"بلاغ إنذاري"..

الدار البيضاء اليوم  -

بلاغ إنذاري

بقلم - يونس الخراشي

البَلاَغُ الاسم من الإبْلاغ والتَّبْلِيْغ. وكل تبليغ لم يتضمن البيان الكافي للناس، فهو ليس ببلاغ. وهذا بالضبط ما حدث لنا مع ما سماه موقع جامعة الكرة بلاغًا يخص لجنة الأخلاقيات، مع أنه لم يتضمن بيانًا كافيًا، فأسقطنا في قلة المعرفة، من حيث أرادنا أن نعرف أكثر.

نقرأ في البلاغ، من بين ما نقرأ، التالي:"توجيه إنذار للسيد ربيع العفوي وكيل اللاعبين مع غرامة مالية قدرها 10 آلاف درهم". فلا نفهم السبب الثاوي وراء توجيه إنذار لهذا الرجل. ولا نفقه لِمَ قررت اللجنة معاقبته بغرامة مالية قدرها 10 آلاف درهم، بالسنتيم.

المفروض، إذن، في البلاغ أن يكون مبلغًا. فيقول لنا إن فلانا وفلانا وعلانا اجتمعوا بفلان وعلان، وأنهم ناقشوا كذا وكذا، في تاريخ كذا وكذا، وعلى أساس الذي ناقشوه، اهتدوا إلى ضرورة إيقاع العقوبة التالية بالسيد فلان، وهي العقوبة التي يرجع إليها بنص صريح في القانون الفلاني. ثم يمهر البلاغ المكتوب على ورقة رسمية بتوقيع، ويؤشر عليه بطابع.

لعلكم ستتساءلون مثلي، لمَ عوقب ربيع العفوي؟

المُرجح أنه عوقب إثر تدخل تلفزيوني، بقناة الدوري والكأس القطرية، قبل حوالي شهر من يوم الناس هذا، ينتقد فيه التشكيلة النهائية التي اعتمد عليها الفرنسي هيرفي رينارد في منافسات كأس أفريقيا للأمم التي جرت بالغابون، وانتهت بتحقيق المنتخب الوطني لـ"الإنجاز الكبير"، وهو الخروج من دور ربع النهائي.
ستقولون:"ولكن هل يُعاقب امرئ على رأيه؟".

هنا المشكلة. فالعفوي قال رأيًا فقط. وبالتالي فهو لم يصادر حق رينارد. ولا جار عليه بشيء يستحق العقوبة. كما أن رينارد اقتص لنفسه بنفسه، حين هاجم من سماهم اللاعبين السابقين، ودعاهم إلى أن يهتموا بـ"شغالهم"، عوض أن :يحشروا أنوفهم" في ما لا يعنيهم.

قبل العفوي عوقب، لو تذكرون، فؤاد الصحابي، لأنه قال رأيًا اعتبر في غير محله. ثم خرج بلاغ عجيب لودادية المدربين، قبل أيام، يتهم الزاكي بادو بأنه تدخل في ما لا يعنيه، فقط لأنه قال رأيًا في ما يخص المنتخب الوطني عقب الهزيمة ضد الكونغو. وارتأت اللجنة نفسها، في الجامعة ذاتها، أن تستمع لعدد من المدربين، مرات عدة، عقب تصريحات عبروا فيها عن آراء معينة في البطولة، تهم على الخصوص التحكيم.

ماذا يعني هذا؟

يعني بكل بساطة أن الرأي الآخر مزعج. ويعني أن من يسيرون لا يستحملون رأيًا مختلفًا، فأحرى رأيًا مخالفًا. ويعني أيضًا، وبالأخص، أن التسيير انفرادي، وأحادي. ويعني في الأخير أن ما وقع من تفسخ للمكتب الجامعي، حتى ذاب جل أعضائه مع مرور الوقت، يعود إلى اختلاف في الرأي لا غير.

أإلى هذا الحد صار الحق في التعبير غير مقبول؟ أإلى هذا الحد صارت الرياضة مدرسة لتسفيه الديمقراطية؟
إلى اللقاء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بلاغ إنذاري بلاغ إنذاري



GMT 08:35 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

ماهكذا يدبر ملف المديريات الجهوية للتحكيم !!

GMT 09:51 2017 الخميس ,14 أيلول / سبتمبر

"خاصها نغيزة"..

GMT 20:26 2016 الأحد ,04 كانون الأول / ديسمبر

قانون المدربين

GMT 08:08 2016 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

نظافة كرة القدم

GMT 10:56 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ننشر 10 تساؤلات بشأن تعويم الدرهم

GMT 02:23 2014 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

السياحة الجنسية ظاهرة خطيرة تُثقل كاهل المجتمع في مراكش

GMT 18:29 2018 الخميس ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تسيير أول خط طيران مباشر بين بابوا غينيا الجديدة والصين

GMT 21:23 2018 الثلاثاء ,04 أيلول / سبتمبر

إنقلاب سيارة "پورش" يقودها سعودي في طنجة
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca