الرباط– محمد عبيد
شنّ زعيم حزب "النهج الديمقراطي"، اليساري المقاطع للمشهد السياسي المغربي الراهن، مصطفى البراهمة، هجومًا كاسحًا ضد حزب "العدالة والتنمية"، القائد للحكومة المغربية، مشيرًا إلى أنَّ حزب "العدالة والتنمية"، لا يقود الحكومة من أجل الإصلاح، بمعناه الشمولي المعروف، بل فقط من أجل التقرب من القصر الملكي، ونيل مكانة حزب "الأصالة والمعاصرة" عند القصر.
وأوضح البراهمة، خلال حوار خاص مع "المغرب اليوم"، أنَّ حزب بنكيران الذي يعتبر نفسه جاء من أجل الإصلاح، هو يعرف حق المعرفة بأنَّ الشروط الموضوعية والبنيوية للاقتصاد والساسة والدستور، لا تمسح في الوقت الحالي بإقرار الإصلاح المطلوب في المغرب، وأنَّ الغاية من قيادته للحكومة، حقيقة، هو رغبته في التقرب من القصر الملكي، واحتلاله مكانة محل حزب البام (الأصالة والمعاصرة)".
وبشأن الوضع السياسي الحالي في المغرب، ذكر البراهمة في السياق ذاته، أنَّ "تدهور الوضع السياسي في المغرب، يوحي إلى التسيب الذي بدأ يأخذ هوية مؤسساتية، وذلك على الرغم من تشديد الخطب الملكية، على ضرورة تخليق الحياة السياسة والبرلمانية والحزبية"، مشيرًا إلى أنَّ الرابح من هذا الوضح هو "قوى المخزن".
وتعليقًا عن أداء مآل الأحزاب اليسارية، المشاركة في المشهد السياسي المغربي الرسمي، بيّن البراهمة أنَّ "المناضلين في حزب "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" (معارضة)، و"التقدم والاشتراكية" (موالاة)، فشلوا صراحة في تحقيق الأهداف المطروحة في برنامج الكتلة اليسارية في المغرب العربي والمغرب تحديدًا".
كما نفى المتحدث ارتباط الحكمة بالاستقرار في المغرب، مشيرًا إلى أنَّ "المحدد الوحيد للاستقرار في البلاد، هو المخزن؛ لأن أسباب غياب الاستقرار هي أسباب موضوعية، منها غلاء المعيشة الناتج عن الزيادة في الأسعار، وشيوع اقتصاد الريع والفساد الإداري وغلاء المعيشة".
وعما يدفعهم إلى مقاطعة المشهد السياسي المغربي الرسمي، أوضح البراهمة "أنَّ شروط ولوجنا إلى العالم السياسي في المغرب، ما تزال "مغيبة"، مؤكدًا أنَّ هدفهم في حزب "النهج الديموقراطي" إقامة نظام اشتراكي، وبناء المجتمع الديمقراطي الذي يحظى فيه المواطن بكافة حقوقه السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية عبر تحقيق المهام المرحلية التاريخية في الفقرة الأولى".