القاهرة - أكرم علي
أكد المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني محمود عباس نمر حماد، أنّ الرئيس الفلسطيني قدم استقالته من رئاسة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، مشيرًا إلى أنّ اللجنة التنفيذية ستعمل على التجهيز للاستحقاق الانتخابي، مبيّنًا أنّ المجلس الوطني سيعقد اجتماعاته في فلسطين، ولن يلجأ إلى أي دولة عربية ثانية؛ لأن كل دول فيها ما يكفيها من تحديات وعقبات، مبرزًا أنّ حركة "حماس" لم تحسم شأنها في انتخابات اللجنة التنفيذية، مؤكدًا أنّ الباب مفتوح للجميع.
وأوضح حماد في حوار مع "المغرب اليوم"، "أنّ "حماس" تعتبر المشاركة في الانتخابات كأنها "انقلاب" وأنه مع مجرد انضمامها إلى الجنة التنفيذية تعتبر كل القوانين والأنظمة لاغية، وأن تدخل مؤسسة معينة بناء على قراراتها وأنظمتها ليس انقلابا عليها، و"حماس" تفكر في الانقلاب على المنظمة وليس تفعيل المشاركة فيها، ولا أعرف حتى الآن، ما موقف قيادتها في المجلس الوطني المقبل".
وتوقع، إجراء تعديلات على أسس الانتخابات التي تهم اللجنة التنفيذية بحسب خريطة الحركات والمنظمات الفلسطينية المختلفة، وهناك بعض التنظيمات ستدخل الانتخابات خارج إطار التمثيل النسبي، وأعتقد بأن اللجنة ستبحث جميع الاعتبارات، والحديث عن الصيغة التي ستكون موجودة سابق لأوانه، والثوابت ستبقى ولن يتم استثناء أي فصيل.
وعن المفاوضات الأخيرة بين حركة "حماس" والجانب "الإسرائيلي" وتصريحات مشعل الأخيرة، عن وجود اتصالات بين حماس و"إسرائيل"، أبرز، أنّ الاتصالات التي كانت تنفيها "حماس" كانت تعرف من مصادر مختلفة أنها كانت تجرى، والمصلحة المشتركة بين الجانبين أن تكون هناك تهدئة في قطاع غزة طويلة المدى، وتلتزم "حماس" عدم إعادة التسليح والتوقف عن حفر الأنفاق وأن تسهل "إسرائيل" لها الانتهاء من الميناء البحري الذي سيكون عمليا تحت الرقابة "الإسرائيلية" لأنه ما بين غزة وقبرص.
وأضاف، أنّ الأمر الثاني الذي تحلم فيه "حماس" وتؤكد أنّه سابق لأوانه الحديث عنه؛ إعادة تشغيل مطار غزة، وواضح أنّ مصلحة "حماس" من ذلك محاولة تخفيف الضغط الاقتصادي والمعيشي في قطاع غزة، ولا تسأل عن شيء آخر و المحافظة على سلطتها في القطاع، وبالتالي أصبحوا يتجهون إلى ما يشبه "صلح الحديبية" وشيء من التاريخ الإسلامي القديم، ويبرروا أنهم أصبحوا يعلنون عمومًا المفاوضات مع "إسرائيل"، وأنه لا إمكانية لنفي ذلك.
وتابع حماد، أنّ خطورة ما تفعله "حماس"، تنفيذها لحلم "إسرائيلي"، كان منذ عقود طويلة، بدأ بعد قيام إسرائيل عام 1994 وأوضح صوره أثناء قمة بيغن والسادات، حيث طرح بيغن إمكانية أن تستعيد مصر غزة والسادات رفض، وقال له هذه جزء من الأرض الفلسطينية، وطرح الفلسطينيين أن يتم تبادل أراضي مع مصر وأن يكون هناك تقاسم وظيفي في الضفة الغربية، ويبدو أنّه مازال في عقل نتنياهو، و"حماس" وتحت مبررات مختلفة تحاول تبرير موقفها.
وحول التخوفات من إحداث فراغ سياسي في حال تخلي الرئيس "أبو مازن" عن منصبه، بيّن أنّه لا يبدو أن هناك شخص مؤهل مرشح مقبول أن يكون بديلا للرئيس أبو مازن، وهناك من يرد أنّه في غياب أبو مازن ستحل الفوضى وذلك بسبب السياسة التي اتبعها وأدت إلى انعزال "اسرائيل" دوليًا، مشددًا على أنّه لا يوجد بديل وسيكون هناك فراغ.
