الجزائر – ربيعة خريس
عرج عضو الأمانة العامة لحركة البناء الجزائرية التي يقودها مصطفى بلمهدي, كمال قرابة, للحديث على مصير الاتحاد الإسلامي الذي يضم ثلاثة أحزاب إسلامية هي كل من حركة النهضة وجبهة العدالة والتنمية وحركة البناء الوطني، تأسس قبيل الانتخابات البرلمانية التي جرت يوم 4 مايو / آيار الماضي, في ظل الحراك القائم والصراع الداخلي الذي تشهده حركة النهضة التي تعتبر حزب مدني سياسي ذو مرجعية إسلامية يتبنى منهج مدرسة الاعتدال, ورغبة الأمين العام محمد ذويبي التملص من التزاماتها مع الاتحاد الإسلامي وفقًا لتصريحات القيادي البارز في الحركة يوسف خبابة.
ونفى قرابة, في مقابلة خاصة لـ" العرب اليوم " صحة تلك المعطيات, قائلًا "لقد التقيت منذ يومين بالأمين العام لحركة النهضة الجزائرية محمد ذويبي, وأخطرني في سياق الحديث عن مستقبل الاتحاد الإسلامي الجزائري الذي أعلن عن ميلاده قبيل الانتخابات التشريعية أن تشكيلته السياسية ستدخل الانتخابات المحلية المزمع تنظيمها نهاية العام الجاري، وفق تصريحات رئيس الوزراء الجزائري عبدالمجيد تبون، تحت عباءة الاتحاد تمامًا مثلما حدث في الانتخابات النيابية, ومسألة الصراع وعدم الانسجام القائم داخل الحركة هي مسألة داخلية".
وقال كمال قرابة: "إن الاتحاد الإسلامي لم يتأسس لظرف انتخابي وهو يضم اليوم مدرستين الأولى هي مدرسة العدالة والتنمية التي يقودها عبدالله جاب الله وحركة النهضة التي يقودها محمد ذويبي ومدرسة حركة البناء الوطني المنشقة عن حركة النهضة, فالاتحاد ليس مجرد " ديكور " سياسي فهو مكسب لا رجعة فيه".
وأكد عضو الأمانة العامة لحركة البناء الوطني, أن الوضع ذاته ينطبق على حركة البناء الوطني حيث قررت الحركة الدخول تحت عباءة الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء وقد يتوسع التحالف مع تشكيلات سياسية أخرى في بعض المناطق إن اقتضى الأمر, مشيرًا إلى أن الأحزاب الثلاثة شرعت في التحضير للانتخابات المحلية بطريقة فردية, حيث تشرف كل تشكيلة سياسية على إعداد القوائم وتعيين الكفاءات التي تحوز عليها في كل بلدية من بلديات الجزائر ليتم عرضها على اللجان الانتخابية التي ستفصل في المسائل التفصيلية في اجتماعات يحدد تاريخها في وقت لاحق.
وبشأن المؤتمر الجامع بين الأحزاب الثلاثة, أشار قرابة إلى أنه ليس من السهل المرور إلى تلك الخطوة التنظيمية بتلك السرعة, فالكثيرون يحاولون إسقاط ما جرى مع جبهة التغيير وحركة مجتمع السلم أكبر الأحزاب الإخوانية في الجزائر يقودها الدكتور عبدالرزاق مقري مع يجري داخل عقر دار الاتحاد.
وأبرز القيادي البارز في حركة البناء الوطني، أن ذلك الأمر يتطلب أولًا مرحلة توحيد الرؤى والمواقف السياسية، فالجميع يلاحظ التباين الواضح في مواقف من كل من الشيخ عبد الله جاب الله، رئيس جبهة العدالة والتنمية، ومحمد ذويبي وحركة البناء الوطني التي يقودها مصطفى بلمهدي, قائلًا إنه تم الاتفاق بين القادة الثلاثة على مجموعة من الأوراق التي تسبق انعقاد المؤتمر الجامع تتعلق الأولى بالرؤية السياسية والتربوية والتي ستحدد نوعية الخطاب ليكون بعدها الاندماج التنظيمي، وتم الاتفاق مبدئيًا وفي حالة المضي قدمًا، على إنشاء هيئة شورية تضم قيادات الأحزاب الثلاثة وقيادة مشتركة تكون بالتناوب أي الرئاسة بالتناوب بين كل من جاب الله ومحمد ذويبي ومصطفى بلمهدي.