الدار البيضاء- ناديا أحمد
أكد سفير جمهورية كوت ديفوار لدى المغرب إدريسا تراوري، أن الزيارة التي يجريها العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى بلاده تعد الثالثة من نوعها بعد تلك اللتين قام بهما في آذار/ مارس 2013 وشباط/ فبراير 2014، وهو ما يعكس التزامه بتعزيز التعاون جنوب- جنوب.
وأوضح الدبلوماسي الإيفواري، في مقابلة خاصة مع "المغرب اليوم"، أن الإطار القانوني للعلاقات المغربية- الإيفوارية التي تتميز بمتانتها، تعزز بكيفية ملحوظة من خلال التوقيع على الكثير من اتفاقات الشراكة، مبرزًا في هذا السياق أن 72 اتفاق شراكة جديدة تهم عدة قطاعات استراتيجية وقّعت ما بين العامين 2013 و2015.
وأضاف السفير الإيفواري أنه تشكلت آليات ولجان لتتبع وتقييم معظم الاتفاقات الموقعة، مشيرًا إلى "اتخاذ جميع الإجراءات لكي لا تظل هذه الأخيرة حبرًا على ورق وتليها إجراءات عملية ملموسة بالنسبة للسكان ورجال الأعمال والسلطات في كلا البلدين".
وفي حديثه عن المبادلات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، أشار الديلوماسي الإيفواري إلى أنها تضاعفت 3 مرات بين العامين 2009 و2013، حيث أضحى المغرب ثامن بلد مستورد من الكوت ديفوار وعميلها الخامس، وأن هذا "المعطى يظل مع ذلك دون الطموحات المعبر عنها على أعلى مستوى من طرف قائدي البلدين"، داعيًا رجال الأعمال الإيفواريين والمغاربة لمواكبة هذا المنحى عبر مضاعفة لقاءات الأعمال واغتنام الفرص المتاحة؛ بهدف الرفع من تدفق المبادلات بين الدار البيضاء وأبيدجان.
وذكّر الإيفواري بأن الملك محمد السادس كان قد وجَّه خلال المنتدى الاقتصادي الإيفواري- المغربي الأول دعوة لرجال الأعمال في كلا البلدين من أجل العمل على إرساء تعاون جنوب- جنوب عبر عقد شراكات اقتصادية، وفي المقابل وجَّه رئيس جمهورية كوت ديفوار الحسن درامان وتارا الدعوة نفسها للفاعلين الاقتصاديين الإيفواريين والمغاربة، بمناسبة انعقاد المنتدى الاقتصادي المغربي- الإيفواري الثاني في مراكش في كانون الثاني/ يناير 2015، عبر دعوتهم لتعزيز وتنويع استثماراتهم.
وأوضح السفير أن هذا اللقاء شكل أيضًا مناسبة للتوقيع على 24 اتفاقًا واتفاق شراكة بين الفاعلين الخواص والعموميين في كلا البلدين، وأن هذه الاتفاقات، التي تأتي لتعزيز إطار الشراكة القائم بين البلدين، تعكس إرادة المغرب والكوت ديفوار حيال جعل التنمية المشتركة محفزًا أساسيًا لتقليص الفقر، وخلق الثروات وفرص الشغل، وتعزيز تنافسية المقاولات في كلا البلدين، كما أنها تجسد عزم قائدي البلدين إعطاء دفعة قوية للشراكة الثنائية، سعيًا إلى جعلها نموذجًا للتعاون جنوب- جنوب، معتبرًا أن انعقاد هذا المنتدى كان له وقع إيجابي على العلاقات الاقتصادية والتجارية القائمة بين البلدين.