الخرطوم - عبدالقيوم عاشميق
أعلن وزير دفاع جنوب السودان الفريق كوال ميانق، أن التمرد الذي يقوده العقيد ديفيد ياو ياو في ولاية جونقلي، من أهم أسبابه الخلافات بين جوبا والخرطوم. وقال ميانق، في تصريحات خاصة لـ"المغرب اليوم" عبر الهاتف من مدينة جوبا، الجمعة، "إن واحدة من مسؤوليات السياسيين في الخرطوم وجوبا الحفاظ على علاقات البلدين ومنعها من الانزلاق نحو الخطر، ومن مصلحتنا أن تكون علاقاتنا جيدة حتى نساعد شعبينا في التواصل وتبادل العمل التجاري والمنافع المشتركة"، مؤكدًا أن "بلاده لن تسمح باستخدام حدودها في عمل يهدد أمن واستقرار السودان، وفي المقابل على السودان ضمان ذلك". وأضاف وزير الدفاع الجنوبي، أن "حدود البلدين حدود سياسية، وأنه يحتفظ بعلاقات جيدة مع قيادات السودان، حيث تقلد مناصب وزارية قبل الانفصال، وأن هذه العلاقات يمكن توظيفها في تقريب وجهات النظر بشأن الخلافات بين البلدين". وردًا على سؤال لـ"المغرب اليوم" عن حقيقة الأوضاع في جونقلي، لا سيما بعد التقارير التي تحدثت عن تصاعد عمليات العنف وفرار المئات هربًا من القتال، أجاب الفريق كوال الذي كان حاكمًا على ولاية جونقلي قبل أن يتم اختياره وزيرًا للدفاع في حكومة الجنوب الجديدة، أن التمرد الذي تشهده ولاية جونقلي حاليًا ويقوده العقيد ديفيد ياو ياو جزء منه يعود إلى خلافات البلدين ودعم الخرطوم ، معربًا عن أمله بأن تتوقف الحكومة السودانية عن مساعدة ياو ياو حرصًا منها وحفاظًا على العلاقات، وأن الرئيس سلفاكير أعلن أكثر من مرة العفو العام عن حملة السلاح في بلاده، وأن العقيد ياو ياو بإمكانه الاستفادة من العفو العام والانضمام إلى جهود بناء الدولة الوليدة. وأشار ميانق إلى اتصالات تجري حاليًا لوقف العنف في جونقلي، لكنه عاد وأكد أن "الجيش الشعبي لجنوب السودان يمكنه السيطرة على محاولات تهديد الأمن، مضيفًا "أنا واثق من أن العلاقات مع السودان ستتحسن، وسيكون بمقدور البلدين تجاوز خلافاتهما في المستقبل، وأن الاتصالات والاجتماعات مستمرة بين اللجان الأمنية والعسكرية في جوبا والخرطوم لتسوية الخلافات وحل القضايا العالقة". وأفادت تقارير بمقتل 300 مواطن ونزوح الآلاف خلال الأيام الأخيرة، نتيجة لقتال أطرافه مجموعات سكانية في ولاية جونقلي من ناحية، والجيش الشعبي لجنوب السودان وقوات المتمرد ديفيد ياو ياو في ولاية جونقلي من ناحية أخرى. وقالت الأمم المتحدة، إن آلاف الأشخاص يختبئون في الأدغال خارج بلدة بيبور في جونقلي تجنبًا للصراع بين الجيش وياو ياو، فيما تقدر المنظمة الدولية عدد الذين تأثروا بهذا الصراع بـ100 ألف شخص. وأكد الناطق باسم البعثة الأممية في جنوب السودان قويدر زروق، في تصريحات سابقة لـ"المغرب اليوم"، أن العنف من التحديات التي تواجه بعثة المنظمة الدولية في جنوب السودان، فيما عزا الناطق الرسمي باسم الجيش الشعبي العقيد فيليب أقوير صعوبة وصول المنظمات إلى مناطق الصراع للقدرات التسليحية التي تملكها المجموعات المسلحة، وشكلت في مرحلة ما تهديدًا لطيران الأمم المتحدة نفسها، وأعاقت وصوله إلى مناطق مثل البيبور.