الرئيسية » مهرجانات

الجزائر - واج

سمحت الطبعة الأولى من المهرجان الثقافي المغاربي للسينما من تسليط الضوء على السينما الموريتانية الفتية التي تبقى مجهولة لدى الكثير و ذلك من خلال برمجت المنظمين لأربعة أفلام في خانتي الأفلام القصيرة و الأشرطة الوثائقية . و كانت هذه الأعمال ثمرة جهد مجموعة من السينمائيين الشباب كان لبعضهم الفضل في بروز صناعة سينماتوغرافية في هذا البلد في السنوات ال10 الأخيرة حيث بقيت موريتانيا حتى وقت قريب بعيدة عن عالم الفن السابع. و نال الشريط الوثائقي" 1989" للمخرج جبريل دياو الذي عرض أمس الخميس و هو اليوم الأخير من فعاليات المهرجان التي انطلقت يوم الأحد الماضي اهتماما كبيرا من قبل جمهور قاعة سينماتك الجزائر التي احتضنت عروض الأفلام القصيرة و الوثائقية. و يسلط هذا الشريط مدة 45 دقيقة الضوء على أحداث 1989 التي وقعت بموريتانيا على خلفية خلافات مع السنغال. و قد اعتمد المخرج الشاب الذي عاش في سن العاشرة ويلات تلك الأحداث التي خلفت مئات الضحايا من السود على شهادات حية لسكان الذين عاشوا الحدث في المناطق التي كانت مسرحا لها خاصة الضحايا. يقدم الشريط في البداية صور عن الفترة السابقة لتلك الأحداث وكيف كانت موريتانيا بلدا موحدا و مستقرا اقتصاديا و اجتماعيا ثم تنطلق الكاميرا في رصد شهادات مؤثرة عن الاعتقالات والقتل والترحيل إلى السنغال ومالي لقرى بأكملها لأسباب عرقية حسب شهادات السكان غير الزنوج . و مازالت إلى اليوم أسئلة كثيرة يطرحها أهل الضحايا ممن عادوا إلى قراهم عن أسباب و دوافع تلك الفاجعة التي أصابهم في لحظة من الزمن لا لسبب سوى لون بشرتهم مع أنهم يعتبرون أنفسهم أبناء ذلك الوطن و يروي البعض في شهاداتهم أن هناك اسر كادت أن ترحل فقط لان تحمل أسماء زنجية . و يقدم المخرج في هذا العمل التاريخي شهادات حية عن تلك الأحداث دون مرارة أو حقد لأنه أراد من خلال هذا العمل الأول عن تلك الأحداث كما صرح "تقديم عمل للذاكرة معتبرا أن الكثير من ضحايا تلك الأحداث يعانون أكثر من أثار نفسية نتيجة الاحتقار و الذل الذي تعرضوا له. و قد جاء الشريط خاليا من صور عن تلك الأحداث حيث صرح المخرج خلال النقاش عدم التمكن من الوصول إلى تلك الصور التي أنجزتها وسائل إعلام عراقية موضحا أن عملية البحث عن الأرشيف تحتاج إلى إمكانيات كبيرة في حين أن الإنتاج السمعي البصري و السينمائي في موريتاني يعاني من غياب مساهمة القطاع المعني. كما تطرق المخرج إلى المشاكل التي لقيها خلال تصوير هذا الشريط حيث اضطر أحيانا للتصوير خفية معلنا انه يعمل على انجاز جزء أخر عن الموضوع بإمكانيات اكبر مشيدا في خضم حديثه بدعم الذي لقيه من مدير" دار السينمائيين الموريتانيين"بنواكشوط. و يقول المخرج محمد لمين سيدي عبد الله المدعو ايدومو الذي شارك بفيلم قصير (6 دقائق) بان السينما في موريتانيا التي بدأت إرهاصاتها الأولى في الستينات لم تحظى بالاهتمام الكبير من الجماهير حيث كانت الأفلام المعروضة غريبة عن مجتمعه. و يضيف أن الأعوام الأخيرة عرفت انطلاقة و لو محتشمة للفن السابع خاصة بعد إنشاء "دار السينمائيين الموريتانيين" التي تشجع الشباب من خلال ورشات تكوينية في الإخراج و الكتابة و التصوير تحت إشراف أساتذة موريتانيين و مصريين. و عملت تلك الجمعية التي يرأسها المخرج عبد الرحمان احمد سالم لاهي كما أضاف على تأسيس فعاليات مهرجان نواكشوط الدولي للفيلم القصير الذي نظم في أكتوبر الفارط طبعته الثامنة بمشاركة عربية وأجنبية . و من بين الجهود المبذولة لتكريس التقاليد السينمائية في المجتمع كما قال تنظيم عروض في المناطق البعيدة بواسطة الحافلات المجهزة بإمكانيات العرض. سينمائيون موريتانيون شباب يتبنون انشغالات المجتمع في أعمالهم تطرح اغلب الأفلام المنتجة في موريتانيا كما قال المخرج مواضيع اجتماعية و انشغالات المواطن خاصة فئة الشباب التي أصبحت تهتم أكثر بالسينما و يبقى المخرج الموريتاني الكبير عبد الرحمان سيسكو الذي اشتغل كثيرا على موضوع الهجرة المثل الأعلى للسينمائيين الشباب كما أكده المخرج ايدومو الذي شارك في المهرجان بفيلمه "محمود" . يتناول هذا الشريط القصير (6 دقائق) الصراعات الطبقية و العبودية من خلال قصة حب حقيقة تعود إلى القرن ال19 جمعت بين عبد و سيدته و تجري وقائعها بجنوب البلاد. وفي الفيلم استنكار للتقاليد البالية و التميز العرقي و الفوارق الاجتماعية. و كانت هذه الطبعة الأولى من المهرجان الثقافي المغاربي للسينما (من 3 إلى 9 نوفمبر) فرصة أيضا لاكتشاف وجوه سينمائية موريتانية أخرى من خلال عملين آخرين الأول عبارة عن فيلم وثائقي لزين العابدين محمد المختار بعنوان "صديقي المختفي" و يتناول قصة بحث عن صديق اختفى من مقاعد الدراسة إلى جهة غير معلومة لكن فيما بعد يتضح انه انساق وراء تنظيم إرهابي والشريط مؤسس على قصة واقعية . أما العمل الثاني الذي عرض بالمناسبة فهو عبارة عن فيلم قصير بعنوان "أزهار تواليت " لوسيم قربي و يتناول قصة رجل يقرر مغادرة قريته رفقة زوجته إلى جهة مجهولة بحثا عن الاستقرار الذاتي و يجد نفسه في نهاية المطاف في مكان لا وجود فيه لأي اثر للإنسان و يبدأ هناك حياة جديدة . يتضح من خلال الأعمال التي قدمت اهتمام السينما الموريتانية بفضل مواهب شابة و طموحة بمواضيع جدية ومتنوعة بعضها نابع من واقع المجتمع و أخرى تسعى إلى طرح تساؤلات فلسفية ووجدانية بنظرة نقدية .