وزاد، أنّ الرئيس يكرر أنّه مؤمن وواقعي جدًا، ويريد أن يتم تهيئته الأطر القيادية بما في ذلك أنه يمكن أن يكون رئيسًا في المستقبل من خلال عملية ديمقراطية داخل إطار "فتح" والإطار الفلسطيني العام، وأنه ولا مرة قال إنه يريد الاستقالة ودائما يكرر جملة أنّه ليس لديه رغبة في إعادة ترشحه في الانتخابات، وما يتمناه الرئيس أن يتم توافق من خلال الانتخابات ضمن أطر "فتح" على من يكون نائبًا للرئيس حيث إن هذا الشخص يمارس صلاحيات في ظل وجود الرئيس الذي يساعده، وهذا التصور الذي يتمناه أبو مازن.
وشدد ر حماد، على أنّ هناك أزمة سياسية موجودة في الواقع الفلسطيني لا يمكن إخفائها تتمثل في الاستحقاق الانتخابي سواء بالنسبة إلى رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية أو الانتخابات للمجلس التشريعي التي تأخرت لما يقترب من ضعف المدة المقررة، والحل الوحيد أن يكون هناك توافق فلسطيني من أجل إجراء الانتخابات، مشيرًا إلى أنّ "حماس" رفضت موضوع الانتخابات تحت حجج مختلفة، وكان لابد من التوافق حتى تجرى، والمرجع يفترض أن يكون الشعب الفيصل، وليس لأي أحد أن يكون الولي على الشعب الذي يحسم الخلاف السياسي لصالح أي برنامج.
وأردف: "نأمل أن يكون هناك استعداد لحركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" للمشاركة هذه المرة في الانتخابات، فـ"حماس" تشكك في تشكيل المؤسسة وعندما يتحدث أي مسؤول عن منظمة التحرير في حركة "حماس" يعترض على جميع المواقف للمنظمة، لرغبتهم أن يكونوا بديل عن المنظمة وسنرى مدى استعدادهم".
وأشار إلى أنّه "في منظمة التحرير لم تكن هناك أي نسبة لحركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" وسنقدم الدعوة للجميع للمشاركة، وإذا وافقت "حماس" على انتخابات المجلس التشريعي، لأجريناها وربما ما كنا في حاجة إلى عقد الدورة الاستثنائية للمجلس الوطني"، مشددًا على أنّ العلاقة السياسية مع القيادة المصرية تسير على نحو جيد للغاية من دون أي تأثر بسبب الأحداث في المنطقة.
وعن اختطاف الفلسطينيين الأربعة في سيناء، واتهامات "حماس" عدم قدرة السلطات المصرية على ردع الجماعات المتطرفة وتورطها في ذلك، قال حماد: "لا أعتقد بأن المؤسسة المصرية يمكن أن تفعل ذلك؛ لأنه لو أرادت مصر رسميًا أن تعتقل هؤلاء الأشخاص إذا كانوا متورطين في أي حادث ستقول، وقصة توجيه الاتهامات من دون وجود دليل عملية تصعيد وتجني أكثر ما هي رغبة للوصول إلى الحقيقية".
واستأنف حماد، أنّ أي إنسان عاقل يعرف أنخ لا يوجد أي سبب لتخاف الحكومة المصرية من إعلان القبض عليهم إذا كانوا متورطين في أي أعمال مخالفة للقانون، وكان في الإمكان أن تقول "حماس" إننا واثقين في أن مصر تعمل من أجل إيجادهم والعمل على عودتهم.
وحول إمكانية المصالحة مع "حماس" بعد زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل إلى المملكة العربية السعودية، لفت إلى أنّ الخلاف معروف بين مصر و"حماس" وأسباب هذا الخلاف أنّ الحركة منذ نشأت أخذت موقفًا معاديًا لمنظمة التحرير الفلسطينية، وجماعة "الاخوان" منذ عام 1965 كانت لا تشارك في الانتفاضة ضد المحتل الإسرائيلي حتى ظهرت حركة "حماس" وكانوا يعتبرون أنّ الشهيد ليس شهيدًا وأن الظروف ليست مهيأة للكفاح ضد "اسرائيل".
