الوحدة الوطنية التي نريدها

الدار البيضاء اليوم  -

الوحدة الوطنية التي نريدها

بقلم - شاكر كريم

من اللافت للنظر أن الكثير من الساسة يتحدثون عن الوحدة الوطنية وعن المشاكل التي تواجهها، وكيفية الحفاظ عليها من خلال مشاريع طرحت دون أن تجد لها صدى في الوسط السياسي أو الجماهيري، في الوقت الذي يواجه فيه العراق تحديات كثيرة باعتباره دولة نفطية منتجة ومصدرة ولها مكانتها بين الدول المصدرة للنفط، وما لديه من مخزون نفطي كبير لا يزال تحت الأرض لهذا تكالبت عليه قوى الشر لتخريب وحدته الوطنية وإضعافه بمشاريع طائفية ونعرات اثنية وتقسيمه إلى كانتونات تتصارع على نهبه، والتي بلا شك تجعلنا كدولة ضعيفة لا نمتلك مقومات الدفاع عن أنفسنا في مواجهة التحديات الخارجية الطامعة بثرواتنا. والذي يتحدث عن وحدة وطنية عليه أن يكون صادقا مع نفسه ومع الآخرين بالقول والفعل من أجل الحفظ على هذه الوحدة الوطنية المتماسكة حقيقيا والمتجذرة في النفوس.

نعم قد نختلف في كل شيء إلا الوحدة الوطنية لأن تخريبها لا يتوقف على جانب دون آخر رغم ثقل وقوة عناصر الهدم، فالطائفية مثلا تعتبر واحدة من أكبر عوامل هدم وتدمير المجتمع التي تعمل على تفكيك أواصر الأخوة والوحدة الوطنية وانهيار مقومات الدولة، والأمثلة كثيرة على ذلك، فما يحصل في العراق وسورية ولبنان وليبيا واليمن وبلدان أخرى إسلامية وغير إسلامية، لأن الطائفية تعني تقسيم المجتمع إلى فئات متنافرة تدين بالولاء للجماعة الاثنية أو العرقية أو المذهبية وليس بالولاء للوطن، وبالتالي تؤدي إلى التصادم والمساس بحقوق وكرامة الآخرين وربما حمل السلاح للمواجهة بين أبناء الوطن الواحد وما يحصل اليوم بين الإقليم والمركز خير دليل.                

 مطلوب اليوم وليس غدا العمل بجدية لكشف مثيري النعرات الطائفية والإثنية والعرقية وتعريتهم، والعمل على ترسيخ قيم المواطنة والوحدة الوطنية بالأفعال وليس بالأقوال والشعارات والمؤتمرات والمشاريع التي لا تسمن ولاتغني من جوع. المطلوب مشروع وطني يحافظ على وحدة العراق وسيادته وعلى هويته وينهي حالة الانقسام والصراع الديني والطائفي والعنصري ويلغي سياسة المحاصصة المقيتة، ويشيع ثقافة العيش الآمن المشترك ويحقق المصالحة الوطنية الشاملة وأن يكون العراق لجميع العراقيين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوحدة الوطنية التي نريدها الوحدة الوطنية التي نريدها



GMT 09:13 2018 الجمعة ,16 آذار/ مارس

الفرار الى الله هو الحل

GMT 15:28 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

‏عام يمر بكل ما فيه وكثير من الأحلام مُعلقة

GMT 07:50 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

نحو اتفاق عالمي جديد حول الهجرة

GMT 13:03 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

الكونفدرالية من جديد

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 19:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 19:14 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تفتقد الحماسة والقدرة على المتابعة

GMT 15:38 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

انفراجات ومصالحات خلال هذا الشهر

GMT 04:11 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

تقنية جديدة تظهر النصِّ المخفي في المخطوطات القديمة

GMT 13:52 2016 الأحد ,20 آذار/ مارس

كريم طبيعي مزيل لرائحة العرق

GMT 08:47 2016 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

البامية للوقاية من الأمراض المستعصية والاكتئاب
 
casablancatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

casablancatoday casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday casablancatoday casablancatoday
casablancatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
casablanca, casablanca, casablanca