

GMT 08:47 2016 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

البامية للوقاية من الأمراض المستعصية والاكتئاب
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca