القاهرة_الدار البيضاء اليوم
يصدر قريبا، للباحث المغربي موسى برلال مؤلف جديد موسوم بعنوان "إبستيمولوجيا العلوم المنسية" عن دار القرويين للنشر والتوزيع بالقنيطرة، يناقش فيه مدى توفر علوم القانون والتاريخ والاقتصاد على شروط العلمية، كما يحصر مشكلاتها النظرية والتطبيقية العديدة، وينبه المتخصص فيها إلى أزمتها الراهنة.ويرصد الباحث موسى برلال في هذا الكتاب الوضعية الإبستيمولوجية لبعض العلوم الإنسانية التي طالها النسيان (القانون، التاريخ، الاقتصاد)، بحيث أصبح المتخصص فيها لا يدري هل يمارس العلم أم نقيضه، كما يكتفي بدراسة تقنية منفصلة عن المستجدات الإبستيمولوجية.وطبقا لخصوصيات كل علم، فقد جاء الفصل المتعلق بعلم القانون أقرب إلى فلسفة القانون، مع إثارة العديد من مشكلاته النظرية وعوائق تطبيقه. أما دراسة علم الاقتصاد، فكانت
أقرب إلى أخلاقيات العلوم؛ في حين أن المقاربة الإبستيمولوجية وجدت تطبيقها الخصب في علم التاريخ. وكل ذلك علامة على غنى الحقل الإبستيمولوجي بالمشكلات المرتبطة بالممارسة العلمية.من بين الأسئلة التي يجيب عنها هذا الكتاب، المرتقب أن يصدر خلال الأسابيع المقبلة: ما تصور الطبيعة البشرية الذي يستند إليه النسق القانوني؟ ما المعيقات المحدقة بتشريع القواعد القانونية وتطبيقها؟ ثم ما هوية المؤرخ؟ وما طبيعة المادة التاريخية؟ وما الأسس الأخلاقية التي يستند إليها علم الاقتصاد؟ وما مكانة الإنسان في النسق الاقتصادي؟فما أحوج العلوم الإنسانية إلى مراجعة ذاتها، على غرار ما تقوم به العلوم الطبيعية؛ وهو ما لن يتحقق إلا بزيارتها لعيادة النقد الفلسفي وعرض نفسها على أنظار السؤال الإبستيمولوجي، وقد كان هذا المؤلف السطر الأول في دراسات ينبغي أن تنجز لانتشال العلوم الإنسانية من سباتها الدوغمائي.
قد يهمك ايضا
نائب رئيس اتحاد الكتاب يؤكد أن الخيال يتيح لهم فرصة صناعة مستقبل أفضل
"الحوار الثقافي بين الشرق والغرب" إصدار جديد لهيئة الكتاب