الرئيسية » مراجعة كتب

الرباط - وكالات

في كتاب «الفلاسفة والنساء»، للأستاذ عزيز الحدادي، يتتبّع الكاتب نصوص الفلاسفة العرب والمتصوفة والفقهاء والأدبيات الشعبية، والتي أقحمت لا وعي الإنسان العربي، وأصبحت تشكل جزءاً ثميناً من تراثه، تقيم معه في بيته وتخلصه من الكآبة، ولعلّ ما يجعل النصّ الشعبي محبوباً عند القراء، استناده إلى القرآن والحديث النبوي في مدح قدسية ومشروعية الكلام في فن الحياة.أمّا الفلاسفة، فكانت حياتهم مع النساء مختفية وراء حجاب، إذ تجد سقراط يدعو إلى مشاعة النساء بين حرّاس الجمهورية، من أجل تحقيق النظام والاستقرار لجمهوريته.. إنه يحقق فوائد لا نظير لها للدولة بالدفاع عنها في الحرب، وإنجاب أطفال أقوياء وعباقرة، وبواسطة هذه الأفكار يتم إخضاع الدولة للنظام والانسجام والعدالة. وغير بعيد عن المكر السقراطي، نجد قراءة أخرى لحبّ الحياة، يقول المؤلف إنها في كتاب «سرّ الأسرار»، المنحول على أرسطو، الذي هيمن بظلاله على الأدبيات التي تتعلق بفن الحياة والكتابات الطبية الجسمانية والروحانية وحفظ الصحة، لأنه نصّ شامل وجامع لهذه المعارف وغيرها، لغته تمزج بين الإغراء والخرافة. ويشير المؤلف إلى أن فلاسفة الإسلام استسلموا لوصايا المذهب المشائي الذي خلّفه أرسطو.. باستثناء ابن سينا الذي كان متمرداً داخل المشائية الإسلامية، إلى درجة أنه أبدع فلسفته المشرقية، ما أغضب ابن رشد. فانتقده بعنف في كتابه تفسير ما بعد الطبيعة، بل اتهمه بالانحراف عن مذهب المعلم الأوّل، إنّ مزاج الشيخ الرئيس، كان ثورياً عاشقاً للإبداع في الفلسفة وصناعة الطب ومتعة الحياة، لأنه لم يكن يقدس النصّ الأرسطي كما يقدس الرهبان النصّ المقدس، فترك هذه المهمة للفارابي وابن رشد. ويحكي المؤلف عن ابن حزم الذي كان بارداً تجاه المرأة، وكأنه يصف الثلج مكتفياً ببياضه وبرودته. ويرى أن ابن رشد كان عقلانياً محافظاً ينظر إلى النساء كأمر ثانوي.. إنها دعوة الى العدم، لكي يتحد مع المطلق. ويقول المؤلف، إنه اختفى ابن رشد بشكل مفاجئ، وتركنا نتأمل اختزال مسار رجل عظيم في ليلة واحدة ممتلئة بحب الحياة، ثم إلى عنف الميتافيزيقا التي تقود عاشقها نحو الموت . ويلمح إلى أنه يعتقد الشيخ الأكبر في رسالة روح القدس، أن الله بشره بالجنة، غير أنه لم يكن يدري هل تمسّه النار أم لا .. هكذا يتحول تأويل الرؤيا إلى حقيقة قابلة للتصديق، وكان مفتوناً ببريق الجنة ومندهشاً بالجمال، لأنه كان شاعراً متجولاً تقتات روحه من فتنة المرأة والمكان، فالمرأة هي هيبة المكان ومصدر جماله وكشوفاته الروحية، فنساء اشبيلية يتمتعن بالحلاوة والظرافة، والمرأة من الجزيرة العربية تلقّت من الله ثلاث مواهب : الجمال والمعرفة والحكمة، ونساء فاس جمالهن فتنة تغري على ارتكاب المعصية، والشاميات المدهشات مصدر الفناء والخلود. ويبين المؤلف أن ابن عربي كان يقدس النساء، ويعتبر جمالهنّ عبادة وزهداً وورعاً إلى حدود الفناء، لذلك فإن وحدة الوجود لا يمكن أن تتحقق إلا بقوة الجمال التي تتجلى في زهرة الحياة التي يستخرج بها الحقّ، لأن النساء الجميلات: «فتنة يستخرج الحقّ بهن ما خفي عنّا فينا مما هو به عالم، ولا نعلمه من نفوسنا»

View on casablancatoday.com

أخبار ذات صلة

"الأسلحة النووية" لا تزال تهدد العالم في القرن الـ…
"الدّولة وتدبير الحراك" كتاب جديد للدّكتور المغربي محمّد الغلبزوري
"المسغبة" ملحمة سردية لـ ثائر الناشف عن فواجع الحرب…
صدور رواية "سماء قريبة من الأرض" عن الحرب والمقاومة…
صدور رواية "جنة الأكاذيب" وديوان "زئبق وفضة" للكاتب خالد…

اخر الاخبار

"الحرس الثوري الإيراني" يعيد انتشار فصائل موالية غرب العراق
الحكومة المغربية تُعلن أن مساهمة الموظفين في صندوق تدبير…
روسيا تُجدد موقف موسكو من الصحراء المغربية
الأمم المتحدة تؤكد دعمها للعملية السياسية لحل نزاع الصحراء

فن وموسيقى

أشرف عبد الباقي يتحدث عن كواليس "جولة أخيرة" ويؤكد…
وفاة الفنانة خديجة البيضاوية أيقونة فن "العيطة" الشعبي في…
كارول سماحة فَخُورة بأداء شخصية الشحرورة وتستعد لمهرجان الموسيقى…
شيرين عبد الوهاب فخورة بمشوارها الفني خلال الـ 20…

أخبار النجوم

أمير كرارة يحافظ على تواجده للعام العاشر على التوالى
أحمد السقا يلتقي جمهوره في الدورة الـ 41 من…
أنغام تستعد لطرح أغنيتين جديدتين بالتعاون مع إكرم حسني
إصابة شيرين عبدالوهاب بقطع في الرباط الصليبي

رياضة

أشرف حكيمي يوجه رسالة للمغاربة بعد الزلزال المدّمر
الإصابة تٌبعد المغربي أشرف بن شرقي عن اللعب مع…
المغربي حمد الله يقُود إتحاد جدة السعودي للتعادل مع…
كلوب يبرر استبدال محمد صلاح في هزيمة ليفربول

صحة وتغذية

فوائد صحية مذهلة مرتبطة بالقلب والمناعة للأطعمة ذات اللون…
النظام الغذائي الأطلسي يخفف من دهون البطن ويحسن الكوليسترول
بريطانيون يطورُون جهازًا جديدًا للكشف المبكر عن أمراض اللثة
اكتشاف مركب كيميائي يساعد على استعادة الرؤية مجددًا

الأخبار الأكثر قراءة