الدارالبيضاء ـ حاتم قسيمي
أكّد رئيس "الحزب العمالي"، الذي اندمج أخيرًا مع حزب "الاتحاد الاشتراكي"، عبد الكريم بنعتيق أنَّ مفاوضات الاندماج انطلقت منذ وصول عبد الواحد الراضي إلى رئاسة "الاتحاد"، وشملت التنسيق في قضايا متعدّدة، مبيّنًا أنَّ الاندماج يعبر عن تقارب حقيقي بين جميع مكوّنات اليسار المغربي.
وكشف بنعتيق، في حديث إلى "المغرب اليوم"، عن أنَّ "عبد الواحد الراضي أبرز قدرة كبيرة على الإنصات، ولم يكن منغلقًا في أطروحات جامدة، وأبدى إيمانًا بأنَّ اليسار عليه أن يفكر في آليات التقارب الحقيقي"، معتبرًا أنَّ "سلوك الراضي خلق جوًا إيجابيًا بين مختلف مكونات اليسار، المتمثلة في الحزب العمالي، وجبهة القوى الديمقراطية، والاتحاد الاشتراكي، وحزب التقدم والاشتراكية".
وأكّد أنَّ "هذا التقارب سيعطي نفَسًا سياسيًا جديدًا لجميع هذه الأحزاب، لاسيما أنَّ اليسار ممثل عبر أكثر من 60 عضوًا في البرلمان"، مشيرًا إلى أنَّ "المغرب يحتاج تكتلاً قويًا ومتماسكًا".
وأضاف بنعتيق "هناك رغبة جماعية عند جزء كبير من قيادة الاتحاد الاشتراكي للدفع بوحدة اليسار، من منظور مختلف تمامًا عن المقاربات السابقة، وهناك رؤية وحدوية جديدة، تختلف بكثير عن الرؤى التي غلبت في الماضي، وهذا سيتطلب نقاشًا وإنضاجًا تدريجيًا".
وأشار إلى أنَّ "السياسة في المغرب تشهد تغيرات باستمرار، واليسار لديه حضور قوي، وامتياز رقمي داخل البرلمان، لكنه عاجز عن تحويله إلى مشروع انتخابي"، موضحًا أنّه "مع وجود الرغبة في الاندماج، والعمل الوحدوي، بات من الممكن أن نعيد ترتيب المشهد الحزبي والسياسي في المغرب، لنعود قاطرة في الاجتهاد النظري، والحضور الشعبي، والتعبئة الجماهيريّة".
ودعا بنعتيق أحزاب اليسار إلى "لمِّ الشمل، لأنه معني بأسئلة عديدة تهم العملية السياسية برمتها، وعليه الترتيب لأفق سياسي جديد"، مبيّنًا أنّه "لا يمكننا الاستمرار في ظروف مشتتة، وعوائق سياسية يدبرها الأعيان، الذين أصبحوا يتحكمون في المشهد الحزبي".
وبشأن الدور الكبير الذي أصبح يحتله حزب "الأصالة والمعاصرة" داخل المشهد السياسي، وهو المعروف بـ"تبعيته للدولة"، بيّن بنعتيق أنَّ "السياسة مثل الطبيعة تشهد تقلبات ولا تعرف الاستقرار، لا أحد يملك الحقل السياسي في جيبه، إنه مجال مفتوح، مادام هناك احترام للثوابت السياسيّة".