واسترسل، أنّهم عندما شاركوا عام 1987 في الانتفاضة الأولى، كان هناك قيادة موحدة للانتفاضة، ورفضوا أن يكونوا جزءا منها، وعندها تم توقيع اتفاق أوسلو 1993 و"حماس" أخذت موقفا معاديًا وتتصرف وكأنها النقيض، وإذا سألتهم لماذا تفعلون ذلك سيقولون "إنهم يبررون أي شيء تحت الغطاء الديني، وإنها تريد أن تكون جزءا من مشروع الخلافة في المنطقة" فـ"حماس" تنطلق من فكرة "أسلمة المجتمع في منطقة معينة" وهو الأهم وليس هدفها الوطن الفلسطيني، وقسم الولاء عند حماس للمرشد العام.
وفيما يخص استمرار تأييد "حماس" لجماعة "الاخوان" والتنظيم الدولي، توقع حماد استمرارها من دون مراجعة موقفها، قائلًا، قدمت حركة "النهضة" في تونس برئاسة راشد الغنوشي نصائح لـ"حماس"، أنها يجب أن تتصرف كجزء من حركة وطنية وأن تعمل مثلما عملت في تونس وهي الأحوج لذلك وأن الواقع الفلسطيني تحت الاحتلال وأن يكون عملها تحت عباءة الفصيل الوطني، ولذلك الجناح المتطرف في "الاخوان" يرى أن الوضع في غزة الراية الذي يلتف حولها.
واستكمل، وبعض الأشخاص المعتدلين في حركة "حماس" مثل أحمد يوسف أو غازي حمد أصواتهم ضعيفة، والذي يحسم الموقف المسلحون مثل "كتائب عز الدين القسام" والمتعاونون معهم في حركة "حماس"؛ لأن "حماس" تواجه إشكالية معقدة ومتناقضة يحاربون إلى جانب المسلحين في سورية ضد الحكومة التي تدعمه إيران وفي الوقت نفسه يريدون الدعم الإيراني لهم عبر توريد السلاح.
وفيما يخص الدعم القطري لـ "حماس" وإمكانية تقليصه الفترة المقبلة، نوه إلى أنّ الدعم القطري مازال متواصلًا ولا توجد مؤشرات أنّه سيتقلص الفترة المقبلة، وغزة و"حماس" الداعم الأساسي لقطر في فلسطين.
وردا على توقف مسار قضية إعادة إعمار غزة، ذكر، أنّ الأموال وصلت بكمية قليلة جدًا، ولا تكفي لإعادة الإعمار والمشكلة بدأت بعد انتهاء مؤتمر القاهرة الأخير، وأن الدول المانحة أعلنت عن أنّ الغاية من إعادة إعمار غزة إعادة القطاع وليس إعادة تسليح "حماس"، وبداية الخلل كانت حين حاولت "حماس" أن تقتصر المعابر في فلسطين على معبر رفح فقط، حيث إن الدول المانحة والقيادة الفلسطينية رأت أنّ "حماس" تريد أن تقول إن "مشكلتنا مع مصر فقط، وإسرائيل لا نعترف بها، والقيادة الفلسطينية ومصر لم تقبل ذلك".
واسترسل،أنّ "الإسرائيلين" كانوا يتمنون منذ عام 2004 تنفيذ مشروع قرار ينص على قرار مجلس الوطن أنّ "الاحتلال" أنهت احتلال قطاع غزة، والمطلوب ألا ينفذ هذا الكيان المستقل أعمال عدائية ضد "إسرائيل وهذا يقسم الأرض الفلسطينية.
واستدرك حماد، ولكن بعد مؤتمر القاهرة وطرح البدء في التنفيذ، كانت أول مشكلة أنّ "حماس" وافقت على وجود القوات الرسمية الفلسطينية على خط رفيع من المعابر، وبعد ذلك تبقى السيطرة لـ"كتائب عز الدين القسام"، ما سبب الخلاف، والنقطة الثانية أنّ "حماس" بداية لم تعترض على أسس إعادة الإعمار، وبعد مطالبة الأمم المتحدة بالإشراف على إعادة الإعمار رفضت "حماس" على اعتبار ذلك فرض للسيطرة على قطاع غزة، حيث كانت تسعى إلى أن تأخذ نسبة من أموال إعادة الإعمار لإنشاء الأنفاق وغيرها من الأمور الأخرى.