View on casablancatoday.com

أخبار ذات صلة

الدورة الثانية من المهرجان الوطني للفيلم القصير بوجدة
المركز الثقافي نجوم سيدي مومن يحتفي برواية "04"
فتح باب المشاركة بجائزة طنجة للشعراء الشباب
المهرجان العالمي للفلكلور يعود إلى مراكش لتحريك عجلة السياحة
مليونا نخلة في «العلا» تجذب الأنظار بمهرجان التمور

اخر الاخبار

"الحرس الثوري الإيراني" يعيد انتشار فصائل موالية غرب العراق
الحكومة المغربية تُعلن أن مساهمة الموظفين في صندوق تدبير…
روسيا تُجدد موقف موسكو من الصحراء المغربية
الأمم المتحدة تؤكد دعمها للعملية السياسية لحل نزاع الصحراء

فن وموسيقى

أشرف عبد الباقي يتحدث عن كواليس "جولة أخيرة" ويؤكد…
وفاة الفنانة خديجة البيضاوية أيقونة فن "العيطة" الشعبي في…
كارول سماحة فَخُورة بأداء شخصية الشحرورة وتستعد لمهرجان الموسيقى…
شيرين عبد الوهاب فخورة بمشوارها الفني خلال الـ 20…

أخبار النجوم

أمير كرارة يحافظ على تواجده للعام العاشر على التوالى
أحمد السقا يلتقي جمهوره في الدورة الـ 41 من…
أنغام تستعد لطرح أغنيتين جديدتين بالتعاون مع إكرم حسني
إصابة شيرين عبدالوهاب بقطع في الرباط الصليبي

رياضة

أشرف حكيمي يوجه رسالة للمغاربة بعد الزلزال المدّمر
الإصابة تٌبعد المغربي أشرف بن شرقي عن اللعب مع…
المغربي حمد الله يقُود إتحاد جدة السعودي للتعادل مع…
كلوب يبرر استبدال محمد صلاح في هزيمة ليفربول

صحة وتغذية

فوائد صحية مذهلة مرتبطة بالقلب والمناعة للأطعمة ذات اللون…
النظام الغذائي الأطلسي يخفف من دهون البطن ويحسن الكوليسترول
بريطانيون يطورُون جهازًا جديدًا للكشف المبكر عن أمراض اللثة
اكتشاف مركب كيميائي يساعد على استعادة الرؤية مجددًا

الأخبار الأكثر قراءة